من هنا مروا.. احتفاء مصري بمسار العائلة المقدسة

السبت، 08 يونيو 2024 07:49 م
من هنا مروا..  احتفاء مصري بمسار العائلة المقدسة
نرمين ميشيل

تحويل المسار إلى مشروعى قومى وتطوير شامل لـ25 مكان في 8 محافظات مر بها السيد المسيح

المتحدة تحيى المسار بسلسلة «أم الدنيا2» الوثائقية.. والبابا تواضروس: عمل فني راق وأصيل وصورة بديعة في كل تفاصيلها

من هنا مرت العائلة المقدسة، من على أرض مصر، خاضت العائلة رحلة الهروب من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس الذى كان يريد قتل السيد المسيح، فيما جاء الملاك إلى يوسف النجار خطيب السيدة مريم العذراء فى المنام، وقال له قم وخذ الصبى وأمه وأذهب بهم إلى مصر لأن هيرودس يريد قتله، وأثناء هروب السيدة مريم العذراء ويوسف النجار والسيد المسيح فى رحلة إلى مصر اتخذوا 20 مسارا، حيث بدأت الرحلة من فلسطين، إلى مصر عن طريق الهضاب والصحارى، وليس عبر إحدى الطرق المتعارف عليها – 3 طرق حينها - ووصلوا إلى حدود مصر فى محطتهم الأولى.

هذه الرحلة التي يطلق عليها "مسار العائلة المقدسة"، كانت محل احتفاء مصري خاص الأسبوع الماضى، وتحديدا السبت الموافق الأول من يونيو، حيث بدأت رحلة مسار العائلة المقدسة، واحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر، وترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر فى كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوى بالعباسية، ووجه البابا تواضروس الثانى رسالة تهنئة لجموع الأقباط فى مصر، وقال إن هذا العيد تنفرد به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بين كل كنائس العالم، لافتاً إلى أنه حينما أتت العائلة المقدسة في بداية القرن الأول الميلادى إلى أرض مصر لم تسكن في مكان واحد أو في مدينة أو في قرية واحد، لكن جعلت هذه الزيارة إلى مصر وهذه البركة تمتد إلى 3 سنوات و 6 أشهر و 10 أيام ودارت بين الوجه البحرى والقبلى وقبلها في سيناء ثم نهر النيل، وهكذا تباركت الأرض وتبارك النهر حتى صار هذا العيد نسميه عيد البركة لأرض مصر.

وأشار البابا تواضروس إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بهذا العيد منذ القرن الأول الميلادى وصار له العيد الثابت 24 بشنس الأول من شهر يونيو في كل سنةن ومؤخراً قامت الدولة بالاهتمام بمسار رحلة العائلة المقدسة عبر محطات كثيرة وصلت إلى 25 محطة موزعة في أرجاء الجمهورية وهذا العيد عيد للبركة بركة على أرض مصر ولتاريخ مصر ومستقبل مصر.

فيما أكد الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط، أن دخول المسيح والعذراء مريم ويوسف النجار أرض مصر يذكرنا دائما بمفهوم العائلة وأننا جميعا أخوة ومتحابين، موضحا أن من أهم الدروس أيضا هو مواجهة التحديات والصعوبات والتى بدأت منذ الصغر وهروبهم إلى مصر بسبب اضطهاد هيرودس وبعد أن جاء الملاك ليوسف النجار خطيب العذراء مريم وقتها وقال له قم وخذ الصبى وأمه وأذهب بهم لمصر لأن هيرودس مزمع قتل الصبى، مؤكداً أن عيد العائلة المقدسة هو عيد لجميع المصريين، مشيرًا إلى أهمية دور الأسرة في الحياة، لخلق إنسان متكامل، على جميع المستويات.

وأولت الدولة اهتماما غير مسبوق بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، باعتباره تراثا دينيا تتفرد به 25 بقعة في ربوع مصر، وتنتقل الذكرى العطرة بين 8 محافظات من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل وصولا لأقاصي صعيد مصر، وتبنت الدولة مشروعا قوميا لإحيائه بجميع المحافظات.

وأولت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أولوية خاصة للرحلة، لما تمثله من مكانة تاريخية ودينية، وعرضت الجزء الثاني من مسلسل "أم الدنيا" في احتفالية الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس الثاني، ليغوص في التاريخ، متناولا المسار المقدس، ويؤكد عظمة مصر وما قدمته للبشرية، لتكون السلسلة الوثائقية واحدة من أهم الأعمال التي تقدم التاريخ للمشاهد على طبق من ذهب، بأسلوب درامي سلس، يمزج بين المتعة والترفيه ويوثق الحقائق في عمل درامي مميز.

وتقدم قداسة البابا تواضروس بالشكر لقيادات الشركة المتحدة على مجهوداتهم الجبارة لخروج الجزء الثانى من سلسلة أم الدنيا خلال احتفالية العرض الخاص، داخل الكاتدرائية واحتفالية دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وقال البابا تواضروس في كلمته بحضور أشرف سالمان رئيس الشركة المتحدة، وعمرو الفقي، الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة: "عمل فنى أصيل صورة فنية راقية وعمل بديع فى كل تفاصيله، وعمل وثائقى له قيمة سوف يظل لسنوات وتشكل مصر كأنها معبد كبير عمود للثقافة وعمود للفن وعمود للاقتصاد وعمود للجيش وعمود وعمود للازهر وعمود للكنيسة وهذا يشكل الكيان المصرى لا يمكن الاستغناء عن عمود منهم نحتاج لكل الأعمدة وعندما تكون الأعمدة قوية وصامدة تصير مصر قوية".

وأضاف: "عمل وثائقى كبير جدا ومجهود مفرح وسوف يعيش أجيال وأجيال واوجه الشكر لكل فريق العمل والنجمة سوسن بدر على هذا المجهود الكبير المبذول ويعبر عن صورة مصرية أصيلة بإيدى وأبناء مصرية ."

 

مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة

يأتي مشروع إحياء مسار نقاط رحلة العائلة المقدسة في إطار رؤية وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة لتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة والبشرية، كما يعمل المشروع علي تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، لاسيما المجتمعات الفقيرة في منطقتي الدلتا وصعيد مصر، وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية والسياحية وإتاحتها لذوي الهمم ورفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، الأمر الذي يساهم في إثراء المنتج السياحي المصري .

ويمكن زيارة نقاط المسار على مدار العام لكونه منتجا روحانيا في المقام الأول لا يقتصر على شريحة معينة من السائحين أو الزائرين، ما يعمل على إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه وبالتالي زيادة العائد من النشاط السياحي على المجتمعات المحلية، إضافة إلى تعزيز مكانة مصر عالميا كأرض تحتضن مختلف الأديان والثقافات والحضارات وإبراز صورتها الحقيقية وممتلكاتها الإنسانية.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، كانت قد أعلنت في نوفمبر 2022 خلال دورتها 17، التي أقيمت في العاصمة المغربية الرباط نجاح مصر في تسجيل ملف الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو .

وبدأت محافظة شمال سيناء فى تطوير مسار العائلة المقدسة فى منطقة الفرما بقرية بالوظة بمركز بئر العبد، لما لها من أهمية تاريخية، حيث أنها إحدى النقاط التى مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر والتى استمرت نحو 47 شهرًا، وأكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء أهمية منطقة آثار الفرما تاريخيًا، حيث يتم تطويرها ضمن المشروع القومى لمسار العائلة المقدسة بتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالمنطقة والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق الأسفلتى المؤدى إليها وإنارته وتشجيره وتوصيل خط للمياه العذبة لها وإقامة لوحات إرشادية ومظلات لاستراحة الزائرين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة وإنشاء سور يحيط بالمناطق الأثرية، مشيرا إلى إقامة متحف ومركز للحرف التراثية التى تتميز بها المنطقة والسكان المحليين من أعمال تطريز للثوب البدوى وصناعة الكليم البدوى المرقوم ومنتجات الجريد من سعف النخيل وصناعة العجوة وتجفيف البلح والقواقع البحرية ومنتجات زيت الزيتون وغيرها .

من جهته أكد العميد أسامه الغندور سكرتير عام المحافظة، أن شمال سيناء كانت أول نقطة فى مسار العائلة المقدسة، وقامت المحافظة برفع كفاءة المنطقة وإقامة منطقة استثمارية على مسار العائلة المقدسة بالفرما تضم إنشاء فندق سياحى ومجموعة من المطاعم ومركز تجارى ومعرض للمنتجات السيناوية، على مساحة 60 ألف متر مربع بالمنطقة، مما يساهم فى وضع شمال سيناء على خريطة السياحة العالمية وخلق فرص عمل للشباب بصورة مباشرة وغير مباشرة ورفع كفاءة المكان .

 

تأهيل شامل للمزارات.. واستراحات للزوار

وتُعد محافظة كفر الشيخ، نقطة مهمة، ضمن مسار العائلة المقدسة، فهى تحظى بوجود كنيسة العذراء مريم بمنطقة سخا التى شهدت اقامة العائلة 7 أيام طلبا للأمان، وللكنيسة مكانة تراثية وأثرية قيمة فهى واحدة من أقدم الكنائس ليس فى كفر الشيخ وحدها وإنما فى مصر والشرق الأوسط، وتشهد إقبالا من مختلف البلدان لزيارتها باعتبارها شاهدا على مرور العائلة المقدسة بمصر.

وقال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ إن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرًا بمسار العائلة المقدسة لما لها من أهمية دينية وثقافية وإنسانية، حيث تم إعادة تأهيل وتطوير ورفع كفاءة تلك المنطقة المحيطة بكنيسة السيدة العذراء بسخا، كونها منطقة أثرية وسياحية هامة، لافتا الى أن زيارة الوفود من المحافظات أو الدول لن تقتصر على زيارة الكنيسة وما تحتويه من قطع أثرية، ومزار ديني، ومسار العائلة المقدسة، بل ستشمل الزيارة متحف كفر الشيخ القومى الذى قدمه الرئيس السيسى هدية لأهالى المحافظة بعد انتظار طال 20 سنة، مشيرا إلى ان أعمال التطوير استغرقت 3 أشهر على مراحل تشمل، والمسطح «د» على مساحة وتم تأهيل المساكن المجاورة للموقع ودهانها على نفقة المحافظة.

 

برنامج " أنا المصرى "

وتتميز محافظة الشرقية بموقع فريد وينتشر بين ربوعها 120 موقعاً أثرياً وأشهرها صان الحجر وتل بسطا، وعرفت الشرقية أنها مضيفة الأنبياء ففى ربوعها عاش نبى الله يوسف وولد وتربى فيها موسى وزارتها السيدة العذراء مريم بوليدها السيد المسيح والقديس يوسف النجار، ويعد خط سير العائلة المقدسة إلى مصر هو أحد الطرق الدينية الثلاثة حيث حظيت الشرقية بزيارة وإقامة العذراء مريم والمسيح ويوسف النجار فى منطقة تل بسطا بمدينة الزقازيق.

وشهدت الشرقية خلال الفترة الماضية نشاطا غير مسبوق لتنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة باعتباره من المشروعات القومية التى لها طابع تراثى وتاريخى ودينى ويضعها على خريطة السياحة العالمية، ويحقق التنمية الحضارية ويساهم فى الحفاظ على الإرث الإنسانى الممتد لفترات زمنية بعيدة وقادمة، ونفذت المحافظة مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة وتم إدراجه على قائمة التراث غير المادى العالمى لليونسكو.

وتم إطلاق خريطة تراثية على البوابة الإلكترونية وتنفيذ برنامج (انا المصري) لتنمية الوعى التراثى بين طلاب المراحل التعليمية المختلفة وأبناء المحافظة وتنمية الوعى المجتمعى بالمشروع من خلال الندوات والرحلات بالاشتراك مع مطرانية الأقباط الأرثوذكس وإقامة الورش الفنية لتطويع الحرف اليدوية والتراثية التى تنفرد بها المحافظة من بردى وفخار وسجاد وعرايس وخلق فرص عمل لتعظيم الاستفادة من المشروع

 

ملتقى الحضارات والأديان

شهد مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون تطويرا غير مسبوق بفضل تعاون كبير ومتكامل بين وزارات التنمية المحلية والسياحة والآثار ومحافظة البحيرة للخروج بالمسار بشكل يليق بالمحافظة العريقة الضاربة فى جذور التاريخ، وبما يتناسب مع حدث جلل وفريد باحياء مسار العائلة المقدسة الذى يحمل الخير لمصر بصفة عامة ولمحافظة البحيرة ومدينة وادى النطرون بصفة خاصة، كونة سيكون مصدراً لفتح افاق واعدة استثمارية واقتصادية وتنشيط لحركة السياحة وتوفير فرص عمل لابناء البحيرة، موضحة ان الدولة المصرية بذلت جهودا كبيرة ومكثفة من اجل تهيئة مسار العائلة المقدسة على النحو الذى نراه اليوم فى ابهى صورة، فالمحافظات الثمانية قامت باستكمال كافة بنود تطوير خط مسار العائلة المقدسة لنقدم لمصر وشعبها وللعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية بل والإنسانية المتصلة بشعوبنا جميعاً، حيث تم استكمال وتأهيل وضع خط المسار، واعداده للزيارة والبرامج السياحية الدولية، مشيرة الى ان تكلفة اعادة احياء المسار بالبحيرة فقط 80 مليون جنية فيها 24 مليون جنية من وزارة السياحة والاثار والباقى تمويل ذاتى من محافظة البحيرة ووزارة التنمية المحلية لرفع كفاءة الطرق المؤدية للمسار بطول 24 كيلو مترا، والانفاق على مختلف الاعمال من رصف وانارة وتشجير وزراعة نخيل ولو حات ارشادية وتنمية المناطق المحيطة بالمسار موضحة ان الدولة المصرية قد بدأت هذه الانطلاقة فى تعزيز السياحة الدينية لتاكيد رسالة السلام والتسامح والمحبة التى هى عنوان مصر الابرز فى تاريخها، وهى على العهد بان تظل ملتقى الحضارات و الاديان وتبذل لاجل ذلك الكثير و الكثير فى عهد الرئيس السيسى ترجم هذه القيم على أرض الواقع فيما نعيشه ونحياه يوما بعد يوم و صورا و ايقونات تنطق بالمحبة و السلام فى كل حين كحال مصر منذ فجر التاريخ.

 

المنسق الوطنى لمشروع مسار العائلة المقدسة

المهندس عادل الجندى المنسق الوطنى لمشروع مسار العائلة المقدسة، قال إن المسار لة اهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى جميع شعوب العالم، ويعد من التراث الدينى العالمى الذى تنفرد بة مصر عن سائر بلدان العالم وبفضلها تبوات الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية فى العالم لارتباطها بهذة الرحلة المباركة لارض مصر الغالية على مدار اكثر من ثلاثة اعوام ونصف، باركت خلالها العائلة المقدسة اكثر من 25 بقعة فى ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا الى دلتا النيل حتى وصلت الى اقاصى صعيد مصر .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق