عصام الشريف
حرب غزة تعود لنقطة الصفر
السبت، 18 مايو 2024 10:07 م
تراجع الحديث عن إتمام الهدنة المرتقبة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى حد بعيد يمكن القول معه إن الأوضاع تتجه للتصعيد أكثر بين الجانبين على حساب المدنيين العزل الذين أصبح مجرد مراقبة الوضع لديهم على المستوى الإنساني في قطاع غزة مربكا للجميع، فنحن نتحدث عن مساحة جغرافية أعادتها الآلة العسكرية الإسرائيلية للعصور الوسطى بل العصور المظلمة إذا جاز التعبير.
ولعل عناد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورفضه الصارم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، رغم تصاعد الدعوات داخل إسرائيل ووصولها إلى الاحتجاج والمطالبة بإقالة نتنياهو، هو ما يعقد الأمور أكثر، ما يجعل تصور نهاية الصراع غير محسوم على الإطلاق، وبالتالي يمكن توقع انحراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى منحنى صعب قد يكون أشد خطورة من مرحلة ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو.
كل هذا لن يؤثر فقط على الأراضي الفلسطينية، إذ بدأت أطراف إقليمية أكثر في التداخل بسبب الصراع المشتعل في غزة، وأقصد هنا حزب الله، الذي بدأ يرد على الاعتداءات الإسرائيلية بإطلاق الصوارئخ على مناطق عسكرية إسرائيلية، في حين يستمر الحوثيون في استهداف السفن التابعة لإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر، وقبل ذلك شنت إيران هجوما بطائرات مسيرة على إسرائيل، وكل ذلك ينذر ببوادر اشتعال حرب إقليمية في المنطقة.
وفي ظل كل هذا تبقا مصر الدولة الوحيدة التي تسعى جاهدة إلى منع اشتعال المنطقة ووقف الحرب وإتمام الهدنة، بالتوازي مع استمرارها في إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وذلك في غياب المؤسسات الدولية المنوط بها التدخل لوقف نزيف الدم الفلسطيني، كما تستمر الولايات المتحدة في مواقفها المتخاذلة بشأن عدم منعها إسرائيل من استمرار هجومها على مدينة رفح الفلسطينية.. كل هذا يعيد الصراع إلى نقطة الصفر في غياب أي حديث عن الحل السلمي.