برنامج الحكومة.. ونبوءة الإصلاح

الإثنين، 08 يوليو 2024 04:04 م
برنامج الحكومة.. ونبوءة الإصلاح
طلال رسلان

عندما كتب شيخ الصحافة الراحل عبد الله كمال مقاله الشهير عن رجل المرحلة الحرجة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بعد توليه مسؤولية إدارة البلاد، تنبأ بإصلاح شامل على يد هذه الشخصية الوطنية المخلصة باقتدار.
 
نبوأة الأستاذ منذ 2015 وكانت البلاد وقتها بالكاد تتنفس التعافي تزامنا مع حرب شرسة مع جماعات الإرهاب، أكدت أن كلمة السر في نجاح رئيس الجمهورية هي رؤيته في عملية الإصلاح الشامل بكل القطاعات، وإخلاصه لمصالح الشعب، وحبه لوطنه، وأنه لم يكُن يوميا، جائعًا للنفوذ، أو مستجد سُلطة، لكي ننظر إليه بقلق وقد أصبح رئيسًا، لن تُسيطر عليه رغبات الهيمنة، أو ينجرف وراء نوازع سلبية للحُكم. ذلك أنّه كان قائدًا عسكريًا له سِجِلّ، ووزير دفاع نادى عليه الناس لكي يقود ثورتهم، ويترشّح في الانتخابات رئيسًا عليهم. 
 
تذكرت المقال بكافة تفاصيله، وكأنه يُكتب اليوم، وأنا أتابع برنامج التغيير والإصلاح الشامل وإكمال البناء، الذي تعرضه حكومة مدبولي الثانية أمام مجلس النواب والشعب. وتذكرت أننا أمام شعور بالتفاؤل بأنها المرحلة الأكثر جدية واشتباكا مع خدمات المواطن من ناحية وجوانب الإصلاح الشامل من ناحية أخرى، بل إنه يمكن وصف هذا البرنامج بالأشمل والأقوى على مستوى الحكومات السابقة.
 
«سنعمل بكافة جهدنا لتنفيذ توجيهات الرئيس بأن الشعب أولا وخدماته أولوية بلا أي تهاون، وبكل شفافية ومصارحة»... رسالة من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للشعب من مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، لخصت ما كان وما سيكون، ووضعت النقاط على الحرف، وأكد أننا أمام مرحلة جديدة غير مسبوقة من البناء، واهتمام بمصالح المواطن. 
 
برنامج الحكومة، الذي أتى في 300 صفحة، بدت كل صفحة فيه، بمحاورها الأساسية التي عرضها رئيس الوزراء أمام الشعب، وكأنها تكتب تاريخا جديدا من الإصلاح والتغيير في كل قطاع، وكأنها كتُبت من بال كل مواطن مصري، وكأنها إجابة شافية ووافية لما يدور من أسئلة في كل بيت وشارع ومؤسسة.
 
في المسافة بين البناء السابق والواقع الجديد، تحددت رؤية الرئيس الذي يخرج شعبا إلى بر الأمان ويأخذ بيده وسط إقليم معج بالصراعات تنهش فيه الحروب، لينقله من مرحلة الأحلام العريضة وضعوط البيئة والعالم إلى واقع فيه جهد وبناء وإنجازات وإصلاح.
 
بلا مواربة وبكل صراحة جاءت مبادئ رسالة الحكومة الجديدة، لتضع الشعب كقاضي ومراقب بنفسه على عمل الحكومة من خلال مجلس نوابه، ولا أحد كبيرا على التوجيه والإصلاح والتقييم، فكان طبيعيا أن تأتي المبادئ الحاكمة لعمل الحكومة الجديدة، تشمل المواطنة وسيادة القانون بدعم مفهوم العدالة والمساواة، والأمن والاستقرار بدعم منظومة أمنية تحمي مقدرات الوطن، والتنمية والاستدامة باقتصاد تنافسي متنوع ومستدام، والديمقراطية والتشاركية بنهج تشاركي فعال مع كل أطراف المجتمع، والتكامل مع القطاع الخاص بضمان الحياد التنافسي وفتح المجال أمام كل مستثمر، والإصلاح المؤسسي بالاستباقية في مواجهة الأزمات قبل التأثير على المواطن.
 
عزيزي المواطن نحن الآن أمام 12 هدفا للحكومة الجديدة، ما كانت تتلى علينا، أو نلمس جزءا من تحقيقها، لولا وجود قيادة مصرية مخلصة ورشيدة، وتلخصت في وعود الحكومة التي تضع قدما في طريق الإفلاح لأنها صادقة، وشملت تعليم أفضل، ونظام صحي شامل، وتنمية عمرانية متكاملة ومستدامة، توفير العمل اللائق، الشباب شركاء اليوم قادة الغد، ضمان حياة كريمة لجميع المصريين، تمكين المرأة وتوفير الفرص المستاوية لها، ترسيخ دعائم النهوض الاقتصادي، تمكين القطاع الخاص وتعزيز الاستثمار، ضبط الأسعار والحد من التضخ، حماية الأمن القومي، تحقيق الاستقرار السياسي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق