مبادرة بايدن تفضح أكاذيب الإعلام الصهيوني

السبت، 08 يونيو 2024 10:47 م
مبادرة بايدن تفضح أكاذيب الإعلام الصهيوني
حمدي عبد الرحيم يكتب:

ضاق خدم الصهيونية العالمية بموقف مصر الذي يقف حجر عثرة في وجه محاولات التهجير القسري لأهل غزة، فعمدوا إلى تشويه الموقف المصري زاعمين أن الدولة المصرية أثناء جولات التفاوض الأخيرة قدمت ورقتين، واحدة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، والثانية لدولة الاحتلال، وكل ورقة ترضي جانبًا دون الآخر.

هاج إعلام الصهيونية وماج، مؤكدًا التلاعب المصري، وقد اشتدت غارات الهجوم الإعلامي حتى أن البعض منا قال: ولمَ لا، فقد تكون مصر من موقع تبني القضية قد فعلتها، وأرادت لحماس مخرجًا من الكرب الذي فرض عليها.

العقلاء من كل الأطراف فطنوا إلى خسة تلك الاتهامات، وأكدوا أن مصر لم تفعلها، وما كان لها أن تفعلها، لأن الأمر أمر دماء وأرواح ومصير ومستقبل أمة، فلا يمكن لمصر إلا أن تكون جادة واضحة شفافة.

ثم لأن حبل الأكاذيب قصير، فقد فضح بايدن بلسانه خدم الصهيونية العالمية، فما بتنا نعرفه باسم مبادرة بايدن، ما هي إلا صياغة أمريكية للورقة المصرية.

ثم ظهر عضو المكتب السياسي والقيادي بحركة حماس غازي حمد، مع الإعلامي عمرو أديب ليؤكد على جملة من الأمور، على رأسها، أن الورقة المصرية قد خضعت للفحص والبحث، وقد عرضت على كافة الأطراف، ولم يفاجئ بها طرف، ولم تكن سوى نسخة واحدة متكاملة، وما المزاعم التي روج لها

إعلام الصهيونية العالمية إلا رد فعل على مباغتة حماس لدولة الاحتلال بقبول الورقة المصرية، ثم انتقامًا من رفض مصر التهجير القسري وعدم اعترافها بسيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

مبادرة بايدن تأتي بعد مرور ثمانية أشهر كاملة على بدء العدوان على غزة والضفة، وقد استخدم جيش الاحتلال كل ما لديه من أسلحة اللهم إلا السلاح النووي، ورغم كل قصف وتدمير وتخريب فقد فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة.

المقاومة الفلسطينية تعاملت مع المبادرة بإيجابية وقالت إنها ستواصل التعاطي مع الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، فما هو موقف الطرف الآخر؟

نشر موقع البي بي سي تقريرًا وافيا عن موقف دولة الاحتلال جاء فيه: قال نتانياهو إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يمكن أن يتم إلا بعد القضاء على القدرات العسكرية والقيادية لحركة حماس!

وجاءت التصريحات في بيان نشر على الإنترنت بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن إسرائيل اقترحت اتفاقا من 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن.

وقال نتانياهو إن: شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على القيادة وإطلاق سراح جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل ستبقى مصرة على تحقيق هذه الشروط قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفكرة أن إسرائيل ستوافق على وقف دائم لإطلاق النار قبل تحقق هذه الشروط غير مطروحة".

في المقابل، رفض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، المقترح مهددا باستقالته من الحكومة حال موافقة رئيس الوزراء عليه قائلا: لن أكون جزءا من حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع المختطفين.

كذلك انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اقتراح بايدن واصفا إياه بـ "صفقة غير شرعية تمثل انتصارا للإرهاب.

وهدد بن غفير بالاستقالة وإسقاط الحكومة حال موافقة نتنياهو عن المقترح الذي عرضه بايدن.

انتهى ملخص التقرير، والسؤال الآن هم متى يكف جيش الاحتلال عن أوهامه.

هو لن يحرر أسيرًا واحدًا بالقوة، ولن يقضي على حماس لا على مستوى حكمها للقطاع ولا على مستوى سلاحها، ودولة الاحتلال لن تبتز مصر بأكاذيبها فتزعم تلاعب الدولة المصرية بأوراق التفاوض.

لقد طال هذا العدوان بأكثر مما كان يتوقع أشد الناس تشاؤمًا، وليس هناك حرب بدون نهاية، فمتى سيتعقل جيش الاحتلال ويعترف بأنه قد لم ينتصر سوى على الأطفال والنساء؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة