الأزهرى اسما وعِلما.. وزير الأوقاف المتشبع بالفكر الوسطى تاريخه يبشر بالتجديد

الجمعة، 05 يوليو 2024 08:16 م
الأزهرى اسما وعِلما.. وزير الأوقاف المتشبع بالفكر الوسطى تاريخه يبشر بالتجديد
الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف
كتبب منال القاضى

"لن ندخر جهدا في العمل تحت قيادة الرئيس السيسى، لتقديم كل ما يليق بوطننا العظيم وشعبه العظيم".. كانت هذه الرسالة الأولى للدكتور أسامه الأزهرى، بعد أدائه اليمين الدستورية الأربعاء الماضى، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزيراً للأوقاف. رسالة كشفت عن خطط وتوجهات الرجل الجديد القادم من منهج الوسطية الأزهرية، إلى إدارة الأوقاف المصرية، بكل ما تحمله الوزارة من ملفات شائكة، وموضوعات متماسة مع قضايا مجتمعية كثيرة.
 
 
الأزهرى قال أيضاً: إلى الشعب مصر العظيم، الذي تحملنا أمانة خدمته، سنعمل بكل ما في وسعنا وطاقتنا تقديرا وإجلالا لأهلنا الكرام في كافة ربوع الوطن.. وإلى العلماء والدعاة والخطباء والعاملين جميعا في وزارة الأوقاف سنعمل جميعا لتقديم العلم النافع المنير، وتقديم كل جميل وراق، حتى نملأ وعي المصريين جميعا بالعلم والأمل والعمل والنجاح، ونجتاز بوطننا العظيم كل تحدياته، وتكون المساجد والمنابر وبيوت الله تعالى مصدر إشعاع ونور كما هو دورها العظيم.
 
هذه الرسالة، أقرنها الأزهرى بعمل على الأرض، منذ بداية توليه المسئولية، فالأمر لا يقتصر من جانبه على الحديث، وإنما بالعمل والفعل، فالجلوس في المكاتب ليس منهجه، بل أن مكانه دوماً بين المواطنين، ونستند في قول ذلك إلى تاريخ طويل ومحترم للرجل الذى حمل على عاتقه لسنوات طويلة، مهمة الدفاع عن الوسطية الإسلامية، والرد بهدوء في مواجهة موجهات عاصفة كانت تريد استهداف سماحة الإسلام، فكان الأزهرى بعلمه وثقافته قادراً على الرد والمواجهة.
 
وعلى الأرض، منذ ان تولى المسئولية، سار وزير الأوقاف بين طرقات الوزارة، والمساجد، واليوم داخل مستشفى الدعاة بمصر الجديدة، مستمعاً من الجميع، للافكار والرؤى والمقترحات، وليتعرف على أرض الواقع على المشاكل التي قد تقف عائقاً أمام تطوير العمل الدعوى في مصر، فهو يدرك كما قال، أن مواجهة التحديات التي يمر بها العمل الدعوي، لن يكون الا بالاستفادة من طاقات الدعاة بشكل صحيح، وأن نضع في الاعتبار القضايا التي تشغل المجتمع، وننشر القيم الدينية الصحيحة والأخلاق النبوية المحمدية العظيمة. لذلك رأيناه اليوم وسط الدعاة في المسجد ثم فى المستشفى، ليؤكد لهم أن الرعاية ستكون شاملة، وأن التوجيهات الرئاسية واضحة، ولا حيد عنها.
 
ويقف أسامه الازهرى، متحدياً لكل الملفات الساخنة في الأوقاف، فاتحاّ ذراعيه للتعاون مع الجميع، وفى المقدمة، مشيخة الأزهر، مستنداً أيضاً إلى تاريخ مشرف، وعلم ينتفع به.
 
فالسيرة الذاتية هي أكبر مؤشر على ذلك، واذا عدنا إليها سنجد أنه خاض مراحل كثيرة، واستفاد من كل منها، فالبداية، كانت بمولده في الإسكندرية يوم الجمعة 18 رجب 1396 هـ - 16 يوليو 1976م، ثم النشأة في سوهاج من صعيد مصر، وبارك والده توجهه لحفظ القرآن الكريم. فما بين الإسكندرية والصعيد تشكلت ملامح علمه وتوجهاته وأفكاره، وهو ما نلمسه اليوم في أحاديثه.
 
ولم يقتصر الأزهرى في تكوينه على ما تلقاه خلال دراسته الأكاديمية الرسمية الأزهرية، بل طلب العلوم الشرعية وغيرها من خلال ملازمة ومرافقة أهل كل علم من المتخصصين من أكابر علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام، واليمن، والمغرب العربي، وقد ذكر عددا منهم في بعض من مؤلفاته كمعجم الشيوخ وأسانيد المصريين وغيرها.
 
ونشأ، في صعيد مصر، المعروف بتقاليده المحافظة، وكثرة حفاظ القرآن الكريم به، مع سيادة جو علمي أصيل، ضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإسلامي، إلى جانب توفر التعليم الأزهري الرسمي وغير الرسمي فيه، والمحبة البالغة التي يكنها أهل هذا الإقليم والتقدير الذي يبدونه للعلماء، وخاصة الأزاهرة منهم، وهناك اعتنى والده بأن يحفظ القرآن الكريم، وأن ينتظم في صفوف الدراسة الأزهرية، وشجع ما قد رأى منه من استعداد للتلقي، ونهم للمطالعة والقراءة، وشغف بالعلم والعلماء، والنظر في سيرهم ودراسة تراجمهم، وعزوفه عن تضييع وقته فيما اعتاد أقرانه فعله من لعب ولهو، مع كثرة ترحاله إلى القرى القريبة والبعيدة، طلبا لمجالسة العلماء وأصحاب الاهتمامات العلمية على اختلافها، وكان والده ـ رحمه الله ـ كثير الدعاء له بأن يرزقه الله العلم.
 
وحصل الأزهرى على شهادة العالمية (الدكتوراه) من كلية أصول الدين بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بالطبع والتداول عام 2011م. حصل على درجة الإجازة العالية (الليسانس) من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف سنة 1999م حصل على: درجة التخصص (الماجستير) في الحديث الشريف وعلومه من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية سنة 2005، ثم عمل معيدا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط سنة 2000م، ثم مدرسآ مساعدآ بنفس الكلية سنة 2005م، عمل مدرس مساعد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق. دَرَسَ عددآ من العلوم الشرعية وغيرها دراسة حرة على عدد من العلماء الكبار المتخصصين في علوم: الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والمنطق، والنحو، والعقيدة وغيرها، وحصل على الإجازة من أكثر من ثلاثمائة من العلماء أصحاب الإسناد، من أقطار إسلامية مختلفة. تشرف بالملازمة والمرافقة لعدد من علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام، واليمن، والمغرب العربي.
 
عرف عن الأزهري بوعيه جيدا ما هي مصر وما هي قراها ونجوعها وحواريها، يُدرك من كواليس السياسة ومن تاريخها في مصر الكثير، وهو مطلع على الفن والثقافة والأدب بعمق غريب، مُحب للفيزياء والعلوم والفضاء، يتحدث عن السينما بذات السلاسة التي يصف بها طريق بيته. 
 
هذه السيرة، وهى مبشرة، وفى نفس الوقت تؤكد أننا أمام اختيار صحيح، لإدارة ملف حيوى وحساس، وهو ملف الدعوة وتجديد الخطاب الدينى، بالإضافة إلى ملفات أخرى كثيرة، تدل سيرته وتاريخه أنه قادر عليها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق