من المعروف أن ماركيز لم يسمح أبداً أن تُحوّل روايته "100 عام من العزلة" إلى السينما، وعندما سئل عن رفضه قال: "لأنني لا أريد أن أجد الكولونيل أورليانو يتحول إلى صورة أنطوني كوين على أغلفة الرواية"، لكنه وافق على تقديم روايته "الحب في زمن الكوليرا" بعد إلحاح المنتج سكوت ستايندورف الذي استمر ثلاث سنوات، وذلك لقاء ثلاثة ملايين دولار، رغم أنه اعتقد أن تحويلها إلى السينما مهمة عسيرة، لأنها رواية ملحمية مثل "مئة عام من العزلة"، وقد كتبها ماركيز في نحو خمسمئة صفحة، وتمتد أحداثها على ما يقرب نصف قرن في أزمنة متعاقبة وأمكنة متعددة.
جدير بالذكر أن الفنان العالمي أنطوني كوين برز أدائه للشخصيات التاريخية من خلال أدائه التمثيلي المتمكن وملامح وجهه الصارمة الواثقة، فكان يؤدي الشخصيات بثبات ومهارة وأداء تمثيلي متقن، وكانت بداياته من خلال أدوار بسيطة في عدد من الأفلام، ولكن بالتأكيد كانت النهاية مختلفة بهذا الرصيد الهائل الذي تركه من الأفلام والأعمال المميزة والمتنوعة ما بين تاريخية واجتماعية، حربية، كوميدية والتي يقل أن تجد لدى ممثل واحد هذا الكمّ الهائل من التنوع والعطاء الفني.
فقد شارك في "فيفا زباطة" ولعب دور اوفيميو زاباتا شقيق الثوري المكسيكي الشهير أميليانو الذي أدى دوره مارلون براندو، لينال اعتراف الجمهور بقدرته وموهبته الفنية ويحصل على جائزة أوسكار عن أفضل دور ثانوي وترشح الفيلم لخمسة جوائز أوسكار، ليحقق كوين بعد ذلك سلسلة طويلة من النجاحات لا سيما مع فيلم "لا سترادا" لفيديريكو فليني. وفي السنة نفسها لعب دور كازيمودو في "نوتردام دو باري" المقتبس عن رواية فيكتور هوجو "أحدب نوتردام" ثم لورنس العرب وزوربا اليوناني وإعصار في جامايكا والساعة الخامسة والعشرون. ولم يخف كوين بأن الجودة ليست دائما معيار خياراته. وكان يردد أنه يلعب أحيانا أدوارا لكسب المال لأجل عائلته، لأنهم يحبون الراحة وذلك يكلف غاليا. أما هو فيمكنه العيش ببنطالين فقط.