في ظل استغلال بعض التجار للظروف الاقتصادية وقيامهم برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه ومحاولتهم الكسب من وراء ذلك دون أدنى إحساس بالمواطنين الذين يعانون لاسيما محدودي الدخل منهم والفقراء، قرر أهالي محافظة بورسعيد الوقوف يد بيد أمام هذه الظاهرة والتصدي لها.
فرغم كون محافظة بورسعيد ساحلية ويحدها من جميع الجهات مصادر للمياه وصيد الأسماك بمختلف أنواعها البحر الأبيض المتوسط وبحيرة المنزلة والمجرى الملاحي لقناة السويس، والعشرات من المزارع السمكية إلا أن أسعار الأسماك بها بلغت عنان السماء وفي ارتفاع مستمر يوما بعد يوم، فشن البورسعيدية حملة شعبية ضد الغلاء لتؤتي ثمارها منذ اليوم الأول لها.ورصدنا خلو سوق الأسماك الحضاري الواقع في نطاق حي العرب من الزبائن، تزامناً مع انتهاء اليوم الثاني للحملة واستمرارها ل 5 أيام أخرى لتصل إلى أسبوع كما تم الإعلان عنها من الأهالي.
ودشن أهالي محافظة بورسعيد، حملة لمقاطعة شراء الأسماك، وذلك بعد المبالغة في الأسعار والارتفاع إلى أكثر من 100 الكيلو للأنواع الشعبية مثل الشبار الأبيض والطوبارة، ووصول الشبار الجوابي المبطرخ إلى 200 جنيه للكيلو، وتخطي الجمبري الوسط لأكثر من 300 جنيه.
وعلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على منشورات بيع الأسماك بتصميمات لمقاطعة الأسماك وشرائها لمدة أسبوع حتى تنخفض الأسعار، وتستمر تلك الحملة في حالة استمرار التجار بعدم تخفيض الأسعار.
وأوضح وسام الصفتي، أول الداعين لحملة المقاطعة، يوم السبت الماضي قائلاً : "من غد الأحد مقاطعة لشراء الأسماك بعد جنون أسعارها.. واستحلفك بالله لو متضامن معي اعمل شير للبوست.. إخواتى اهالي بورسعيد الكرام.. من فضل حضراتكم عاوزين نعمل مقاطعة لشراء الأسماك لمدة أسبوع متواصل لأن أسعار السمك كده حرام عاوزين الغلابة تاكل.. ساعدونى ودعمونى وخليكم على العهد معايا بالله عليكم محدش يشترى سمك مهما حصل لمدة أسبوع متواصل.. أستحلفك بالله أعمل شير وساعد أخوك الغلبان يقدر يشترى وياكل سمك بالسعر الطبيعي ".
وأكد محمد السمان، أحد شباب محافظة بورسعيد، على نفس الدعوة بالمقاطعة يوم السبت الماضي : "خليك إيجابي وشارك في مقاطعة شراء الأسماك بدءاً من الغد وحتى نهاية الأسبوع وإن لم تتغير الأسعار نستمر.. عايزين سعر الأسماك والجوبي الأخضر مش بالدولار الأخضر، وذلك لانخفاض الأسعار المبالغ فيها حتى يتمكن أهلنا من شراء احتياجتهم اليومية.. خليك إيجابى وقاطع.. الدولة مش هتشتغل لوحدها لازم كلنا نساعدها واللى يشوف حاجة غلط يبلغ عنها".
وبدأ عدد من تجار الأسماك في الإعلان عن أسعارهم المخفضة للأسماك، ولكنها لم تلقَ قبولاً لدي الأهالي، واستمروا في نشر المنشورات الخاصة بالمقاطعة.