أزمة كهرباء تجتاج العالم.. أسد على إعلام مصر نعامة على الخواجة

الأربعاء، 26 يونيو 2024 12:01 م
أزمة كهرباء تجتاج العالم.. أسد على إعلام مصر نعامة على الخواجة
طلال رسلان يكتب:

وقع العالم تحت كارثة التغيرات المناخية، إما صقيع قارس أو حر ملتهب إلى مستويات قياسية لأول مرة في تاريخ البشر، التأثير على جميع الدول سواء، إما بنقص الموارد أو الطاقة أو ارتفاع فاتورة الغذاء والاحتياجات الأساسية.

يظل التأثير الأكبر لموجة الحر التي اجتاحت العالم منذ شهر تقريبا، ارتفاع تكلفة الطاقة نتيجة تشغيل محطات الكهرباء، وبالتالي وقع العالم تحت وطأ الظلام بانقطاع التيار، لا دولة تستطيع استيعاب مستوى الضغط المتزايد لاستهلاك الكهرباء.

في مصر، خرج رئيس الحكومة أمس ليكاشف الشعب معتذرا عن زيادة تخفيف أحمال الكهرباء إلى 3 ساعات بدل ساعتين دون سابق إنذار، ما أربك الشعب وحدثت حالة غضب عند مواطنين نتيجة التأثير المباشر على حياتهم اليومية، تزامنا مع استمرار أعمال امتحانات الثانوية العامة وأغلب الأسر متأثرة بالمراجعات وحالة الطلاب النفسية.

وضع مدبولي بوضوح الأزمة أمام الجميع، متحدثا عن فاتورة الطاقة وخروج خطوط استيراد من الخدمة، والإجراءات الاستثنائية التي اضطرت المنظومة إلى الوقوع فيها لإنقاذ شبكة الكهرباء من الخروج من الخدمة، بقطع مؤقت 3 ساعات. ثم عرض خطة زيادة الاستيراد وترشيد الاستهلاك لمنع تكرار الأزمة حتى انتهائها تماما.

في تغطية وسائل الإعلام المصرية للأزمة، عرضت، كنوع من تناول الأزمة العالمية بشكل أوضح أمام الناس، تأثير ارتفاع الحرارة على العالم وانقطاع الكهرباء في أوروبا وبالتالي تكرارها في الشرق الأوسط والمنطقة، باختصار العالم كله اكتوى بنار الظلام في ظل الارتفاعات القياسية لدرجات الحرارة.

كجزء من أجندة الهجوم على مصر في أي أزمة، حتى لو كانت أزمة عالمية، المهم تحميل الدولة فاتورة الفشل، راحت كتائب على منصات التواصل الاجتماعي تهاجم الإعلام المصري وتناوله للأزمة العالمية، رغم أنها الأصوات نفسها التي كانت تقارن مصر بأوروبا وقت ارتفاع سعر صرف الجنيه أمام الدولار نتيجة لتأثره بالأزمة الاقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية الروسية.

الغريب في الأمر أن تلك الأصوات التي هاجمت الإعلام المصري لتناوله أزمة انقطاع التيار الكهربائي عالميا، وبالتالي مصر متأثرة كجزء من العالم، هي نفسها الأصوات التي تغنت بتقرير نشرته قناة سي إن إن الأمريكية تفند فيه أزمة انقطاع التيار الكهربائي عالميا نتيجة لموجة الحر القياسية بعنوان «الشعوب تعاني من الحرارة والظلام.. أزمة كهرباء تجتاح العالم».

من الواضح أن عقدة الخواجة ليست في المقارنة بمستوى المعيشة فقط بل حتى عندما يتعلق الأمر بالمصداقية والمكاشفة للشعب، حتى صارت القاعدة «مصداقيتهم في الجنة ومصداقيتنا في النار»، رغم أن مصر دولة تنطلق إلى البناء بخطوات ثابتة وما كان كل ذلك تحقق لولا تخطيط الإدارة المصرية من جهة وتحمل الشعب من جهة أخرى في أزمات تعاقبت خلال فترة الـ10 سنوات الماضية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق