مصر تحمى المصالح الفلسطينية.. كيف تحركت القاهرة لدعم الاشقاء منذ 7 أكتوبر حتى اليوم؟
الجمعة، 29 مارس 2024 09:10 م
دور بارز للدولة المصرية تجاه أزمة غزة.. التوسط لوقف إطلاق النار فى القطاع.. استمرار فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية للنازحين.. استضافة قمة القاهرة للسلام.. ومرافعة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية
القضية الفلسطينية، هي قضية العرب الأولى، ومحور اهتمام الدولة المصرية، ليس اليوم، وإنما منذ عقود طويلة، استكمالا للدور التاريخى الكبير لمصر وشعبها فى دعم حقوق الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتشكل مصر ركيزة أساسية ورمانة ميزان للأمن فى منطقة الشرق الأوسط والإقليم بأكمله.
ومنذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر، وقفت الدولة المصرية وقفة جادة وحازمة وبذلت جهود مكثفة من أجل وقف النزيف المستمر ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية فى غزة عبر عدة مسارات متوازية، أبرزها التصريحات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى وشددت على الوقف الفورى لإطلاق النار، تنظيم قمة القاهرة للسلام، الجهود الحثيثة لتنفيذ هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك عمليات الإنزال الجوى الأخيرة، بالإضافة إلى المرافعة التاريخية للقاهرة فى محكمة العدل الدولية، ولم تعتمد مصر فى التعامل مع تلك الحرب من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية فقط لحل الأزمة، وإنما اعتمدت ايضا على قوتها الناعمة والتى سيظل التاريخ يتحدث عنها للأجيال القادمة.
وحذر الرئيس السيسى من محاولات تهجير الفلسطينيين، وتأكيده على ضرورة استمرار تدفق المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة، وكثف الرئيس جهوده من خلال الاتصالات الهاتفية مع قادة وزعماء العالم وتأكيده للرئيس الأمريكى جو بايدن على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وأهمية حل الدولتين، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتحذيره من شن هجوم عسكرى على رفح الفلسطينية، والتأكيد على عدم إغلاق مصر لمعبر رفح منذ اندلاع الأزمة فى أكتوبر الماضي.
وفى أول تحرك مكثف وسريع، استضافت مصر قمة القاهرة للسلام للتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة، والرفض التام لوأد للقضية الفلسطينية وخطة تهجير الفلسطينيين وتمهيد الطريق أمام عملية السلام وإدخال المساعدات، والتشديد على أهمية التوصل لخارطة طريق ورفض تصفية القضية الفلسطينية.
وتواصل الدولة المصرية فتح معبر رفح البرى لدخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب استقبال مصر للجرحى والمصابين وإجلاء الرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية.
ونجحت الوساطة المصرية وجهود مصر الحثيثة فى وقف إطلاق النار بغزة لمدة 4 أيام، وتمديدها يومين آخرين بنفس الشروط السابقة، فى هدنة إنسانية شملت الإفراج عن بعض الأسرى والمحتجزين وادخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب استقبال مصر للعديد من مزدوجى الجنسيات، وبعض المصابين للعلاج فى المستشفيات المصرية.
لعبت مصر دورا بارزا فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة سواء كانت من حيث تقديم الغالبية العظمى منها، ودور مصر فى إدخال هذه المساعدات إلى القطاع، حيث تعد مصر قوافل المساعدات وانتظار دخولها عبر معبر رفح الحدودى إلى قطاع غزة أهمية قصوى.
وتواصل الدولة المصرية إسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية على قطاع غزة بالمشاركة مع التحالف الدولى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث نفذت مصر بالتعاون مع عدة دول عربية بشكل مكثف عمليات إسقاط جوى للحيلولة دون تفاقم أزمة الجوع التى تؤثر على أكثر من مليونى شخص، فى دليل آخر يؤكد على أهمية القضية الفلسطينية لمصر من الناحية الإنسانية قبل السياسية.
وأعلن العديد من الفنانين المصريين وكذلك لاعبى كرة القدم حرصهم على تحية فلسطين وأهالى غزة وكذلك الدعاء والتمنى لهم بالسلام وحثهم على الصمود، وكذا حث المواطنين على تقديم الدعم للقضية الفلسطينية وأهالى غزة.
وكثفت وزارة الخارجية المصرية جهودها للدفع نحو وقف إطلاق النار فى غزة، والتركيز على العواقب الإنسانية لحرب غزة، وتشكيل جبهة إقليمية ودولية داعمة للرؤية المصرية التى شددت على ضرورة تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتعد مصر أحد أبرز الوسطاء الرئيسيين فى الجهود الرامية إلى التواصل لاتفاق وقف إطلاق نار فى غزة وتأمين إطلاق المحتجزين، وقد أشاد عدد من قادة وزعماء العالم بالجهد المصرى وأعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن عن امتنانه لمصر وجهودها سواء على الصعيد السياسى أو قيادة عملية إيصال المساعدات.