السلام في السودان يبدأ من القاهرة

السبت، 06 يوليو 2024 06:00 ص
السلام في السودان يبدأ من القاهرة
يوسف أيوب

منذ اللحظة الأولى لاندلاع النزاع المسلح في السودان الشقيقة، كان الموقف المصرى واضحاً وحاسماً، أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، في اتصالاته مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية والمعنية بالوضع السودانى، وملخصه أن مصر حريصة دوماً على وحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه واستقرار شعبه، وأهمية التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع في أسرع وقت، ورفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوداني، وأن الحل لما يحدث في السودان هو الحوار السودانى السودانى، لذلك فإن الجميع مطالب بتهيئة الأجواء للأشقاء لهذا الحوار، للوصول إلى حلول سودانية خالصة.
 
هذه الرؤية التي سارت ولا تزال تسير عليها الدولة المصرية، هي التي مكنت مصر بأن تكون على تواصل مع كافة الإطراف، لإن الجميع أدرك منذ اللحظة الأولى أن مصر هدفها صالح السودان وأمن واستقراراه.
 
ومن هنا جاءت دعوة القاهرة للقوى السودانية المدنية للالتقاء على طاولة واحدة مع الأطراف المعنية بالوضع في السودان، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني - سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
 
هذا المؤتمر الذى سيعقد في مصر اليوم السبت، يعول عليه الكثيرون، خاصة وأن كافة القوى السودانية رحبت بالدعوة المصرية وأكدت مشاركتها، بعدما تيقن لكل السودانيين أن مصر هي الاحرص على أمن وسلام واستقرار السودان، لأن ذلك من أمن وسلام واستقرار مصر، وهى كذلك الأقدر على المساعدة على الوصول إلى توافق وطني جامع بين السودانيين لحل الأزمة الراهنة، كما أن كل السودانيين ادركوا أن الرؤية المصرية لا تستثنى أحداً، وأن الجميع مشارك، وأن القاهرة منفتحة على الكل، لأنها لا تملك مصلحة ذاتية، وإنما مصلحتها أن يعود الاستقرار إلى السودان، الجارة الشقيقة، التي نرتبط معها بتاريخ طويل ومشترك، لا يمكن لأحد أبداً أنكاره أو تجاهله.
 
وترتكز الدعوة المصرية لمؤتمر اليوم، على إيمان راسخ بأن النزاع الراهن في السودان هو قضية سودانية بالأساس، وأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، كما ياتى هذا المؤتمر استكمالًا لجهود مصر ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب الدائرة فى السودان، وفى إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لاسيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقى، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد.
 
والملاحظ أن مصر منذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل 2023، سخرت كافة مؤسساتها المعنية لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، في إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها المتمثلة  فى استقرار ووحدة السودان وعدم التدخل فى شئونه الداخلية وسلامة شعبه الشقيق، وتقديم كل المساعدات الممكنة والحفاظ علي الأمن القومي المصري، وكانت القاهرة ملتقى لعدد من اللقاءات السودانية السودانية، وأيضاً لمبعوثين دوليين وإقليميين تأكدوا أن مصر هي القادرة على طرح رؤية للسلام في الخرطوم، كونها لم تغلق الباب في وجه أحد، وإنما منفتحة في التواصل مع كل المعنيين بالوضع السودانى.
 
كل ذلك يشجع السودانيين على أن يخرج مؤتمر اليوم، برؤية واضحة للسلام، بأيادى سودانية، وعقول متفتحة على الحوار والحل، لتجنيب السودان الشقيق ويلات الحرب التي أثرت على وضعه الاقتصادى والاجتماعى، وجعلت مئات الالاف من الاشقاء يفرون هرباً من جحيم هذه الحرب.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق