الطريق إلى الجمهورية الجديدة..
30 يونيو: الرقمنة واكتشافات متتالية.. الآثار تنطلق (19)
الأحد، 30 يونيو 2024 12:00 م
نقلا عن النسخة الورقية:
بعد 30 يونيو 2013 كان المصريون أمام واقع صعب، بنية تحتية منهارة، واقتصاد يعانى، وفوق ذلك تفسُخ فى المجتمع بعد خطاب تحريضى عملت الجماعة الإرهابية على ترويجه فى كل مجال، وأمن مفتقد، كل ذلك وسط إقليم مضطرب يشهد تدخلات خارجية كثيرة وتدخل فى شئون الدول الداخلية، فلم يكن أمام المصريين من حل سوى الانطلاق إلى المستقبل بخطط طموحة ورؤية صادقة.
الخطة والرؤية حملها الرئيس عبدالفتاح السيسى على عاتقه بعدما استدعاه الشعب للمسئولية فى 2014، ليُحدِث أكبر عملية تحول فى تاريخ الدولة المصرية، وينقذها من الضياع، ويحولها من شبه دولة إلى جمهورية جديدة. هنا نبرز بعض مما تحقق على أرض مصر، وكيف تحولت الدولة، وأحدثت تغيرات جذرية فى كل الملفات خاصة المرتبطة بالمواطن، والانطلاق من الاتعزال الداخلى إلى الانفتاح الخارجى، بعلاقات دولية متوازنة.
من اكتشافات أثرية متتالية إلى تطوير لمنظومة العمل فى المواقع الأثرية والمتاحف والاتجاه بقوة نحو الرقمنة، مرورا بترميم وصيانة العديد من المواقع الأثرية، كلها تحركات تؤكد الاهتمام بقطاع الآثار فى الجمهورية الجديدة.
ولم يقتصر الأمر على الداخل، بل امتد إلى التعاون مع عدد من دول العالم فى مجالات شتى مثل الترميم والمؤتمرات الدولية وبعثات التنقيب المشتركة والمعارض التى تقام بالخارج، وانعكست تلك الجهود على حجم إيرادات المجلس الأعلى للآثار التى زادت بمقدار 5 مرات خلال عامين متاليين.
وعلى صعيد المعارض الدولية أنهى معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» فى مايو الماضى رحلته بمتحف استراليا بمدينة سيدنى، بعد النجاح الكبير الذى حققه منذ انطلاقه فى 17 نوفمبر 2023.
وشهدت سيدنى، المحطة الرابعة للمعرض نجاحا ملحوظا حيث استقبل 500 ألف زائر من جميع الفئات العمرية والثقافات المختلفة بمدن استراليا لزيارة المعرض والتعرف على أسرار الحضارة المصرية العريقة عن قرب.
وتعد المعارض الخارجية المؤقتة سفيرا لمصر وحضارتها فى الخارج، كما تساهم فى الترويج للمقصد السياحى المصرى، لا سيما منتج السياحة الثقافية.
ومن المقرر أن ينتقل المعرض إلى محطته الخامسة بمدينة كولون بألمانيا ليفتح أبوابه لاستقبال زائريه من القارة الأوروبية فى يوليو المقبل.
ويضم المعرض 182 قطعة أثرية أهمها تابوت الملك رمسيس الثانى من المتحف القومى للحضارة المصرية، وعددا من القطع من مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني»، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية تبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحلى، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.
وقد بدأ المعرض رحلته فى أولى محطاته فى نوفمبر 2021 بمدينة هيوستن، ثم محطته الثانية فى أغسطس 2022 بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم محطته الثالثة فى أبريل 2023 بالعاصمة الفرنسية باريس.
وعلى صعيد المؤتمرات الترويجية فقد عقدت وزارة السياحة والآثار منتدى الاستثمار فى التراث السياحى والثقافى بهدف تحفيز القطاع الخاص على المشاركة فى فرص الاستثمار المتاحة لتشغيل الخدمات السياحية بمواقع التراث الثقافى فى منطقة القاهرة التاريخية والبر الغربى لمدينة الأقصر.
وتستعد وزارة السياحة والآثار لإقامة معرض «قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة» بالصين المقرر إقامته بمدينة شانغهاى خلال الفترة من 19 يوليو المقبل وحتى 17 أغسطس 2025.
وبالنسبة للمتحف المصرى الكبير فقد وجه أحمد عيسى، وزير السياحة، والآثار بإعداد جدول زمنى للانتهاء من الأعمال بالمتحف المصرى الكبير حيث تم الانتهاء من وضع وتثبيت 123 قطعة فى الفتارين بالإضافة إلى تثبيت 93% من القطع الأثرية الثقيلة بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، كما أنه جار الانتهاء من وضع باقى القطع وفقا للجدول الزمنى المحدد مسبقا.
وفيما يخص الترميمات الأثرية، تم افتتاح برج مأخذ سور مجرى العيون وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودى بعد الانتهاء من ترميم الآثار الثلاثة، وبرجى الرملة والحداد بقلعة صلاح الدين الأيوبى بعد ترميمهما.
ويأتى مشروع ترميم برجى القلعة وتطوير المنطقة المحيطة فى إطار تنفيذ أحد محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة فى مصر التى أطلقتها وزارة السياحة والآثار، وهو تحسين التجربة السياحية. كما افتتح وزير السياحة والآثار، كذلك مركز زوار القبة الضريحية للإمام الشافعي، بعد الانتهاء من ترميمها.
وتعد قبة الإمام الشافعى أجمل قباب مصر، وتغطى الضريح وترتفع عن أرضية المسجد بمسافة 27 مترا، ويوجد فى زوايا مربع السقف 3 صفوف من المقرنصات تشكل المنطقة الانتقالية من المربع إلى دائرة القبة، بنيت من الخشب لتخفيف كتلة البناء الهائلة التى يحملها مربع القبة، كما تتكون من ألواح خشبية مثبتة على 4 أربطة على ارتفاعات مختلفة وتنقسم إلى 5 مناطق.
كما افتتح الوزير كذلك متحف إيمحتب بسقارة بعد إعادة ترميمه، بهدف تحسين التجربة السياحية للسائح فى سقارة التى تعد واحدة من أهم المناطق الأثرية فى مصر، وهى ضمن قائمة المناطق الأثرية المصرية فى اليونسكو. وتم كذلك افتتاح المسجد الأقمر بشارع المعز بالقاهرة الفاطمية ومسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين بعد ترميمه، وأيضا افتتاح مسجد الطنبغا الماردانى الأثرى بحى الدرب الأحمر بالقاهرة بعد ترميمه.
وتنفذ وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار خطة لتحويل المتاحف والمواقع الأثرية فى مصر إلى مواقع خضراء ومستدامة. وفيما يخص الاكتشافات الأثرية فقد تم الكشف لأول مرة عن جبانة كبار موظفى وكهنة الدولة الحديثة بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بالمنيا، كما تم الكشف عن مجموعة من المخازن الأثرية داخل هرم ساحورع بـ«أبوصير» بالجيزة، وكذلك الكشف عن مقبرة صخرية وعدد من العناصر المعمارية والدفنات واللقى الأثرية عصور تاريخية مختلفة، وذلك داخل وأعلى مقابر الكتاكومب بمنطقة سقارة الأثرية.