وسقطت ورقة التوت

السبت، 27 أبريل 2024 07:31 م
وسقطت ورقة التوت
عصام الشريف يكتب:

تُقال هذه العبارة «سقطت ورقة التوت» عند الفضيحة، وأصل العبارة أن آدم وحواء كانا يستران عوراتهما بورقة توت، وعندما أكلا من الشجرة المحرمة، سقطت الورقة عنهما فبدت لهما سوءاتهما. هذا تحديدا ما حدث اليوم في الولايات المتحدة، الدولة التي قامت في الأصل على الحرية، حتى أن شعارها تمثال الحرية، وهي الفكرة التي اعتادت أمريكا تصديرها للعالم، باعتبارها قلعة الحريات، لكن اليوم سقطت «ورقة توت» جديدة بعد أن اعتقلت الشرطة الأمريكية نحو 100 شخص في إحدى الجامعات بمدينة بوسطن الأمريكية خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، فماذا بقى من الحضارة الأمريكية؟
 
أتعمد أن استخدم مصطلح «ورقة التوت» لأن معناه- فضلا عن الفضيحة- تغيّر الأمر تماماً، وهو ما حدث قديماً عندما أخرجت هذه الورقة آدم وحواء من الجنة، واليوم ستخرج أمريكا من جنة الحرية وتسقط في عيون كل العالم بعد فعلتها المشينة المناهضة للحريات، بعد أن تأكد الجميع أن الحرية الأمريكية مجرد شعارات للتدخل في شؤون الدول وليس قضية وفلسفة تؤمن بها الولايات المتحدة.
 
الغريب في الأمر حقا أن التظاهرات المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين خرجت في كل العالم حتى في الدول التي تزعم أمريكا أنها ليست ديمقراطية، وذلك دون أن يتم توقيف أو اعتقال أي مواطن فيها، لكن أن يتم الأمر بهذا الشكل في دولة تزعم أنها حامية الديمقراطية والحريات فهذا هو الغريب حقا.
 
وبعيدا عن ازدواجية الولايات المتحدة في تعاملها مع العرب في جانب وإسرائيل في جانب آخر، لكن يمكن القول أن السقوط الأمريكي سيكون داخليا، وقريبا سنجد أن الدولة الأقوى في العالم ستتعرض للانهيار الداخلي، فلن تمر جريمة اعتقال العشرات في عدد من الجامعات، مرور الكرام، لاسيما أن الاحتجاجات لم تشهدها جامعة واحدة، إذ بدأت شرارة الاحتاجات الأسبوع الماضي من جامعة كولومبيا في ولاية نيويورك، قبل أن تتصاعد الموجة عقب إجراءات تأديبية اتخذتها رئيسة الجامعة، ليس فقط بحق الطلاب ولكن أيضا بحق أساتذة مؤيدين لتلك الاحتجاجات، التي عرفت باسم بـ"مخيمات التضامن من أجل غزة".
 
أقول على مسؤوليتي، أن هذه الدولة المسماة بالولايات المتحدة، ستكون نهايتها أقرب مما يتخيل البعض من المخدوعين في قوتها وقيمها الزائفة، ولتقرأوا التاريخ لنرى سويا كيف كانت نهايات الامبراطوريات، وآخرها الاتحاد السوفييتي الذي انهار وهو يحمل رؤوسا نووية كفيلة بإنهاء الحياة على وجه الأرض، لكن الله موجود وسنته في استبدال الأقوام والدول والتحالفات ماضية رغم أنف أمريكا الصهيونية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة