برنامج الـ3 سنوات لحكومة التحديات

حينما قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، في بيانه أمام مجلس النواب أمس، أن الحكومة الجدية هي حكومة التحديات، فإنه أصاب الحقيقة، لأن حجم الآمال والطموحات المعلقة في رقبة هذه الحكومة كثيرة، وهو ما يجعلها أمام صراع تنافسى شديد، فالجميع في انتظار ما ستقدمه هذه الحكومة، اليوم وليس غداً، فحل مشكلة أو أزمة لن يكون نهاية المطاف، بل عند المصريين غلق لملف وفتح لحديث حول ملف أخر.

 

لذلك، فإن ما قاله الدكتور مدبولى، لم يكن رسالة لأحد الا لأعضاء الحكومة انفسهم، فالحكومة ليست في رفاهية من الوقت، بل عليها أن تسابق الزمن، لأحداث اختراقات كبيرة في ملفات عدة تحظى باهتمام لحظى لدى كل المصريين الذين لن يقبلوا بأنصاف الحلول، وهو ما يضيف مزيد من الأعباء على الحكومة وكل الوزراء، فالجميع مطالب بالعمل، لتحقيق الإنجاز، حتى وإن كنا ندرك صعوبة الموقف، لكن لا سبيل الا العمل.

 

في بيانه امام مجلس النواب، قال الدكتور مدبولى، إنه يقدم برنامج عمل لمدة 3 سنوات، أو ما أسماه "وثيقةً تفصيليةً لبرنامج عمل الحكومة تضم أكثر من 300 صفحة توضح بشكل جلي مسارات وبرامج عملها"، تناول كثير منها في بيانه، لكن هناك تفاصيل أكثر ستخضع لنقاش داخل مجلس النواب، وأعلن مدبولى ترحيبه "بجميع الآراء والتوصيات عقب دراسة البرنامج من مجلسكم المُوَقر، لنُقِرَّ معًا مسارات عمل الحكومة للفترة القادمة، ونحوزَ ثقةَ أعضاءِ السلطة التشريعية ممثلي الشعب".

 

هذا البرنامج، بطبيعة الحال، رغم كونه يمثل خطة عمل الحكومة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وفقاً لما جاء على لسان مدبولى، لكن قد تطرأ تغيرات إقليمية ودولية، تتطلب إجراء تعديل هنا أو هناك، وهو ما يحتاج إلى مرونة في العرض والنقاش، والاهم من البرنامج من وجهة نظرى، هو تعهد الحكومة كما قاله "مدبولى" بالالتزام برفع تقارير متابعة الأداء والنتائج إلى البرلمان بشكل دوري، لضمان الشفافية والمساءلة وتحقيق الأهداف المنشودة، وأيضاً أن تعمل الحكومة على عقد مؤتمرات صحفية مُنتظمة لإعلان هذه النتائج وتوضيحها للرأي العام المصري بكل وضوح وشفافية، لأن هذا الالتزام هو الذى سيحدد كيف تعمل الحكومة، ومسارات الإنجاز، وأيضاً لتجعل المصريين مطلعين اول بأول على كافة المُستجدات المتعلقة بتنفيذ البرامج والمشاريع الوطنية، مما يعزز الثقة المتبادلة ويضمن تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في كافة المجالات، والأهم ان يدرك أعضاء الحكومة أنهم تحت منظار يراقب ويتابع كل تحركاتهم وعملهم على مدار الساعة.

 

بالتأكيد، فإن الرئيس السيسى ، كما أكد للحكومة، سيواصل متابعة عمل وأداء الحكومة، خاصة في جانب التكليفات المرتبطة بتلبية مطالب واحتياجات المواطنين، الذين يدركون أن الرئيس لم ولن يغفل لحظة عن المتابعة، والتدخل السريع، اذا لزم الامر ذلك.

 

في النهاية، نحن امام حكومة جديدة، مثقلة بكثير من التحديات، وملقى عليها آمال وطموحات كثيرة، لكن كما قال مدبولى أمام مجلس النواب، هي بالفعل حكومة تحديات، وهدفها التطلع "إلى غدٍ أفضل، نتشارك من أجل استكمال مسيرة بناء وطننا، ونعمل جميعًا بتفانٍ وإخلاص، واضعينَ رفعةَ الوطن صوب أعيُنِنا، وصالحَ المواطن على رأس أولوياتنا، موقنين بأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجرَ مَن أَحسَنَ عَملًا".