حسن البنا الصباح.. جماعة الإخوان الإرهابية على نهج «الحشاشين» (الحلقة الثانية)
السبت، 23 مارس 2024 11:00 ممحمد الشرقاوي
- على عشماوى آخر قائد للتنظيم الخاص للإخوان يكشف كيف تأثرت الجماعة بالفكر الباطنى وفرقة الحشاشين وكيف وصلوا إلى حد الإعجاز فى تنفيذ آليات السمع والطاعة
- الولاء والبراء لـ«حسن» عين الإيمان.. والبيعة والتنظيم الخاص لا يختلفان
- «نظام الملك» و«أحمد ماهر» أول من قُتل من مسئولى الدولة.. و«قاضى أصفهان» و«الخازندار» من القضاة
- حرقوا مسجد أصفهان الشهير وأضرموا النيران فى «رابعة العدوية».. وقتلوا العميد عادل رجائى وفرحوا بمقتل أمير جيوش مصر فى عهد الدولة الفاطمية
«الحشاشون» ليسوا مادة للسخرية، بكلمات من باب «يعنى شربوا كام سيجارة؟»، فلا ذنب للتاريخ فيما تعارف عليه العقل الجمعى، مع أن اللغة المليئة بمئات المترادفات مطاطة درجة أن تعرف اسمك انت كقارئ بعشرات التعريفات، فقبل أن تتهكم تعالَ نتعرف على واحدة من أشرس الجماعات التى عرفها التاريخ.
من هم الحشاشون؟ الذين يتناولهم المسلسل الدرامى الذى أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والذى تدور أحداثه فى إطار تاريخى فى القرن الحادى عشر، بشمال بلاد فارس، حول طائفة تتبع الطائفة الإسماعيلية، بل إنهم أكثر المخلصين لمذهبها العقائدى.
«الفدائيون»، هكذا عرفوا، كونهم رجالا لا يهابون الموت فى سبيل تحقيق هدفهم، يلقون الرعب فى قلوبهم الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جدا، وقبل أن تستهويك شجاعتهم، توقف لحظة للتاريخ كى يحكى، ويعرفك ماذا عليك أن تعرف؟
فكم من قاتل قتل نفسا باسم الدين؟ أولئك الخوارج، خوارج قدامى، وجدد، فلم يسلم عصر من العصور من استغلال الدين، فقديما خرجوا على على بن أبى طالب، مرورا بالحشاشين وحسن الصباح، وصولا للإخوان وحسن البنا، وتنظيم داعش الإرهابى وأبى بكر البغدادى.
الحلقة الثانية:
فور تولى جماعة الإخوان الحكم فى مصر فى عام 2012، فجأة سيطرت اللُحى البيضاء على كل كرسى إدارى فى الدولة، وتساءل المصريون: أين كان كل هؤلاء؟ توقف هنا معى للحظة، وفكر، هل سيطر الإخوان على الجهاز الإدارى فى مصر فى يوم وليلة، الإجابة بالقطع لا.
قد يختلف معى البعض، وانقسم المختلفون معى إلى طرفين، طرف يقول: إنهم «خلايا نائمة»، والثانى: «ثعابين غيرت جلدها لضمان البقاء والولاء»، فى النهاية لا يختلف الأمر كثيرا.
هذه المقدمة ما هى إلا مشهد تكرر قديما، وهو «الاستيلاء على قلعة ألموت»، يقول الدكتور محمد عثمان الخشت فى كتابه: «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى»: «أعد حسن الصباح العُدة بعد دراسة متأنية للمنطقة وحصونها وقلاعها ووديانها وجبالها، للحصول على قلعة (آلموت) التى تعتبر أحصن القلاع فى المنطقة وأقدرها على تحقيق الحماية لحسن وأتباعه.. أطلق رجاله فى المنطقة المحيطة بالقلعة، بل فى داخل القلعة ذاتها، واستطاع هو ورجاله جذب مزيد من الأنصار، بل استطاعوا التأثير على صاحب القلعة نفسه، واستطاع الدعاة تحويل صاحب القلعة العلوى إلى الإسماعيلية، الذى تظاهر بالانضمام إليهم، ولكنه عمل على إخراج جميع المنضمين إلى خارج القلعة، ثم أغلق أبوابها، ورفض دخولهم قائلا إنها ملك السلطان، ولكنهم استطاعوا التأثير عليه بعد مناقشات طويلة، فسمح لهم بالدخول».
يكمل الخشت: «عندما قدم حسن بن الصباح إلى المنطقة تمكن من استمالة أهلها إليه بقدرته الكبيرة على الإقناع وإظهاره الزهد والتقوى، حتى أن العلوى صاحب القلعة أعجب به وأحسن الظن فيه، لدرجة أنه كان يجلس إليه يتبرك به، ولما أحكم حسن أمره دخل يوما على العلوى بالقلعة، فقال له ابن الصباح: اخرج من هذه القلعة، فتبسم العلوى وظنه يمزح، فأمر ابن الصباح بعض بإخراج العلوى، فأخرجوه إلى دمغان، بعد أن أعطاه ثمن القلعة وسمح له بأخذ متعلقاته منها:
ظن الإخوان بأنفسهم خيرا وقالوا هذا مشروع نهضة عظيم، هكذا «الحشاشين» حين دخلوا «قلعة آلموت» تعاملوا من منطلق السلطة وكان هذا مقدمة وبال كبير.
بين حسن الصباح وحسن البنا الكثير، من وقائع التاريخ والسجلات، ومواقف تؤكد نهج الأحفاد، كل ما عليك أن تهدأ من روعك لنبدأ سويا رحلة بين الماضى والحاضر، رحلة مليئة بالفكر، والحركة، والتشويق.
الولاء لحسن عين الإيمان
تخرج جماعات الفكر المتطرفة «الولاء والبراء» من محله، فيتجاوز الله ورسوله، لقائد الجماعة والتنظيم، حتى لو تطلب الأمر الزج بالنفس فى الموت، ويبدو أن «الحشاشين» أول من برعوا فى ذلك، درجة أن جماعة الإخوان توقفت فى تأسيس نظامها الخاص أمام تأسيس «الفدائيين».
يقول على عشماوى، فى مذكراته «التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين»، آخر قائد لـ«التنظيم الخاص» للإخوان، إن الإخوان درسوا جميع التنظيمات العالمية حين حاولوا بناء «النظام الخاص»، وتأثروا جدا بالفكر الباطنى فى التاريخ الإسلامى، حيث كانت التنظيمات العباسية والعلوية وما صاحبها من فرق سرية، مصدرا أساسيا تم الرجوع إليه ودراسته والاستزادة بالأفكار الحركية فى كل تنظيم على حده.
وقال «عشماوى» فى مذاكراته التى اطلعت عليها «صوت الأمة»: «لقد كانت هناك وقفة شديدة أمام فرقة الحشاشين أتباع حسن الصباح، وكان الانبهار من وصولهم إلى حد الإعجاز فى تنفيذ آليات السمع والطاعة، وكيف كان آلاف الأتباع يسمعون ويطيعون حتى لو طلب منهم قتل أنفسهم، وكان منظر جماعة الإخوان «سيد قطب»، قبل انضمامه للإخوان يشبّه حسن البنا وجماعته بحسن الصباح زعيم جماعة الحشاشين».
البيعة لحسن الصباح كانت سرية، كذلك حسن البنا، فى مذكرات «فى نهر الحياة»، للدكتور عبدالعزيز كامل، العضو السابق فى النظام الخاص بالإخوان، ووزير الأوقاف المصرى الأسبق الذى كان يسميه حسن البنا «ابن دعوة الإخوان البكر»، قال إن طقوس البيعة فى التنظيم الخاص تتم داخل غرفة مظلمة لا يعرف من بداخلها ومن الشخص الذى يتحدث إليه بصوت خافت ومريب ليرشده إلى مراسم البيعة.
وقال عن أدائه لبيعة التنظيم السرى الخاص، إنه كان عليه أن يقسم يمين السمع والطاعة والكتمان وأمامه المصحف والمسدس، وأبدى اعتراضه على هذا الأسلوب، واصفا بيعة الانضمام للتنظيم الخاص بأنها أقرب إلى النظام «الماسونى» أو الجماعات السرية التى أفرزتها عهود التآمر، وقال إنه إذا كانت الأوامر تتعلق بعمليات عنف وقتل فمن الخطر أن تقوم على السمع والطاعة والكتمان، لأن هذا يعنى أنه لن تتم مناقشة الأوامر أو دوافع العمليات وأسباب القتل.
ويذكر كامل فى تجربته أثناء أداء قسم بيعة التنظيم الخاص، أنه حين دخل كى يبايع المرشد تعرف على صاحب الصوت الذى يتحدث معه أثناء البيعة، وهو صالح عشماوى الذى يعرفه كامل مسبقا، فقال له ممتعضا: «ما هذا يا عشماوى؟ وهل من الإسلام أن أضع يدى فى يد من لا أعرف؟ ثم ما هذه الأساليب التى أدخلتموها على عملنا ولا أساس لها من ديننا؟!»، فأجاب صالح عشماوى وكان عضوا فى مكتب الإرشاد ورئيس تحرير مجلة الإخوان: «هذا نظامنا»، والرد كان كافيا لشرح حقيقة هذا التنظيم.
فدائيو التنظيم الخاص
المسمى هكذا أشمل، ففدائيو الحشاشين والتنظيم الخاص لجماعة الإخوان لا يختلفان، كلاهما أقصى كل من وقف فى طريقه، وكشف أمره، فى كتاب «الحشاشين» لعثمان الخشت: «قبل موت السلطان ملك شاه بقليل استطاع أحد فدائيى حسن الصباح أن يقتل نظام الملك الوزير السلجوقى، والعدو الأول للحركة الألموتية، وكان قتل نظام الملك أول عمل اغتيال للحركة على مستوى كبير، وقد بدأت معه سلسلة من الاغتيالات المتوالية لكبار الشخصيات التى تعارض دعوتهم، من وزراء وقادة وأمراء بل وملوك، وحتى رجال الدين الذين كانوا ينتقدون الحركة لم يفتلوا من أيديهم».
كذلك التنظيم الخاص واللجان النوعية لجماعة الإخوان، كلاهما ترسخ فيه العنف بإيذان من المرشد الأعلى، فحسن الصباح هو من أعطى الضوء الأخضر لقتل مؤذن أصفهان، وهى أول عملية قتل نفذها الحشاشون، يدلل على ذلك طروحات مجلة النذير، مجلة جماعة الإخوان، منذ نشأتها عام 1938، حيث كتب عبدالرحمن الساعاتى (والد حسن البنا) فى العدد الأول للمجلة التى رأس تحريرها صالح عشماوى، وهو أول من أسند إليه إدارة «التنظيم الخاص»، مقالا بعنوان: «استعدوا يا جنود» يقول فيه «استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، امضوا إلى حيث تؤمرون، استعدوا يا جنود، فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر، وفى عيونهم عمى».
ولأن الإخوان لا يأتون بجديد فقد ساروا على نهج الحشاشين حتى فى اغتيالاتهم، فكان أول اغتيال ضد أكبر مسؤول إدارى بالدولة رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا فى 24 فبراير 1945، حين أطلق محمود العيسوى المحامى وعضو التنظيم الخاص الرصاص عليه وقتله داخل مجلس النواب، لأن ظن أنه كان السبب فى سقوط حسن البنا فى انتخابات مجلس النواب فى الإسماعيلية، وعقب الحادث تم القبض على كل من حسن البنا، ونائبه أحمد السكرى، وعبدالحكيم عابدين سكرتير الجماعة، ولكن تم إخلاء سبيلهم بعد أن ادعى القاتل كذبا انتماءه للحزب الوطنى، ولكن شهادة القيادى الإخوانى السابق الشيخ أحمد حسن الباقورى فى مذكراته «بقايا ذكريات» أثبتت أن العيسوى كان ينتمى للنظام الخاص الذى كان أعضاؤه مجهولين ولا يعرفهم سوى المرشد وقلة من قادة الجماعة، أما القاتل فهو على الأرجح لا يعلم أن خصمه ماهر باشا كان مناضلا ضمن قادة النضال الوفدى المسلح ضد الاستعمار البريطانى فى الثلاثينيات.
قتل القضاة.. من أصفهان للخازندار
فى عام 503 هجرية شنت الدولة السلجوقية هجوما عنيفا ضد قلعة الحشاشين «آلموت» لردعهم، فسقوطها يعنى سقوط أهم معقل لهم، بقيادة نظام الملك أحمد بن نظام الملك، مدفوعا بالكراهية والرغبة فى الانتقام لأجل أبيه نظام الملك وأخيه فخر الملك، الذين سقطوا على يد فدائيّى الحركة، وفق عثمان الخشت فى كتابه.
يكمل الخشت: «وفى محاولة لتخفيف للانتقام من السلاجقة أذن حسن الصباح باغتيال الوزير لكنها محاولة فشلت، وهى عملية جاءت فى إطار مجموعة متالية من الاغتيالات طالت قاضى أصفهان ونيسابور، القاضى عبيدالله الخطيب، قاضى أصفهان أثناء أدائه لصلاة الجمعة بجامع همذان، كما تمكن فدائيو آخر من اغتيال قاضى نيسابور فى شهر رمضان».
وفى 22 مارس 1948 تم اغتيال القاضى أحمد الخازندار، أمام منزله فى مدينة حلوان، أثناء توجهه إلى عمله، على يد شابين من جماعة الإخوان، وهما حسن عبد الحافظ (سكرتير حسن البنا) ومحمود زينهم، وذلك على خلفية إدانة أعضاء فى التنظيم الخاص فى قضية تفجير دار سينما مترو بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وفق الروايات التاريخية، فقد تم التحقيق مع حسن البنا ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، وحسب ما أوضحه العضو السابق فى التنظيم الخاص للجماعة عبدالعزيز كامل، فى مذكراته «فى نهر الحياة»، أن البنا كان قد دعا لاجتماع مع قادة التنظيم الخاص بعد اغتيال الخازندار، وقال أنا لم أقل سوى «لو حد يخلصنا منه»، أى أنها مجرد أمنية فهمت على نحو خاطئ من قبل قائد التنظيم الخاص آنذاك عبدالرحمن السندى، على أنه أمر بتنفيذ عملية الاغتيال.
كل ذلك لا يكشف إلا عن تصديق أعمى فالجماعة التى تربى عناصرها حتى اللحظة على نهج حسن البنا، وتتخذ منه مفتاحا للجنة، حتى أنها تحكى ذلك فى أناشيدها التى تزرعها فى عناصرها، واستمع لأنشودة «دعوة الإخوان»: «قل للمقاتل فى المحن سقط الجميع ولم تزل، نمشى على نهج حسن.. هذه الجماعة عزنا».
هل قتل الإخوان أمير الجيوش فى مصر؟
عفوا «الحشاشين»، ولكننا صرنا نتعامل من منطق أنهم فى كنف واحد، فلا يفرق القاتل ولكننا يفرق لدينا من قُتل، فى أكتوبر 2016 أعلنت حركة «لواء الثورة»، إحدى أذرع جماعة الإخوان الإرهابية اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة المدرعة فى شمال سيناء، وهو أكبر قيادة عسكرية تم اغتيالها من قبل الإرهابيين.
الحال لم يختلف كثيرا، ففى عام 515 هجريا / 1121 ميلاديا، قتل فى الثالث والعشرين من رمضان أمير الجيوش بمصر الأفضل بن بدر الجمالى، حيث تشير بعض المصادر إلى تورط فدائيّى آلموت وعملائهم، وابتهج «الحشاشون» ابتهاجا كبيرا لمقتل الأفضل، كما لم يخف الخليفة الفاطمى الآمر الممثل لجناح «الحشاشين» من الإسماعيلية المستعلية أن يخفى سروره.
كلاهما.. حرق بيوت الله
يبدو أن كل شىء يتكرر، حتى بيوت الله لم تسلم منهم، ففى نفس العام من اغتيال قائد الجيوش حرق «الحشاشون» جامع أصفهان الشهير، وهى الرواية التى سجلها كتاب «الحشاشين» لعثمان الخشت، يقول: «عاود حسن بن الصباح تكليف فدائييه بعمليات الاغتيال والتخريب للانتقام من معارضيه وإرهاب من يجرؤ على مهاجمته، ففى 515 هجرية قامت مجموعة من الفدائيين بحرق جامع أصفهان البالغ العظمة والذى كان مركزا للتيار السنى».
المشهد ذاته حدث فى 15 أغسطس 2013، حين أحرقت جماعة الإخوان مسجد رابعة العدوية بكل ما فيه من أسرار للتخلص من الجثث التى تم قتلها وتعذيبها، خلال الاعتصام الدموى، وإخفاء أدلة وجود الأسلحة والذخائر أو أية وثائق تُدين الجماعة.
حسن البنا الصباح
بعد كل هذا السرد والتنقل بين التاريخ علينا أن نهدأ قليلا لنكمل رحلتنا فى حلقة قادمة، ولكن قبل أن ننتهى، نقرأ معا ما ورد فى مذكرات المستشار الدمرداش العقالى، عن حياة منظر الجماعة سيد قطب: «كان سيد قطب خال زوجتى، وهو من قرية موشى التابعة لأحد مراكز محافظة أسيوط، وكان أحمد محمد موسى ابن شقيقته وشقيق زوجتى من أتباع حسن البنا وأحد المنخرطين فى صفوف الإخوان المسلمين، وكان سيد قطب إذا جاء إلى قريته والتقى مع ابن شقيقته الإخوانى ومعه عدد كبير من رفاقه أتباع حسن البنا، كان يكثر من سباب البنا أمامهم، وفى بعض المرات سمعته يسأل ابن أخته هذا: «ماذا فعل بك حسن الصباح وجماعة الحشاشين»؟!
يضيف العقالى: «كان سيد قطب كثيرا ما يعقد مقارنات بين جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة «الحشاشين» الشهيرة والتى ظهرت فى بلاد فارس ما بين القرنين الـ11 و13 ومؤسسها حسن الصباح، والذى كان سيد قطب يرى - فى ذلك الوقت من أواسط الأربعينيات - شبها كبيرا بينه وبين حسن البنا زعيم الإخوان المسلمين، فكان ابن أخته حين يسمع خاله سيد قطب يقول ذلك عن جماعته وزعيمها، يدخل فى شجار عنيف معه، لم يكن ينتهى إلا بتدخلنا لإنهائه».
وما كانت سخرية سيد قطب من الإخوان تنبع من فراغ، فثمة تشابه كبير بين الجماعتين جماعة «الدعوة» التى عرفت تاريخيا باسم «الحشاشين» وقد شكل مؤسسها وهو الشيعى الإسماعيلى «حسن بن على بن محمد الصباح» فرقة لاغتيالات خصومه، منهم كبير الوزراء نظام الملك السلجوقى الذى كان بمنزلة «رئيس وزراء».