دينا الحسيني تكتب: إدارة متزنة لأزمة طارئة.. متابعة وتوجيهات رئاسية وتعامل حكومي على قدر الحدث.. لا إنكار للأزمة ولا تسويف في الحل
الثلاثاء، 25 يونيو 2024 05:42 م
أزمة طارئة لم تفقد الحكومة تعاملها الرشيد مع "انقطاع الكهرباء"، ولم تتجاهل ردود أفعال المواطنين الغاضبين من ساعات انقطاع التيار، فعلى قدم وساق تعمل أجهزة الدولة بأعلى مستوياتها لمتابعة الأزمة ، بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتابع على مدار الساعة كافة التفاصيل المتعلقة بمسببات انقطاع الكهرباء، ويناقش مع المعنيين بالأزمة سرعة الحلول، حسبما أكد مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقدة منذ قليل بحضور وزيري الكهرباء والبترول لمصارحة الشعب المصري بالأزمة وأبعادها، وأن الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي وتقوم باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتجاوز الأزمة.
انقطاع التيار الكهربائي أزمة رتبها القدر نتيجة التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم، مما أدى إلى ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة، وبينما لم يكن في المقدور منع الأقدار، فإن كفاءة العمل تُقاس بما جرى من استجابة للأزمة والتعامل السريع مع تداعياته، بشكل كشف عن تكامل بين أجهزة الدولة المعنية بحسب اختصاص كل منها، وقنوات اتصال وتنسيق حيوي ومتواصل بشكل دائم ، ثم التعامل الكفء والعاجل مع تداعياته، واتخاذ الإجراءات التنفيذية على وجه السرعة، قبل كل هذا كانت المتابعة والتوجيهات الرئاسية مفتاح إدارة الأزمة وخلق التناغم بين كل الأجهزة التنفيذية، وإبراز روح التضامن والتكاتف بين المعنيين، ودخلت منظومة الشكاوى الحكومية على الخط لتتلقى شكاوى المواطنين عبر الخط الساخن وتحويلها إلى شركات الكهرباء بحسب نطاقها الجغرافي، وإرسال فنيين لمعرفة سبب انقطاع التيار، والذي كان في معظم الأحيان يرجع إلى أعطال مفاجئة إما في خط رئيسي أو كابينة تغذية المنطقة، وفي بعض الأحيان يتبين أن هذا الانقطاع لا علاقة له بساعات تخفيف الأحمال، ويتم الإصلاح واستعادة التيار في حينه.
مروراً بسياسة المكاشفة والوضوح التي انتهجتها الدولة منذ اللحظة الأولى من خلال البيانات التوضيحية الوافية من وزارتا الكهرباء والبترول والتحديثات الفورية لنتيجة كل إجراءات اتخذته هذه المؤسسات بالأرقام والمعلومات والتفاصيل.
وفي مقابل تلك الجهود المتواصلة والحثيثة من الدولة المصرية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة انفلات من بعض المتربصين والذين انقسموا بين فريقين أحدهما يتهم الحكومة بالتسبب في أزمه انقطاع الكهرباء، ويروجوا الشائعات والأكاذيب المتعمدة للتشكيك في إجراءات الحكومة وصدق نواياها في التعامل مع الأزمة ، والآخر يدعي المعرفة وينصب نفسه خبيراً في الطاقة، لكن مؤسسات الدولة حافظت على حكمتها لتشهد الساعات الماضية عملاً متواصلاً بهدوء وضبط نفس لحل الأزمة، ولا تزال الحكومة تعمل كخلية نحل لاستعادة الكهرباء دون اللجوء إلى أي تخفيف أحمال مره أخرى.