والهدف إضعاف موقف القاهرة.. حملة تشويه صهيو أمريكية لتشويه دور مصر في القضية الفلسطينية
الجمعة، 24 مايو 2024 05:39 م
تستمر الدولة المصرية دعمها لأبناء الشعب الفلسطينى للحصول على حقوقهم المشروعة فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تفعيل مقررات الشرعية الدولية والقرارات الأممية لإنهاء حالة الاحتلال الإسرائيلى لأحد أبرز الدول العربية.
وتواجه مصر عدة تحديات خلال الأشهر الماضية مع استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر جماعية وإبادة ضد الفلسطينيين العزل سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووضع تل أبيب عراقيل أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى النازحين، فضلا عن استمرار الاحتلال في اتباع سياسة الأرض المحروقة داخل غزة باستهداف المستشفيات والمدارس والمنشآت المدنية.
ومع استمرار مجازر إسرائيل في غزة يردد الإعلام الصهيوأمريكى الأكاذيب حول دور الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، في محاولة لتبرير الإخفاقات والفشل الذريع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر، حيث ثبت بالدليل القاطع أنه "جيش من ورق" وغير قادر على حماس المستوطنين المحتلين للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948.
وتعد مصر أحد أبرز الدول الداعمة للسلام والاستقرار وعملت خلال الفترة الماضية على نزع فتيل الأزمة، بالتحرك منذ اللحظة الأولى لصالح التخفيف عن الشعب الفلسطيني وهو شرف لا نخفيه أبدا مع استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة المتطرفين بقيادة بنيامين نتنياهو.
عملت مصر على مدار الأشهر الماضية على فتح معبر رفح البري على مدار الساعة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفرضت إرادتها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم التعنت الإسرائيلي، فضلا عن دورها البارز في إنجاز صفقة جزئية لتبادل الأسرى بين الفصائل والجانب الإسرائيلي، مع تكثيف تحركاتها السياسية والدبلوماسية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
أكد مراقبون أن الدولة المصرية تلعب دورا بارزا وكبيرا في إنجاز تهدئة بين الفصائل والجانب الإسرائيلي خلال الحروب الماضية، وهو الدور الذي أشادته به الدول الفاعلة والمعنية بالملف الفلسطيني خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي أكدت على أهمية ومحورية الدور المصري في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، موضحين أنه رغم المراوغة الإسرائيلية إلا أن "دبلوماسية الصبر" المصرية نجحت في إنجاز هدن عدة خلال الأعوام الماضية.
ونشرت الكاتبة الإسرائيلية الصهيونية كارولين جليك التي تعيش في الولايات المتحدة وتحمل جنسيتها، مقالا يستهدف تشويه دور الدولة المصرية بترويج مزاعم بانتهاك مصر للقانون الدولي دون تقديم أي دلائل أو قرائن على أكاذيبها، وتغافلت الكاتبة التي تنتمي لليمين الإسرائيلي جرائم إسرائيل في قطاع غزة من استهداف المدنيين، وقصف المستشفيات ومدارس الأونروا، وممارسة حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو أبشع الجرائم بتجويع أبناء الشعب الفلسطيني ومنع وصول المساعدات الإنسانية، فضلا عن احتجاز جثامين مئات الأسرى الفلسطينيين وسرقة الأعضاء البشرية والجلود من جثامين أبناء الشعب الفلسطيني.
تمارس الكاتبة الصهيونية كارولين جليك في مقالها التضليل بنشر معلومات مغلوطة دون الاستناد إلى الحقائق والمنطق، وهدفها هي والصحفيين الإسرائيليين الذين يعملون ضمن رؤية حكومة نتنياهو هو تبرير فشلهم الذريع والكامل في أحداث السابع من أكتوبر، وتحاول الخلط بين دور مصر الداعم لأبناء الشعب الفلسطيني ودورها المهم في الوساطة للوصول إلى تهدئة، فالدعم المصري يكون للشعب الفلسطيني بشكل عام وليس لحزب أو فصيل أو مكون سياسي.
وتستخدم إسرائيل إعلامها بشكل مكثف خلال العدوان الحالي على غزة من أجل توجيه رسائل غير مباشرة إلى مختلف القوى المختلفة، فضلا عن محاولتهم تجميل وجه إسرائيل القبيح الذي بات منبوذا من دول العالم حيث ترتكب إسرائيل "هولوكوست جديد" ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، في ظل حكومة متعطشة للدماء ولا تؤمن بالسلام وترفض منح الفلسطينيين حقوقهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967.
ونجحت مصر خلال السنوات الماضية في ضبط حدودها المشتركة بشكل كامل مع دول الجوار خاصة مع قطاع غزة، وذلك بتدمير مئات الأنفاق ووضع استراتيجية مكنت الحكومة المصرية من القضاء على المتطرفين في سيناء، ووقف كافة عمليات التهريب واللجوء إلى التنمية المستدامة بتخصيص مليارات الدولارات، وذلك ضمن رؤية القيادة السياسية بمحاربة التطرف والإرهاب بالتنمية والبناء في كافة ربوع الوطن.
ويتجاهل الصحفيون الإسرائيليون بشكل متعمد ما أكدته قيادات عسكرية إسرائيلية ووسائل إعلامهم نفسها بأن الفصائل الفلسطينية نجحت في تصنيع سلاحها المحلي، فضلا عن تمكنها من السيطرة على مخازن الأسلحة الإسرائيلية المتخمة بالسلاح والصواريخ خلال أحداث السابع من أكتوبر، حيث نقلت عناصر من الفصائل كميات كبيرة من الأسلحة إلى داخل غزة، بالإضافة إلى عمليات تهريب الأسلحة المستمرة من إسرائيل للفصائل الفلسطينية حيث يتورط قادة وضباط إسرائيليين في تهريب أسلحة بملايين الدولارات إلى قطاع غزة، وتقوم حكومة تل أبيب بالتحقيق مع هؤلاء العسكريين الإسرائيليين حتى الآن.
تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية تداعيات المشهد الحالي المضطرب في الإقليم حيث تحتكر واشطن تسوية القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، وتسببت السياسات الأمريكية سواء في وزارة الخارجية أو البيت الأبيض في اتساع رقعة الصراع والاقتتال في الإقليم، وهو ما يؤكد أن السياسة الأمريكية يقودها عدد من المراهقين الذين لا يدركون تبعات ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط.