يوسف أيوب يكتب: أهداف خفية من عملية كرم أبو سالم لهدم اتفاق الهدنة

الإثنين، 06 مايو 2024 01:24 م
يوسف أيوب يكتب: أهداف خفية من عملية كرم أبو سالم لهدم اتفاق الهدنة

كانت الأجواء كلها تشير إلى أننا في طريقنا إلى هدنة طويلة الأمد فى قطاع غزة، بعد جهود شاقة ومفاوضات مضنية وتحركات مكثفة من جانب مصر، أثمرت عن مقترح لاقى قبولًا من كل الاطراف، سواء المعنية مباشرة بالوضع الحالى فى القطاع، واقصد هنا الاحتلال الإسرائيلى والفصائل الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس، بالإضافة إلى الشركاء فى عملية الوساطة "الولايات المتحدة الأمريكية وقطر". الكل كان متفائل. فقد كنا قريبين جدًا اكثر من أى وقت مضى، من التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع ويعطى الفرصة لأشقائنا الفلسطينيين لالتقاط أنفاسهم، وتعود الحياة مرة أخرى إلى القطاع بعد أكثر من 7 أشهر من الدمار والخراب والقتل والدم المسال في كل شبر بغزة.
 
تحولت القاهرة الأيام الماضية إلى ملتقى لكل الأطراف المعنية بالوضع المتأزم فى القطاع، والجميع متوافق على الحل، ولأول مرة نشهد ضغطًا أمريكياً على الحكومة الإسرائيلية لتوافق على المقترح المصرى، باعتباره الحل العملى القادر على تحقيق المطلوب للجميع، وإيقاف الحزب وإبرام صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، ويعطى فرصة للجميع ليجلسوا مرة أخرى للتفاوض حول حلول دائمة للقضية الفلسطينية، وخرجت أصوات من داخل الحكومة الإسرائيلية تؤيد الاتفاق وتدعو نتانياهو وغيره للتوقيع عليه، كما رحبت به حماس وأعلنت تأييدها له. كل الأمور كانت تسير فى اتجاه أن الهدنة آتية.
 
وسط كل هذا التفاؤل وقعت حادثة كرم ابو سالم، التي استهدفته حماس ببضعة صواريخ أطلقتها من رفح على بُعد مئات الأمتار، ولم تكتف الحركة بذلك بل أعلنت على الملأ مسئوليتها عن الحادث زاعمة أنها كانت تقصد قاعدة عسكرية إسرائيلية.
 
توقيت الحادث غريب ومريب فى نفس الوقت، فكيف نتحدث عن هدنة ووقف إطلاق للنار، وفى وقت يقترب فيه الجميع من التوقيع على الاتفاق تلجأ حماس إلى هذا العمل غير المبرر اطلاقاً لا فى توقيته ولا هدفه ولا مضمونه إلا إذا كانت حماس ترى فى اتفاق الهدنة امورًا أخرى غير التى يراها الجميع، لذلك سعت إلى إفشاله فى اللحظات الأخيرة حتى لا تكون ملزمة به.
 
الحقيقة التى لا تقبل النقاش هنا، أن هذا التصرف أيا كانت مبرراته عند حماس، لكنه يؤشر على تفكير عقيم يسيطر على الحركة، فبخلاف توقيته المريب والذى يؤكد أن حماس لا يهمها التوصل إلى هدنة ولا يهمها أن توقف آلة القتل الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين فى القطاع، ولا يهمها عدد الشهداء الذين يقعون يوميا، فإن استهداف معبر خصص لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية أمر شديد الغرابة أيضًا، ويؤكد أن هناك أهداف كلها خفية لحماس لا نعرفها ولا يعرفها إلا قادة الحركة أنفسهم الذين وضعوا الجميع بما فيهم الفلسطينيين الأبرياء في غزة فى وضع شديد السوء. 
 
كل الأمل أن يتراجع قادة حماس عن تفكيرهم الغريب والمريب هذا، وأن يعودا لرشدهم مرة أخرى حتى لا يمنحوا الفرصة لإسرائيل لكى تفوز بمزيد من التعاطف الدولى الزائف المبنى على تقديرات خاطئة وأفعال غير مسئولة من جانب بعضنا اخرها ما قامت به حماس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق