الاعتراف بالأزمة فضيلة.. وتقديم الاعتذار أمن قومى
الثلاثاء، 25 يونيو 2024 06:51 م
كان حديث الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الصحفى الذي عقد ظهر اليوم، كاشفا لأزمة انقطاع الكهرباء المتكررة، واعترافا واضحا بوجود أزمة فعلية، عارضاً فى الوقت نفسه أسبابها، والتى ضمت أسبابا خارجية. خارجة عن الإرادة.
بداية حديث رئيس الوزراء بالاعتذار للشعب المصري عن قطع الكهرباء، جاء احتراما لما تحمله المصريين من أعباء ملقاة على كاهله، منذ تفعيل قرارات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الدولة، فكان الاعتذار هو أبسط ترجمة عملية يمكن للحكومة أن تقدمها لهذا الشعب الأبي الأصيل الحمول، الذي يقف دائما خلف بلده في أشد وأحلك الظروف التي تمر بها، حتى وإن كانت العيش في الظلام وسط ارتفاع معدلات الدرجات الحرارة الغير مسبوقة، لكن مساندة بلده ودعمها والرغبة في عدم إسقاطها، كان هو الدافع الوطني الذي يحرك هذا الشعب العظيم.
هذا النوع من الخطاب هو جديدا على ثقافة الحكومة في مصر، فلم تعتاد من قبل الالتفات إلى تبعات وأثار قراراتها، ومدى رضاء رجل الشارع عنها، إلا أن هذه الثقافة الأدبية والحضارية الجديدة، التي فرضها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مجلس الوزراء، وتوجيهه لهم بالخروج والتحرك نحو حل الأزمة والحديث إلى رجل الشارع ومكاشفته بأسباب الأزمة ومصارحته بالحقائق، كان توقيته هام للغاية، ويرسخ أدبيات جديدة في مفهوم الإدارة السياسية للحكومة، وفنون التعامل مع الشعب البطل الذي وقف ويقف وسيقف دائما وأبدا، خلف مصلحة بلاده في مواجهة كافة الأزمات والتحديات التي تمر بها الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو 2013.
تكليف الرئيس السيسى للوزراء المعنيين "الكهرباء والبترول"، كان واضحا وضوح الشمس، بأن اشرحوا للشعب ما حدث وما سوف سيحدث، وأسباب الأزمة وخطة تعامل الدولة معها في الوقت الراهن والخطط قصيرة وطويلة المدى للانتهاء منها أو على الأقل تجنب عدم تكرارها بقدر الإمكان، فمن حق المواطنين أن تعرف الحقيقة وأسبابها، وبوعيهم سيقدرون الأزمة التي نمر بها، وسيتحملون كما تحملوا الكثير من أجل بلدهم، لأن الشعب هو البطل الحقيقي الذي يقف طوال الوقت خلف وطنه.
وفي الحقيقة، وعلى الرغم من حديث المكاشفة الذي تحدث به الدكتور مصطفى مدبولي، مع المصريين، إلا أنه لم يذكر أو يتطرق إلى الحديث عن الأوضاع الإقليمية التي لا تخفى عن أحد، وكيف فرضت على الدولة المصرية ضغوطا كبيرة، ومازالت تفرض عليها قيوداً قاسية، للتنازل على مواقفها الوطنية والتفريط في أمنها القومي، إلا أن الدولة المصرية تصدت وتتصدى وستتصدى لكل هذه القيود، وهو ما سيتبعه مزيد من الضغوط، فكان الله في عون الدولة المصرية وشعبها البطل الحقيقي.