الرصاص والجوع والأوبئة.. أسلحة جيش الاحتلال لتهجير أهالي خان يونس
الخميس، 04 يوليو 2024 02:40 مإبراهيم الديب
لاتزال الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني مستمرة في محاولات مضنية للتطهير العرقي بحق أصحاب الأرض ومالكيها، والذي بدأته قوات الحركة الصهيونية عام 1948، وتعيد إقرار هذا الواقع الأليم مرة أخرى لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا.
فمن خلال عمليات القتل والتهجير القسري والعنف الممنهج، تتغول قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتستحوذ مستوطنات وأراضي فلسطينية جديدة، وإجبار أهلها على الخروج منها والفرار إلى مناطق غير آمنة.
وتستمر قوات الكيان الصهيوني في الهجوم على النازحين الفلسطينيين في غزة وإجبارهم على التوجه لأماكن غير آمنه، ضاربة بعرض الحائط قرارات وقوانين المجتمع الدولي، وموقفه من العدوان على غزة والشعب الفلسطيني، كما أنها لا تفرق بين المُعتدى عليهم، فالنيران تحصد أرواح الرجال والنساء بل امتدت لرؤوس الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
إعلام الأمم المتحدة، بث تقارير وصور، تشير إلى أنه مع تناقص المساحات الآمنة التى يمكن للنازحين نصب خيامهم فيها والإقامة بها وسط قطاع غزة، بدت أطنان النفايات ومياه الصرف الصحى وكأنها تحاصرهم فى خيامهم فى ظل انتشار الأمراض المعوية والجلدية.
من جانبها قالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالشئون الفلسطينية «الأونروا»: «إن السلطات الإسرائيلية أصدرت أوامر إخلاء جديدة لمناطق فى شرق خان يونس، التى اضطر الناس فيها بعد بدء عملية رفح إلى الإقامة فى مبان مدمرة ومتضررة وغير آمنة.. وبعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى خان يونس المدمرة، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة. ومرة أخرى تواجه العائلات النزوح القسري».
وأشارت تقديرات الأونروا إلى أن 250 ألف شخص سيُضطرون إلى الفرار مجددا مع عدم وجود أى مكان آمن فى غزة. وبعد ليلة شهدت قصفا عنيفا بأنحاء غزة، قالت الأونروا أن المنطقة مكتظة بالكامل بالخيام وأماكن الإيواء.
وأكدت لويز ووتريدج المتحدثة باسم الأونروا شح الوقود وانعدام الأمن، فيما تواصل الوكالة تقديم المياه والرعاية الصحية والغذاء وغير ذلك من مساعدات للسكان، لافته إلى أن مواصلة الاستجابة أصبحت أمرا شبه مستحيل بسبب الحصار الذى تفرضه إسرائيل والمزيد من أوامر الإخلاء التى تؤثر مرة أخرى على وصول الوكالات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم لتلقى إمدادات الإغاثة.
ومن جانبها أعربت منظمة الصحة العالمية أيضا عن قلقها بشأن قلة المساعدات التى تصل إلى غزة، وسلطت الضوء على تأثير شح الوقود على الرعاية الصحية فى القطاع.
الدكتورة حنان بلخى المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، أكدت أن القطاع الصحى فى غزة وحده يحتاج 80 ألف لتر من الوقود يوميا، ولكن آخر الإمدادات التى وصلت إلى القطاع آخر الشهر الماضى كان ما بين 195 ألفا و200 ألف لتر.
وأضافت أن تلك الشحنة تقاسمتها كل القطاعات، بما فيها قطاع المياه والصرف الصحى والنظافة. ونتيجة لذلك، تواجه المستشفيات مرة أخرى شحا فى الوقود يهدد بانقطاع الخدمات الحيوية ووفاة المصابين لتأخر سيارات الإسعاف.
ومن جانبها أكدت كبيرة منسقى الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة سيخريد كاخ أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنسانى، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودمرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة.
وذكرت المسؤولة الأممية فى إحاطتها أمام اجتماع مجلس الأمن حول الوضع فى الشرق الأوسط أنه فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على رفح، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى فى غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى. وفق مركز إعلام الأمم المتحدة.
وأعربت كاخ عن قلقها العميق إزاء إصدار القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة فى منطقة خان يونس، وتأثيرها على السكان المدنيين، مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى قرار مجلس الأمن 2720 الذى وضع إطارا لتسريع وتعجيل وتبسيط توصيل المساعدات فى مختلف أنحاء غزة.. لافتة إلى أن هناك حاجة لتدفق مستمر للمساعدات لتسليم الإمدادات ذات الجودة والكمية عبر جميع المعابر البرية والبحرية، بما فى ذلك معبر رفح الحدودي.
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح وإغلاق المعبر أوائل شهر مايو الماضى، انخفض حجم المساعدات التى تدخل لغزة وتوزع عبرها بشكل كبير ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة فيما يتعلق بإنشاء نظام فعال وموثوق به وقابل للتنبؤ لتفادى التضارب العسكرى الإنسانى والتنسيق فى جميع أنحاء غزة، واستمرار الوصول لجميع معدات الأمن والاتصالات بالإضافة إلى المواد الإنسانية الحيوية اللازمة لتقديم أو إصلاح الخدمات الأساسية، وتطهير الطرق من الألغام والذخائر غير المنفجرة والموافقات اللازمة للقيام بهذه المهام، وتخزين ونقل الحجم اليومى المطلوب من الوقود مسبقا.
وأكدت المسؤولة الأممية أن إعادة الإعمار فى غزة تعنى من بين أمور أخرى، مأوى كريما بينما يتم بناء أو تجديد المزيد من المساكن الدائمة، واستعادة أنظمة الصحة والصرف الصحى والمياه الأساسية، وإعادة تأهيل المدارس وأماكن التعلم ذات الصلة بالتعليم العالى، والاهتمام والدعم الخاصين لحوالى 17,000 طفل يتموا بسبب الحرب.