مختار عثمان.. في ذكراه كيف واجه ابن الذوات رفض عائلته دخوله التمثيل والانتقام منه

الأحد، 19 مايو 2024 01:41 م
مختار عثمان.. في ذكراه كيف واجه ابن الذوات رفض عائلته دخوله التمثيل والانتقام منه
مختار عثمان
ريهام عاطف

تمر اليوم 19 مايو ذكري وفاة الفنان مختار عثمان الذي توفي عام 1964 عن عمر يناهز 66 عاما ، ويعد  واحدا من أشهر الممثلين خلال فترة الثلاثينيات، كما أنه من الذين أسسوا نهضة المسرح المصرى الحديث عمل على مسرح رمسيس وسافر إلى أوروبا ودرس التمثيل، وقد وصفه الفنان يوسف وهبي  بإنه "صاحب عمره".
images (20)
 
 نشأه الفنان مختار عثمان 
ولد الفنان مختار عثمان فى 13 مارس 1898م ممثل مصرى فى مركز ساحل سليم جنوب شرقى أسيوط فى عيله عمل أفرادها بالسياسة زى ابن عمه محمد محمود باشا"، وقد نال قسطا من التعليم فى أسيوط بعدين نقلت أسرته للعيش فى مصر حيث ألحق بمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة،وبها تعرف على الطالب يوسف وهبى اللى قدر له أن ترتبط حياتهما الفنية معا. اشتركا فى تلحين و إلقاء المونولوجات التى تدور فى جو تصويرى وتنحو نحو المزيكا الغربية ومن الألحان والتى غناها والمشهورة ساعتها مونولوج "شم الكوكايين" و كان قد تم حفظه من صاحبه ومؤلفه ومردده سنة 1922 الفنان عبد الله شداد وتقول مقاطعه: شم الكوكايين – خلانى مسكين – مناخيرى بتون وقلبى حزين – وعنيه فى راسى رايحين جايين.
 
وعندما  أسس يوسف وهبى فرقته المسرحية "رمسيس" كان الفنان مختار عثمان قاسما مشتركا فى معظم المسرحيات اللى قدمتها الفرقة ، وكان دخله اليومى جنيهين، و فضل يرفض الشغل بالسينما لفترة طويلة، بعد أقناع صديقه أحمد بدر خان، وطلعت حرب، ومن مسرحياته الشهيرة "الولدان الشريدان" و "إلا خمسة". 
 
download (92)
 
رفض عائلته للتمثيل
علي الرغم من موهبه مختار عثمان الكبيرة وقدرته علي تقديم كافة ألوان الفن ، كانت مشكلته انتمائه لعائلة كبيرة تعد من أكبر عائلات الصعيد، وهى عائلة محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين، الذى تولى رئاسة الوزراء أكثر من مرة، والذى دخل فى خلافات كثيرة مع "مختار" بسبب رفضه بأن يعمل أحد أفراد العائلة بمجال التمثيل خوفا على سمعتها، حيث كان التمثيل فى تلك الفترة أمر مشين، حتى أن الممثل لم يكن يُؤخذ بشهادته فى المحكمة
كان مختار عثمان، على عكس عائلته والأفكار السائدة فى عصره يرى أن التمثيل والفن عموما رسالة، ولذا لم يبالى بقرار العائلة حين أعلنت تبرئها منه، وقرر أن يمتنع عن زيارة بلده ساحل سليم فى أسيوط، إلا على فترات لتحصيل إيجار الأرض الزراعية التى يمتلكها، وفي أحدي محاولات الصلح مع عائلته تلقي عرضا مغريا بأن يُرشحه حزب الأحرار الدستوريين عضوا فى البرلمان بشرط أن يترك التمثيل، غير أنه رفض بشكل قاطع.
 
مؤامرة سياسية
تلقى مختار عثمان  ضربة قاصمة حين تعرض لمؤامرة سياسية كبيرة الغرض الأول منها تشويه سمعة ابن عمه محمد محمود باشا، وذلك بعد أن  وقعت مشكلة بين محمود باشا وإسماعيل صدقى رئيس الوزراء، وبسبب هذا الخلاف تم حل الائتلاف الوزراي وانسحب  وزارء الأحرار الدستوريين من الوزارة، وهنا قرر صدقى أن ينتقم من محمود باشا، وفى أحد الأيام تلقى صدقى باشا تقريرا يؤكد أن محمد محمود باشا له ابن عم اسمه مختار عثمان يعمل "مشخصاتى" فى فرقة رمسيس، وأنه ينتقد الحكومة وله ميول وفدية وسبق وشاهده البعض وهو يصافح النحاس باشا.
فى تلك الأثناء أمر صدقى باشا بأن يتم وضع مختار عثمان تحت المراقبة حتى تلقى تقريرا بأنه يسهر فى مكان معين مع شلة واحدة، فتم وضع خطة، بأن يتقرب أحد الأعوان من أصدقاء مختار عثمان، ثم مختار نفسه، وبات هذا الشخص يحضر كل سهراتهم، حتى وصلت العلاقة بينهم إلى حد أنه كان يدخل غرفة "مختار" فى مسرح رمسيس فى غيابه.
download (91)
 
وفى أحد الأيام وبينما كان "مختار" عائدا إلى بيته مع "الشلة" توقفت فجأة أمامهم سيارة كبيرة للشرطة، ونزل منها ضابط كبير أمر بتفتيش السيارة التى يستقلها "عثمان" ورفاقه، حتى أخرج الجنود منها قطعة حشيش، فأمر الضباط بالاتصال بيوسف وهبى حتى يفتح لهم المسرح ويقوموا بتفتيش غرفة مختار عثمان، والتى وجدوا بها كمية من المخدرات، لتتناقل الصحف الخبر، مع أخبار ونتائج التحقيق مع مختار بشكل شبه يومى، وكان لابد وأن يتم ربط الأخبار بأنه أحد أقارب محمد محمود باشا.
 
فى تلك الأثناء، حاول يوسف وهبى وأصدقاء مختار أن يثبتوا برائته مؤكدين أنه لا يحتاج أصلا للمتاجرة فى المخدرات، لأنه غنى بما فيه الكفاية، وتطوع عدد كبير من المحامين للدفاع عنه، لكن صدقى باشا ورجاله كانوا أقوى من الكل، وحكمت المحكمة علي مختار عثمان بالسجن 6 أشهر، كان قضى أغلبها فى الحبس.
أهم أعماله الفنية
من مسرحيات مختارعثمان الشهيرة "الولدان الشريدان" و"إلا خمسة" وفى السينما شارك فى الكثير من الأفلام منها وداد، عنتر أفندى، المتشردة، ضربة القدر، عدو المجتمع، خاتم سليمان.
 
كما شارك في أفلام العزيمة، شهداء الغرام، البيت الكبير، كرسى الأعتراف ، الستات فى خطر ليلى بنت الفقراء ، الحبيب المجهول، نساء بلا رجال، حب ودموع ، عبيد المال، الجسد، الغائبة، إمرأة من نار، الشاطر حسن، نحو المجد.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق