«الصحة العالمية» عن حملة «100 مليون صحة»: نموذج عالمي يحتذى به

السبت، 04 مايو 2024 11:00 م
«الصحة العالمية» عن حملة «100 مليون صحة»: نموذج عالمي يحتذى به
أحمد سامى

- الشهادة الذهبية للخلو من فيروس سي تزين الجهود المصرية في القضاء على الفيروس اللعين 
 
«القضاء على فيروس سى»، حلم استطاعت الدولة تحقيقه بعد السير فى طريق طويل ومجهودات ضخمة بذلتها الدولة من أجل الوصول إلى نتيجة تعد تاريخية وقياسية، بأن مصر خالية من مرض فيروس سى، وكللت مجهوداتها بالحصول على الشهادة الدولية من منظمة الصحة العالمية، كأول دولة فى العالم تتمكن من القضاء على الفيروس، بعد مسيرة طويلة من المبادرات الصحية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت شعار «100 مليون صحة»، تم من خلالها إجراء الكشف الطبى على أكثر من 70 مليون مواطن، ومعالجة المصابين بالفيروس على نفقة الدولة وتوفير العلاج والمتابعة الصحية حتى الانتهاء بالشفاء التام.
 
على مدار سنوات طويلة ظل التهاب الكبد الوبائى «فيروس سى» يلتهم كبد المصريين، حتى قرر الرئيس السيسى، القضاء على المرض الفتاك الذى أنهى حياة الكثيرين، بإطلاق المشروع القومى لأكبر حملة صحية تحت اسم «مصر خالية من فيروس سى 2020»، على ثلاث مراحل، بدأ أول أعمالها فى النصف الأول من 2015، للعلاج بعقار «سوفالدى» بعد توفيره للمواطنيين بالمجان، وقبل الموعد الذى حددته منظمة الصحة العالمية بـ7 سنوات، تم إعلان مصر خالية من فيروس سى، من خلال فحص 70 مليون مواطن، وعلاج 2 مليون، بتكلفة 3 مليارات جنيه، لتصبح مصر أول دولة فى العالم، تحصل من منظمة الصحة العالمية على الإشهاد الدولى بالقضاء على فيروس «سى»، طبقا لمعايير المنظمة، لتصبح مصر، صفر إصابات، وهو ما يؤكد أننا بالدعم السياسى من الرئيس وبالإرادة السياسية استطعنا أن نحقق حلم 15 سنة مضت.
 
ونجحت مصر فى معركة القضاء على فيروس سى من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد سى فى العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض فى أقل من 10 سنوات، مسيرة مذهلة، وقدمت مصر للعالم نموذجا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسى على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح، فى ظل الأزمة الاقتصادية لكن عملت الدولة على تطوير ادلة العمل على مكافحة العدوى فى المنشآت الطبية، وتبنى الإجراءات الوقائية السليمة لنقل الدم وسياسيات الحقن الآمن، كما عملت على حوكمة الإجراءات وتوحيد الجهود لمواجهة المرض من خلال لجنة قومية ضمت خيرة علماء مصر فى مجالات الكبد والصحة العامة والوبائيات، وتعاقبت عليها عشرات العقول المضيئة، والتى رسمت لمصر والعالم طريق النجاة من هذا الفيروس، حيث أسست العقول المصرية استراتيجية موحدة للدولة المصرية فى مواجهة هذا الوباء الفتاك.
 
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالنجاح الذى قدمته حملة «100 مليون صحة»، التى بدأت فى 30 سبتمبر 2018 إجراء فحوصات لأكثر من 60 مليون شخص وعلاج أكثر من 4.1 ملايين مريض، وغطت هذه الحملة الشعب المصرى بجميع طوائفه وشرائحه وتضمنت برنامجا للتوعية بأهدافها، واستفاد منها المرضى الأشد فقرا، حيث تم علاج جميع المرضى مجانا، وقد شخصت مصر 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد سى، وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى للمنظمة، وهى تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد سى، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
 
وقالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مصر إنجازاتها فى القضاء مرض فيروس سى من خلال حملة 100 مليون صحة يشهد بها العالم، كما أنها استطاعت السيطرة على فيروس بى بلقاح التهاب الكبدى الفيروسى بى، بتطعيم الأطفال من الولادة بأول جرعة، موضحة الأسبوع الماضى، وبمناسبة الأسبوع العالمى للتلقيح، إن لقاح فيروس بى الذى يتم اعطائه للأطفال ضمن اللقاح الخماسى هو من أكثر اللقاحات فعالية، وهو رخيص جدا ومن اللقاحات الأساسية، ويحقق 95% حماية من فيروس بى، لأن نسبة من الاشخاص قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة عند الاصابة، ويؤمن نسبة حماية على المدى الطويل، ولدينا 84% التغطية باللقاح باقليم شرق المتوسط، ولكن المشكلة فى الجرعة الأولى من الولاد، وهى الجرعة المهمة جدا لأن الأطفال يمكن أن تتم عدواهم من أمهاتهم، وثلث الأطفال يمكنهم الحصول على هذه الجرعة، ولكن هناك مشكلة عدم توافره فى عدد من الدول، ونؤكد أهمية حصول الأطفال حديثى الولادة على الجرعة الأولى.
 
وأوضحت الدكتورة رنا الحجة، أنه بالنسبة لفيروس سى فإن مصر أول دولة فى العالم حصلت على الشهادة الذهبية لمنظمة الصحة العالمية لخلوها من الفيروس سى، موضحة أنه لا يوجد لقاح لفيروس سى، ولا يمكن الوقاية من كل الأمراض باللقاحات، ولكن فيروس سى تم التخلص منه من خلال «حملة 100 مليون صحة»، لأنه كان فيها التزام كبير من الرئيس السيسى، وهى من الامثلة التى يحتذى بها عالميا، وتم القضاء على الفيروس بالالتزام السياسى، وحاليا نعتمد على لقاح ضد الكوليرا فى الدول التى تعانى من الطوارئ، ولكن الوصول الى المياة النظيفة أهم طريقة فى الوقاية.
 
ووجهت الدكتورة رنا الحجة، الشكر لمصر على الإنجازات التى حققتها فى المجال الصحى، وهى دولة تتمتع بالنظافة، ولديها إنجازات مهمة جدا فى عالم التحصين بشكل عام، فمصر خالية من شلل الاطفال منذ عام 2000، كما أنها خالية من الحصبة والحصبة الألمانية، وتخلصت كذلك من التيتانوس فى حديثى الولادة والنساء، واستطاعت أن تحقق الوقاية من فيروس بى بالتطعيم ومصر قامت بمجهود كبير فى الوقاية من الأمراض بالتطعيمات.
 
وأشارت إلى إنه من التحديات التى تواجهنا أن يتم تشجيع التغطية باللقاحات، موضحة، إن التغطية بلقاح فيروس كورونا تحقق لحوالى 500 مليون شخص والذين تم إعطاؤهم لقاح كورونا بإقليم شرق المتوسط، وكنا نركز على الشرائح المعرضه للإصابة بشكل خطير لفيروس كورونا، والعاملين بالقطاع الصحى عليهم حماية صحتهم بشكل أفضل، لذلك لا بد من تغطيتهم باللقاح وقد وصلت نسبته إلى 60% وخصوصا لقاحات كورونا ولقاحات الإنفلونزا.
 
وقالت وزارة الصحة، إن مصر كانت تحمل لسنوات وعقود أعباء طبية واجتماعية واقتصادية هائلة نتيجة انتشار التهاب الكبد الفيروسى «سى»، وواجهت الدولة هذا التحدى بإقدام، وتمكنت بعزم وقوة من تغيير تصنيفها من كونها الدولة ذات أعلى معدلات الإصابة عالميا إلى تحقيق إنجاز تاريخى، بأن أصبحت مصر أول دولة فى العالم تحصل على الإشهاد الذهبى من منظمة الصحة العالمية، فى الطريق إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسى «سى»، موضحة أن هذا النجاح هو نتيجة للجهود المستمرة التى بدأت منذ عام 2006، والتى كانت نقطة التحول فيها هى مبادرة الرئيس السيسى، للقضاء على فيروس التهاب الكبد «سى»، حيث ساهمت هذه المبادرة فى فحص أكثر من 63 مليون مواطن فى غضون سبعة أشهر فقط، وحظيت بإشادة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية باعتبارها واحدة من أكبر وأدق المسوح الصحية التى تم إجراؤه فى تاريخ البشرية.
 
وأشارت الوزارة إلى أن نجاح مصر فى مكافحة التهاب الكبد الفيروسى «سى» لم يكن ممكنا من دون التدابير الوقائية التى تم اتخاذها للحد من وفيات الأمراض الكبدية، ومن بينها سرطان الكبد الذى كان سببا رئيسيا، وهذه الرؤية أدت إلى إطلاق مبادرة لسرطان الكبد فى مارس 2022، كامتداد للمبادرة الوطنية للكشف المبكر وعلاج فيروس التهاب الكبد «سي» والأمراض غير السارية، كجزء من المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة» الأوسع نطاقا، وتم وضع نظام قوى للكشف المبكر عن سرطان الكبد وتجنب المضاعفات والتقليل بشكل كبير من وفيات الأمراض الكبدية، مؤكدة أن ما حققته مصر ولاقى إشادة من مختلف الدوائر الصحية والعلمية فى العالم، يدفع الجهود نحو ضمان استدامة واستمرارية برامج مكافحة الفيروسات والوقاية منها، واكتشاف أى حالات جديدة وعلاجها، وكذلك رعاية المرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الكبد الأولى من خلال برامج الكشف المبكر، مضيفا: «اليوم نشهد قفزة جديدة فى تطوير وتحديث برامج العلاج لسرطان الكبد الأولى، متماشية مع أحدث التطورات العلمية، ونحن جميعا نفخر بنجاحنا فى تحقيق العدالة والمساواة فى الوصول إلى أفضل العلاجات العالمية».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق