«من هنا مروا».. الكنيسة الأرثوذكسية تحيي مسار العائلة المقدسة
الجمعة، 31 مايو 2024 06:09 م
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد دخول العائلة المقدسة لمصرغدآ الموافق 1 يونيه من كل عام منذ الآف السنين ، ويعتبر هذا العيد من الأعياد السيدية الصغرى في الكنيسة وفي المسيحية.
وطافت العائلة المقدسة 8 محافظات بمصر عبر 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلو متر ذهاباً وعودة من سيناء حتى أسيوط فقد تحول كل موقع حلت به العائلة بمجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقاً لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
الاحتفال بدخول العائلة المقدسة مصر
وبمناسبة الاحتفال بذكري دخول العائلة المقدسة مصر، والذي يوافق الأول من يونيو من كل عام، تعرف على مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة والذي توليه الحكومة المصرية ممثلة في وزارتي السياحة والآثار، والتنمية المحلية وعدد من الجهات المعنية اهتماماً كبيراً لتطوير النقاط الواقعة عليه وجاهزيتها، ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بها استعدادا لاستقبال الزائرين من مختلف دول العالم .
وبدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقى للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ وتل بسطا بالشرقية وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان" والبراموس والقديس أبو مقار.
ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجه في وسط مجمع الأديان ومنها إلى كنيسة المعادي وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة "مبارك شعبي مصر"، وصولًا إلى المنيا حيث جبل الطير ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.
مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة
ويأتي مشروع إحياء مسار نقاط رحلة العائلة المقدسة في إطار رؤية وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة لتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة والبشرية، كما يعمل المشروع علي تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، لاسيما المجتمعات الفقيرة في منطقتي الدلتا وصعيد مصر، وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية والسياحية وإتاحتها لذوي الهمم ورفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، الأمر الذي يساهم في إثراء المنتج السياحي المصري.
ويمكن زيارة نقاط المسار على مدار العام لكونه منتج روحاني في المقام الأول لا يقتصر على شريحة معينة من السائحين أو الزائرين، مما يعمل على إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه وبالتالي زيادة العائد من النشاط السياحي على المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مصر عالمياً كأرض تحتضن مختلف الأديان والثقافات والحضارات وإبراز صورتها الحقيقية وممتلكاتها الإنسانية .
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، كانت قد أعلنت في نوفمبر 2022 خلال دورتها 17، التي أقيمت في العاصمة المغربية الرباط نجاح مصر في تسجيل ملف الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو.
وتم إفتتاح 10 نقاط من المسار حتى الآن منهم 9 مواقع أثرية وموقع غير أثري، وجاري العمل على الانتهاء من كافة نقاط المسار في أقرب وقت ممكن.