رفع المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، الجلسة العامة المنعقدة اليوم الأحد، الدعوة إلي جلسة أخرى غدا الاثنين لاستكمال نظر الدراسة البرلمانية عن "الشباب والذكاء الاصطناعى - الفرص والتحديات"في ضوء تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان التعليم والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبيئة والقوى العاملة، الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وأكد مقرر الجلسة خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، علي حرص القيادة السياسية بشأن الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية وتشجيعهم على الالتحاق بالمجالات التكنولوجية الحديثة خاصة مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلي أن الرئيس السيسى صرح في أكثر من مرة عن أهمية الاتجاه إلي الحاسوبية، كما أن الرئيس السيسي وجه الأسر المصرية خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة الحكومية لدراسة علوم الحاسب والتكنولوجيا بأهمية الاتجاه إلي دارسة العلوم التكنولوجية.
كما أوضحت الدراسة البرلمانية انعكاسات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي على سوق العمل وتوفير فرص العمل لدى الشباب، وأوصت الدارسة بإنشاء جامعة للذكاء الاصطناعي، كما أوصت تهيئة البيئة الداعمة لدخول عصر الذكاء الاصطناعي، وإعداد استراتيجيات دقيقة لجميع جوانب المخاطر الناجمة عن استخدم الذكاء الاصطناعي.
وفرقت الدراسة بين التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، راصدة عددا من التعريفات لمفهوم التحول الرقمي، كما استعرضت الدراسة أهمية مفهوم الذكاء الاصطناعي وأهميته، كما أشارت الدراسة إلي وجود وظائف للمستقبل بشأن الذكاء الاصطناعي، راصدة أيضا الوظائف التي سوف ينعكس عليها الذكاء الاصطناعي.
ورصدت الدراسة العديد من التعريفات لمفهوم التحول الرقمي وتبنت تعريفًا بأنه:" التكنولوجيا التي تسمح للآلات بإكمال المهام بأقل قدر من التدخل البشري، لتحرير البشر من المهام المتكررة التي تؤديها الآلات بالفعل، وذلك بشكل أفضل وأكثر كفاءة حتى نتمكن من تركيز عملنا على التحديات الإبداعية المعقدة"، كما استعرضت الدراسة أهميته وأنواعه وتقنياته، مع رصد لواقعه الراهن في العالم في ضوء الاهتمام العالمي بعملية التحول الرقمي.
وتبنت الدراسة تعريفًا للذكاء الاصطناعي بأنه: "قدرة أجهزة الكمبيوتر والآلات على محاكاة وظائف الدماغ البشري مثل القدرة على التعلم من التجارب السابقة، واكتشاف المعنى، والتعميم"، مستعرضة الأنواع الأربعة الرئيسة للذكاء الاصطناعي، وهي: الآلات التفاعلية، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي.
كما ألقت الدراسة الضوء على تزايد الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي سواء من حيث حجم الأموال المستثمرة سنويًا في هذا المجال، حيث قُدر حجم سوقه بحوالي 1,2 تريليون دولار أمريكي في عام 2020، ومن المتوقع أن تنمو هذه السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 23٪ في الفترة (2023-2028) ليصل إلى ما قيمته حوالي 6 تريليون دولار بحلول عام 2028، أو من حيث التطورات المتلاحقة في مجالات عمله وتطبيقاته وتوسع استخداماته في مجالات عدة، منها" التعليم، التقنيات الطبية، المنازل الذكية، الخدمات المالية، استشراف المستقبل".
وأكدت الدراسة على أن العلاقة بين المفهومين رغم اختلافهما، هي علاقة تكاملية، تتلخص في أن التحول الرقمي هو المصدر الأولي للذكاء الاصطناعي، الذي يُسرع ويُسهل بدوره عمليات التحول الرقمي، فالتحول الرقمي هو الأب الروحي لتطوير وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي حول العالم، بما يعني أن اتجاه العالم نحو تسريع تطبيق عمليات التحول الرقمي، فإنه بذلك يخدم استراتيجيات الدول في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتطويره.
وأكدت الدراسة أنه وفقاً لـ "مؤشر الذكاء الاصطناعي" الصادر عام 2023 عن جامعة ستانفورد الأمريكية، أشار إلى أن عدد الدول التي وضعت استراتيجيات وخططًا وطنية للذكاء الاصطناعي حتى نهاية 2022، بلغ 64 دولة، من بينهم مصر التي اتخذت خطوات أولية في هذا المسار، وإن سبقتها بعض الدول الشقيقة على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة التي اتخذت خطوات سباقة في هذا المقام، فقد أطلقت إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي عام 2017، كما تم تعيين وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، فضلًا عن إنشاء مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، ويذكر أنه من المتوقع أن تصل قيمة قطاع الذكاء الاصطناعي الى 118,6 مليار دولار بحلول 2025، ولم يقتصر الأمر على الإمارات فحسب، بل نجد أيضًا عديد الدول في المنطقة، منها قطر التي اتخذت قرارًا بتخصيص 9 مليارات ريال (أي ما يعادل 2,5 مليار دولار) لتحقيق برنامجها المتعلق بالتحول الرقمي، وكذلك المملكة العربية السعودية التي اتخذت قرارًا بتأسيس صندوق للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بقيمة نحو 40 مليار دولار.
وأشارت الدراسة إلى أنه أراد يستعرض بشكل سريع تجارب بعض أشقاءنا في العالم العربي وخاصة في منطقة الخليج العربي، في مجال الذكاء الاصطناعي، لنؤكد على أن ما يشهده العالم من حولنا بشأن الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة، يمس مختلف جوانب حياتنا، وهو ما يدفعنا إلى أن نستبق تطوراته من خلال البحث عن رؤي ومقاربات قادرة على التعامل مع ما يُوجده من فرص، وما يفرضه من تحديات.
كما أشارت إلى تصريح المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجييفا" بضرورة الانتباه لتطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على سوق العمل وفرصه، حينما عرضت خلاصة دراسة تحليلية قام بها الصندوق، حيث ذكرت المديرة التنفيذية بشكل واضح أن :" الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل العالمية مثل تسونامي، وإنه من المرجح أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 60 % من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة و40 % من فرص العمل حول العالم خلال العامين المقبلين... وأن لدينا القليل من الوقت لإعداد الناس والشركات لذلك"، وهذا ما أكده أيضًا تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية لعام 2024.