مفاوضات «جنيف» الفرصة الأخيرة لإنقاذ سوريا.. مساعي دبلوماسية لإنهاء الخلاف بين المعارضة والنظام.. الأمم المتحدة متفائلة.. الاتحاد الأوروبي يعتبرها خطوة نهائية لحل النزاع.. وواشنطن تنصح باغتنام الفرصة

الأحد، 31 يناير 2016 08:06 م
مفاوضات «جنيف» الفرصة الأخيرة لإنقاذ سوريا.. مساعي دبلوماسية لإنهاء الخلاف بين المعارضة والنظام.. الأمم المتحدة متفائلة.. الاتحاد الأوروبي يعتبرها خطوة نهائية لحل النزاع.. وواشنطن تنصح باغتنام الفرصة

يبدأ الموفد الأممي إلى سوريا، اليوم الاثنين، مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف رغم التوتر الذي ساد بين الجانبين، أمس عبر تبادل اتهامات قللت من فرص نجاح المساعي الدبلوماسية التي تبذل لتقليص الهوة بينهما.

وأعلنت الأمم المتحدة في بيان مساء الأحد أن الموفد الأممي ستافان دي ميستورا سيلتقي الاثنين في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في اطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا.

وجاء في البيان أن دي ميستورا سيلتقي، الإثنين ممثلي نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذين سبق ان استقبلهم الجمعة، ثم يلتقي للمرة الاولى بشكل رسمي في الساعة 16،00 ت غ وفد الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة).

وكان رئيس الوفد السوري إلى جنيف سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري اتهم في وقت سابق المعارضة السورية بأنها "غير جدية" وتفتقر الى "المصداقية"، مؤكدا حرص دمشق على "الحد من سفك الدماء".

وأضاف الجعفري في أول مؤتمر صحافي منذ وصوله إلى جنيف الجمعة أن "الشعب السوري يواجه إرهابيين"، مشددا على أن الحكومة "لا تتفاوض مع إرهابيين" ولافتا إلى أن "أحدا حتى هذه اللحظة لا يعرف من هو الطرف الآخر" في المحادثات.

في المقابل، هددت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة بعيد وصولها مساء السبت الى جنيف وبعد 4 أيام من التردد قبل الموافقة على المشاركة في المحادثات، بانها ستنسحب منها في حال واصل النظام ارتكاب "الجرائم".

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط في مؤتمر صحفي إن "النظام ليس هنا لإيجاد حلول، ولكن لكسب الوقت لقتل المزيد من السوريين".

وذكر بمطالب الهيئة قبل الدخول في مفاوضات، وهي انهاء الحصار ووقف قصف المدنيين وإطلاق سراح الاسرى.

تفاؤل أممي
ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا الأحد عن "تفاؤله وتصميمه" على مواصلة جهوده.

وقال للصحفيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات "أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها".

وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على أداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام، متهما قوات الرئيس السوري بشار الأسد بتجويع المدنيين.

وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن "هذا الصباح، ونظرا الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من أهمية، أناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الأفضل"، مطالبا النظام السوري بالسماح بايصال المساعدات الإنسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا.

ورغم أن كيري وجه تصريحاته للطرفين، إلا أنه من الواضح أن رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن هذه المحادثات هي "الفرصة الأفضل وربما الوحيدة لوضع حد للنزاع السوري".

ومن أديس أبابا، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "جميع الاطراف على وضع الشعب السوري (...) فوق المصالح الفئوية".

وتريد القوى الكبرى التي طاولتها تداعيات النزاع، وابرزها التهديد الجهادي وازمة الهجرة، ان يتمكن السوريون من الاتفاق على حل.

لكن حجم الهوة بين الطرفين وحلفائهم لا يبعث امالا كبرى بتحقيق تقدم على المدى القصير او المتوسط.

وفي موازاة الجهود الدبلوماسية في جنيف، هزت تفجيرات الاحد جنوب دمشق اسفرت عن 50 قتيلا على الأقل وتبناها تنظيم داعش.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن وزارة الداخلية السورية "أن ارهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند احد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين".

واسفرت التفجيرات بحسب التلفزيون السوري عن سقوط "اكثر من 50 شهيدا واصابة اكثر من مئة اخرين" بجروح.

وأعلن تنظيم داعش بعد ظهر الأحد مسؤوليته عن التفجير في بلدة السيدة زينب، التي تقيم فيها غالبية شيعية.

وجاء في بيان التنظيم "تمكن جنديان من جنود الخلافة من تنفيذ عمليتين استشهاديتين على وكر للرافضة المشركين في منطقة السيدة زينب في دمشق، حاصدين نحو خمسين قتيلا وقرابة المئة والعشرين جريحا".

وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان على رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في وقت سابق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة