أول تصريحات لوزير الخارجية بعد استلامه منصبه تؤكد على أهمية دور مصر في المنطقة.. دولة ركيزة للاستقرار وقوية وراسخة تحافظ على الأمن العربي
الأربعاء، 03 يوليو 2024 06:27 م
عكست أولى تصريحات السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مدى أهمية الدور المصري في بث الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث أثبتت القاهرة خلال السنوات الماضية، وعلى مر تاريخها أنها صاحبة مبادئ لن تحيد أبدا عنها كانت ولا زالت تنادي بصوت العقل، ولولاها لاشتعلت المنطقة بأزمات ربما لم تهدأ أبدا.
السفير بدر عبد العاطي قال إن مصر ركيزة الاستقرار فى هذه المنطقة التي تموج بالصراعات، ودورها الإقليمي والدولى واضح للعيان ومشهود به، مؤكدا عقب أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، "إننا نعيش فى منطقة تموج بالصراعات والأزمات من كافة الاتجاهات، والدولة المصرية راسخة وقوية".
وأضاف عبد العاطي في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية أن مؤتمر الاستثمار الأول من نوعه بين مصر والاتحاد الأوروبي سبقه التوقيع على الإعلان المشترك لتدشين شراكة استراتيجية وشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وكل ذلك كان نتيجة الاستقرار في مصر وتماسكها ودورها الإقليمى الريادي ودورها الدولي، موضحا أن الاتحاد الأوروبي والشركاء الغربيين لم يجدوا دولة يعتمدون عليها في حفظ الأمن والاستقرار وتكون ركيزة الاستقرار مثل مصر، وهو الوضع أيضا بالنسبة لباقي دول العالم التي تحرص على أن يكون الدور المصري مهما ونشيطا حتى لا يحدث فى المنطقة توالى أزمات أكثر مما هو قائم بالفعل.
حديث وزير الخارجية الجديد ينم عن اطلاع ورؤية لما يدور في المنطقة من أحداث ملتهبة، مقدرا حجم المسؤولية والمهمة الموكلة إليها، خاصة وأنه تدرج داخل السلك الدبلوماسي في الكثير من المناصب المهمة التي تعكس مدى خبرته في الكثير من الملفات الخارجية التي تحيط بالدولة المصرية.
فضلا عن ذلك فهو أيضا مدرك لحجم المسؤولية التي تقع عليه، لاسيما بعد ضم وزارة الهجرة ليكون مسؤولا عنها بجانب الخارجية، وهذا يعني حجم الثقة التي وضعتها الدولة في شخصيته ومعه كوادر وزارة الخارجية في تعظيم دور البعثات الخارجية لحل كافة مشاكل طيور مصر المهاجرة.
شغل عبد العاطي منصب المتحدث الرسمي للوزارة في فترة صعبة وحساسة جدا، بين 2013 إلى 2015 شهدت الكثير من الأحداث والتطورات على الصعيد الداخلي والدولي، ورغم حساسية الوزارة كونها إحدى أهم الوزارات السيادية وكما يقال "الكلمة فيها بحساب" كانت علاقته بالاعلام ممتازة جدا، لتعطيه دفعه قوية أن يرشح ليكون مسؤولا عن أكبر البعثات المصرية بالخارج، ومن هنا انتقل بين عامي 2015 إلى 2019 لشغل منصب سفير مصر لدى ألمانيا، لنشعر بعدها بمدى تطور العلاقات المصرية الألمانية، حيث كان له جهود بارزة في الانطلاق بالعلاقات بين الدولتين نحو أفق أرحب، وتعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات خلال ولاية المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
وكان لوزير الخارجية جهود بارزة في تطور العلاقات المصرية ألمانية، صعدته أكثر ليشغل بعدها مناصب عدة أهمها سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج ومندوبها لدي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لتقطع العلاقات المصرية الأوروبية فى الآونة الأخيرة أثناء فترة توليه هذا المنصب خطوات كبيرة، وأصبحت نموذجا لعلاقات التعاون الوثيق، فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.
كما أن السفير بدر عبد العاطي، كان له دور في تطور العلاقات المصرية الأوروبية في الفترة الأخيرة، لتتوج بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة مطلع العام 2024، ومن بعدها عقد مؤتمر الاستثمار المصري- الأوروبى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وأورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية والذي يعتبر أهم نماذج التعاون التي تمت بين مصر والاتحاد الأوروبي في العقود الأخيرة.
ويحمل بدر عبد العاطي سيرة ذاتية حافلة بالعطاء، والعمل، حيث كان عبد العاطي مديراً لشؤون فلسطين في "وزارة الخارجية" بين 2007 و2008، ومستشاراً في "سفارة جمهورية مصر العربية في واشنطن" والمسؤول عن ملفي الكونجرس والشؤون الأفريقية بين 2003 و2007، وسكرتير أول بمكتب وزير الخارجية المسؤول عن ملفي الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط بين 2001 و2003، وسكرتير ثاني بسفارة جمهورية مصر العربية في طوكيو، والمسؤول عن الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط وإيران بين 1997 و2001، وسكرتيراً ثانياً في مكتب نائب مساعد وزير الخارجية للتعاون الاقتصادي الإقليمي بالشرق الأوسط بين 1995 و1997.
كما تولى منصب عضو الوفد المصري في مؤتمر القاهرة الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996، وسكرتير ثالث في "سفارة جمهورية مصر العربية في تل أبيب" والمسؤول عن الشؤون الداخلية الإسرائيلية وعملية السلام في الشرق الأوسط بين 1991 و1995، وملحق في "وزارة الخارجية" بين 1989 و1991، كما كان محاضراً في "أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية" في القاهرة عام 2003، وله عدة مقالات ومؤلفات في مجال السياسة الدولية.
ينتظر من بدر عبد العاطي الكثير والكثير في منصبه الجديد، لاسيما وأنه جاء بعد الوزير سامح شكري الذي شغل المنصب 10 سنوات وكان له إسهامات كثيرة، أبرزها الارتقاء بمستوى علاقات مصر الدولية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الثقة التي وضعتها الدولة في السفير بدر عبد العاطي جعلته جدير بهذا المنصب، منتظرا منه أن يقدم كل ما لديه للحفاظ على سياسة مصر الخارجية، والاهتمام برعاية المصريين بالخارج، والاستفادة القصوى من خبراتهم وحل كل مشاكلهم بشكل سريع، والنظر في قضايا الشرق الملحة في محاولة لمعالجتها وتقريب وجهات النظر للتوافق ليعم السلام في المنطقة.