في حب صلاح السعدني وآل السعدني

السبت، 20 أبريل 2024 01:42 م
في حب صلاح السعدني وآل السعدني
شيرين سيف الدين

 
فقدت مصر قيمة وقامة فنية كبيرة، موهبة لن تتكرر، فنان الشعب صاحب الرسالة والأعمال الخالدة في تاريخ الدراما المصرية، حبيب الملايين العمدة "سليمان غانم" خفيف الظل في ليالي الحلمية، "حسن أرابيسك "ابن البلد الجدع فنان الحسين والجمالية، :عبد الواحد" اليساري المتعصب في "فوزية البرجوازية"، وغيرها من الشخصيات والأدوار المثيرة التي لعبها بإتقان وسلاسة، استطاع من خلالها أن يتربع في قلوب المصريين وشعوب الوطن العربي أجمع، لم يختلف عليه أحد سواء على المستوى الفني أو الإنساني، ولم نسمع اسمه يتردد يوما ما في مشكلة أو إشاعة أو صراعات فنية أو شخصية، ورحل في هدوء وسلام يليقان بقلبه الطيب، وروحه المتواضعة.
 
إن كان الجميع اليوم يتحدث عن صلاح السعدني الفنان، إلا أنني وبحكم عشرتي الطويلة لأسرته الكريمة، ودخولي بيته المحترم وتعاملي معه بشكل شخصي في مناسبات ومواقف عِدة، سأتحدث عن الإنسان وأسرته الذي جمعتني بابنته الإعلامية الراقية  "ميريت" علاقة أُخُوة وصداقة لما يزيد عن الـ25 عاما، فمنذ اليوم الأول إلى يومنا هذا لم أجد في خلقها إلا طيبة القلب والنقاء والاحترام والتواضع، بفضل تربيته وتربية زوجته السيدة الفاضلة المحترمة "منى موسى" نعم الزوجة الوفية والأم الواعية المثقفة والصديقة لنا جميعا.
 
وبالرغم من لقاءاتي القليلة بـ"أحمد السعدني" إلا إنني لمست فيه ذات الأخلاق الكريمة التي تعد سمة من سمات هذا البيت القريب إلى قلبي.
 
لم يكن الراحل في حقيقته بعيدا عن شخصية العمدة المتمسك بأخلاق وأصول الريف المحافظة، فقد كان مهتما بأبناءه وتربيتهم ومتابعا لأدق تفاصيل يومهم بالرغم من انشغاله.
 
وتحضرني هنا بعض المواقف التي تؤكد اهتمامه بالأصول سواء في التربية أو الأمور الحياتية، فلا أستطيع أن أنسى الزيارة الأولى لـ"ميريت"  لمنزل أسرتي في عامنا الأول بالجامعة بمصاحبة " طنط منى" لها، والتي جاءت بالطبع لتتعرف على والدتي وترى وتحكم على البيت الذي ستدخله ابنتها، وعلى الصديقة التي ستخالطها.
 
كنت أحيانا ما أتفاجئ باتصاله شخصيا بهاتف منزلنا للاطمئنان على وصولها، حيث كانت المسافة من منزلهم في المهندسين حتى المعادي تعد طويلة آنذاك، ولم يكن الهاتف المحمول قد تم اختراعه بعد.
 
أستطيع أن أطلق على بيت "السعدني" بيت "الكرم"، فقد كان مفتوحا في كل الأوقات للجميع، لا يمكن أن تزوره في أي ساعة من ساعات اليوم دون أن تتناول وجبة طعام كاملة كوجبة الغذاء حتى ولو كانت الزيارة في الصباح الباكر، وإن صادف مروره أثناء الزيارة يقابلك بالابتسامة والترحاب ويتأكد بنفسه من تناولك للطعام.
 
كان الراحل مثقفا ذو أفكاراً مستنيرة، ومحبا لوطنه حاملا لهمومه، فلم تكن تخلو جلساته حتى في المناسبات الاجتماعية الخاصة من نقاشات سياسية ثرية وحكاوي شيقة تجعلك تستمع إليه بإنصات واستمتاع.
 
الكثير من المواقف والتفاصيل التي تنم عن رقي واحترام الإنسان صلاح السعدني وأسرته، والتي لا يسعني ذكرها حفاظا على الخصوصية، إلا أنني أعلم جيدا أنه عاش بسيطا، كريما، خيرا، متواضعا وجابرا للخواطر ومحبا للجميع، رباً لأسرة مصرية أصيلة ومحترمة عن حق.
 
حقا "يبقى الأثر" فقد عاش في سلام نفسي وفاضت روحه الطيبة إلى بارئها في سكينة وفي جمعة مباركة، تاركاً إرثاً من الفن والفكر والذكريات والمحبة في قلوب الملايين.
 
أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يمتعه بنعيم الجنة ويلهم أسرته وأحبته الصبر والسلوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق