يوسف أيوب يكتب: سقوط محاولات شيطنة اتحاد القبائل العربية على صخرة الحقائق
السبت، 11 مايو 2024 06:00 م
- الاتحاد يندرج تحت بنود القانون والدستور ويعمل كظهير شعبى خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة
- لديه رسالة تنموية فى سيناء وكل المحافظات.. وتدشين مدينة «السيسى» وتأسيس شركة مصر الصعيد البداية
- لديه رسالة تنموية فى سيناء وكل المحافظات.. وتدشين مدينة «السيسى» وتأسيس شركة مصر الصعيد البداية
جاء فى البيان التأسيسى لاتحاد القبائل العربية، الذى تم تدشينه الأربعاء الأول من مايو الجارى، فى مؤتمر حاشد عقد على أرض شمال سيناء، أن الاتحاد يهدف إلى «خلق إطار شعبى وطنى يضم أبناء القبائل العربية لتوحيد الصف وإدماج كل الكيانات القبلية فى إطار واحد، دعما لثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التى تهدد أمنها واستقرارها، إلى جانب السعى الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع جميع القبائل العربية للوصول إلى قواسم مشتركة فى إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعما للرئيس عبدالفتاح السيسى».
وأكد البيان أن الاتحاد «يعلو فى طرحه ورؤيته على جميع الانتماءات الحزبية والأيديولوجية.. ورسالته هى للدولة، توحيد القبائل لا يتعارض مع ثوابت الوطن، ولا يتصادم مع الأحزاب والائتلافات التى يتم مد اليد لها للتعاون والتنسيق المشترك».
الفقرتان السابقتان، تشرحان - بشكل كبير الهدف - الذى سعى إليه مؤسسو الاتحاد، إلى جانب الكثير من التفاصيل التى وردت فى البيان، الذى أعلنه على الهواء مباشرة النائب مصطفى بكرى، الذى اختير متحدثا رسميا للاتحاد.
من يقرأ الفقرتين السابقتين يعى جيدا لماذا هذا الاتحاد، والهدف منه، وسيدرك أن اتحاد القبائل العربية، يستكمل الدور الوطنى الذى قامت به القبائل بالوقوف خلف مؤسسات الدولة، فى معركتين مصيريتين، الأولى معركة التصدى للإرهاب ومجابهته، ولا يخفى على أحد الدور الذى قامت به القبائل وتحديدا قبائل سيناء لمواجهة الإرهاب والجماعات التكفيرية، التى أرادت أن تحول أرض الفيروز إلى بؤرة إرهابية، فكان قرار هذه القبائل الوطنية الوقوف مع القوات المسلحة والشرطة فى التصدى لهذه الجماعات، وصولا إلى تطهير أرض الفيروز من الإرهابيين، كما لا يخفى على أحد كم التضحيات التى قدمتها القبائل من أرواح شبابها وأبنائها، استكمالا للدور الوطنى التاريخى لرجال القبائل، فتاريخهم ملىء بالبطولات التى يصعب حصرها.
أما المعركة الثانية، فهى معركة البناء والتعمير، وكان وما زال لهذه القبائل دور قوى فى تنمية سيناء، بالتعاون مع كل مؤسسات الدولة، وهو دور نراه رؤى العين.
لكن يبدو أن هناك من يقلقه هذا الدور الذى قامت ولا تزال تقوم به القبائل العربية، فكان قراراه المبدئى تحويل دفة الهجوم ناحية الاتحاد، ومحاولة شيطنته، فلم ينتظر هؤلاء ليعرفوا الكثير من التفاصيل حول اتحاد القبائل العربية، حتى وحينما كان المؤتمر العام للاتحاد مذاعا على الهواء مباشرة بدأت التلميحات للاتحاد ولأعضائه، والترصد الذى لا تخفى علينا أهدافه الخبيثة التى لا تريد للمصريين أن يكون لهم دور فى التصدى لكل المخططات التى تحاك بالدولة، وآخرها مخطط التوطين وتهجير الفلسطينيين.
مفهوم بالطبع أن تكون عناصر جماعة الإخوان الإرهابية هم الأكثر غضبا من وجود اتحاد القبائل العربية، لأنهم يدركون جيدا الدور الذى قامت به القبائل لإفشال مخطط الإرهابيين فى سيناء، لكن الأغرب أن نسمع الاعتراض على الاتحاد من جانب شخصيات محسوبة على تيارات مدنية، اللهم إلا اذا كان هؤلاء غاضبين من وجود كيان يستهدف لم شمل القبائل على أرض مصر، ليكونوا درعا للدفاع عن الوطن.
وبعيدا عن الغضب الإرهابى من الاتحاد، فهناك مجموعة من الحقائق المهمة المرتبطة بالاتحاد.
الحقيقة الأولى، أن اتحاد القبائل العربية هو كيان قبلى كبير يعمل كظهير شعبى خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، وهو كيان يندرج تحت بنود القانون والدستور المصرى، وسيكون كيانا مؤسسا بشكل منظم تابع للقانون، يقدم عملا تنمويا فى المجتمع.
الحقيقة الثانية، أن اتحاد القبائل، لديه رسالة تنموية مهمة جدا ولن تكون قاصرة على سيناء ولكن سيتم تأسيس شركة مصر الصعيد لتعمل فى الصعيد لتنمية المناطق المهمشة، كذلك هناك شركة تم إنشاؤها فى مرسى مطروح لتنمية المنطقة الغربية، وبالطبع سيكون له دور بارز ومهم فى تنمية سيناء وإقامة مشاريع تخدم سكانها، وكانت البداية بإعلان تدشين مدينة «السيسى» فى شمال سيناء، فى منطقة أرادها الإرهابيون قبل سنوات قليلة أن تكون وكرا لهم، لكنها اليوم تتحول إلى مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع تستوعب جانبا من أبناء شبه الجزيرة.
الحقيقة الثالثة، أن اتحاد القبائل العربية له دور فى دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى، كما لا يخفى علينا دور القبائل السيناوية فى التصدى لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، إن هذه القبائل لديها إيمان وعقيدة ثابتة أن سيناء كانت ولا تزال وستظل مصرية، ولن يفرط أحد فى ذرة رمل منها.
هذه الحقائق مهمة ونحن نتحدث عن اتحاد القبائل العربية، وهى كلها معروفة ومعلنة فى البيان التأسيسى للاتحاد، لكن للأسف الشديد هناك من لا يريدون لمصر الخير، ودائما ما يترصدون أى عمل ستهدف توحيد الجبهات، فى محاولة لضرب استقرار الدولة.
بقيت حقيقة أخرى مهمة، مرتبطة بما أثير حول اختيار الشيخ إبراهيم العرجانى، رئيسا لاتحاد القبائل العربية، فهذا يرجع فى الأساس إلى الدور الذى قام به به العرجانى فى مواجهة التكفيريين بسيناء، وناله منهم ما ناله، ففى عام 2015 استهداف تنظيم داعش الإرهابى منزل الشيخ إبراهيم العرجانى، كما استهدفت الجماعات الإرهابية نجله الشهيد وسيم، لكنه رغم كل ذلك ظل ثابتا على موقفه المؤيد والداعم للدولة المصرية ومؤسساتها فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين، فلم يمنعه استشهاد نجله على يد الإرهابيين على مواصلة دوره، كما أن الكثير من عائلته كانوا محل استهداف من الإرهابيين، لكن هذا لا يمنعه من مواصلة السير على طريق الدولة، بل زاد على ذلك بمساهماته الكبيرة فى تقديم الخدمات لأهالى سيناء من خلال مشروعات كبيرة استهدفت أهالى سيناء، منها مؤسستا «أبناء سيناء، والوسيم الخيرية».
والاهم من كل ذلك، أن اختيار «العرجانى» رئيسا لاتحاد القبائل العربية، كان بإجماع القبائل، ولم يكن قرارا فرديا، بل كان قرارا جماعيا، وهو ما يؤكد الشعبية التى يتمتع بها الرجل وسط القبائل المصرية والعربية.
هذا بعض من الحقائق المهمة حول اتحاد القبائل العربية، التى تؤكد أننا أمام كيان وطنى، سيكون له فى المستقبل دور كبير فى معركة التنمية، بعد دور القبائل الكبير فى مجابهة الإرهاب، ويكفى هنا أن أشير إلى جزء من البيان التأسيسى لندرك كيف يفكر الاتحاد والقائمون عليه.
قال البيان: «إن الفترة المقبلة قد تشهد تطورات وسيناريوهات متعددة، وهو أمرٌ يستوجب يقظة الجميع لمواجهة التحديات التى تواجه الوطن، والرد على حملاتِ الأكاذيب والشائعات، واستخدام كل الوسائل الممكنة للتفاعل مع دعوة الوعى التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عدة سنوات فى مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس والسادس والتى تستهدف نشر الشائعات والأكاذيب والتحريض على الفوضى ونشر الفتن».
واختم مقالى هنا باستعارة جزء من بيان كتلة الحوار الوطنى ورئيسها الدكتور باسل عادل، الأسبوع الماضى، الذى قال فيه: «إن متطلبات الأمن القومى المصرى فى ظل الحزام النارى حولنا، والحروب الخارجية الملاصقة لحدودنا، تستوجب اتحاد كل القبائل المصرية على أطراف البلاد وفى العمق المصرى أيضا، قد يكون استقرار الوضع الامنى فى سيناء خير شاهدا على صلابه الجيش المصرى وتعاون القبائل السيناوية فى تكامل وطنى داخل إطار الأمن القومى الشامل.