شرايين الحياة المصرية إلى غزة لا تتوقف: إفطار للصائمين وإسقاط جوي ومعسكرات إيواء
السبت، 23 مارس 2024 10:00 ممحمد فزاع
- إفطار للصائمين وإسقاط جوى لمواد غذائية وطبية ومعسكرات إيواء للنازحين بالقطاع ومستشفى ميدانى بغرف عمليات مجهزة
- المجتمع المدنى يقود ملحمة مصرية شعبية لمساندة الأشقاء الفلسطينيين.. ومساعدات القاهرة تمثل 80% من إجمالى المساعدات الدولية
- القاهرة تطالب تل أبيب بإزالة القيود أمام دخول المساعدات عبر المنافذ البرية.. ومعبر رفح يواصل العمل بلا توقف
كعادتها مصر، تقف جنب الأشقاء الفلسطينيين ضمن دورها الإنسانى المعهود فى تاريخ الصراع العربى - الإسرائيلى، وفى شهر رمضان تجسدت ملحمة مصرية فى إدخال المساعدات، التى باتت شريان حياة لأهالينا فى فلسطين، إذ كثفت مصر عمليات الإسقاط الجوى للمساعدات الغذائية لسكان غزة، والقوافل الإغاثية، وصولا لتجهيز وجبات إفطار وسحور طازجة، وإيصالها يوميا عبر جسر برى جديد من أجل رفع معاناة سكان القطاع خلال العدوان الإسرائيلى المستمر منذ نحو 5 أشهر.
ومنذ اليوم الأول من رمضان، أطلق جسر لإغاثة الأشقاء بغزة من تبعات العدوان الإسرائيلى الغاشم، عبر متطوعين يوفرون وجبات إفطار للصائمين بقطاع غزة، ويجرى تجهيزها على الجانب المصرى، ونقلها يوميا لتصل فى موعدها.
الهلال الأحمر المصرى، بدوره أكد أنه يوميا يواصل رسالته خلال شهر رمضان بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى، ومن خلال المطبخ الإنسانى المخصص لهذا الغرض فى مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء بإعداد وتجهيز وجبات الإفطار والسحور الطازجة للنازحين بقطاع غزة، ونقلها عبر الجسر البرى الرابط بين المطبخ الإنسانى وقطاع غزة.
وتواصل الجمعيات الخيرية المصرية، تفعيل حملاتها الرمضانية السنوية، تحت إشراف التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وجرى إطلاق قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية وعلاجية للأشقاء الفلسطينيين فى رمضان، تضمنت 300 قاطرة محملة بأكثر من 3.5 ألف طن من المواد الغذائية، وأكثر من 90 طنا من الألبان وحفاضات الأطفال، و25 طنا من المياه، ونحو 190 طنا من الأدوات والمستلزمات الطبية، بالإضافة لنحو 117 طنا من الملابس والبطاطين الشتوية، وكذلك أكثر من 60 طنا من الأكفان والمراتب والخيام، ونحو 6 أطنان من المنظفات، وكرافانات حمام.
وأعلن بيت الزكاة والصدقات المصرى، الذى يشرف عليه شيخ الأزهر، نجاحه فى إدخال قافلته الخامسة لغزة، والتى ضمت 100 شاحنة بمشاركة 80 دولة، ليلحق به بنك الطعام المصرى، الذى أعلن تجهيز قافلته الخامسة لإغاثة غزة، مع استمرار أنشطته الرمضانية للمصريين.
إنزالات جوية
وبخلاف ذلك، جرى تنفيذ عملية إسقاط لمساعدات غذائية وطبية فى قطاع غزة، قامت بها القوات الجوية المصرية، بمشاركة عربية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتقديم جميع أوجه الدعم والمعاونة للأشقاء الفلسطينيين، وفى إطار دور القوات المسلحة المصرية الباسلة فى إغاثة المستضعفين.
وجاءت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى يوم الشهيد، لتكشف مدى تحركات مصر فى إدخال المساعدات الإغاثية للأشقاء، بالقول «إن مصر تسعى لأن تكون عامل استقرار وسلام فى المنطقة، ولا تشعل أبدا حرائق، ولا تدخر جهدا فى إدخال المساعدات بأى طرق متاحة».
وأوضح الرئيس سبب الإنزال الجوى للمساعدات بالقول «المساعدات التى قدمت، محدش بيقول ليه المساعدات بتدخل فى إسقاط جوى، وليس من المعابر، قلت لكم إننا فى مصر حريصين المعبر يظل مفتوح 24 ساعة، أى فرصة المساعدات تدخل بأى حجم طالما المعابر مفتوحة، والناس كانت تقول المعبر مقفول، قلت لكم المعبر مبيتقفلش، طب هم بيرموا فى الشمال ليه؟ عشان الشمال بعيد شوية؟ ولا عشان فيه تحديات أمام دخول المساعدات من المعابر؟».
كما أكد الرئيس السيسى، الأسبوع الماضى، خلال حواره مع الطلبة المستجدين بأكاديمية الشرطة، أن «مصر تسعى بكل جهد إلى التوصل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإنقاذ المدنيين الأبرياء فى القطاع من ويلات الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر»، مضيفا: «نحاول أن نوقف هذا النزيف.. نزيف البشر، ونزيف المنشآت أيضا، ونسعى لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، محذرا من خطورة عرقلة دخول المساعدات إلى غزة، واستخدام الغذاء سلاحا فى مواجهة المدنيين الأبرياء فى القطاع.
وأشار الرئيس السيسى إلى المبادرة التى انضمت إليها مصر للمساعدة فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عن طريق الجو بواسطة الطائرات، بالتعاون مع الإمارات وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى، مشددا على حاجة أهالى القطاع إلى آلاف الأطنان بشكل يومى، لتلبية احتياجات غزة، مؤكدا سعى مصر الدؤوب، للتوصل إلى هدنة فى غزة لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، وللحد من تأثير حالة المجاعة على أهالى القطاع والسماح للفلسطينيين فى وسط وجنوب القطاع بالتحرك فى اتجاه الشمال لأماكنهم.
إيواء النازحين
وعملت مصر على إنشاء معسكر إيواء ثالث للنازحين شمال محافظة دير البلح داخل قطاع غزة، كما تستعد لإقامة مستشفى ميدانى مصرى داخل قطاع غزة، يتضمن غرف عمليات مجهزة، وتهدف لإغاثة وإيواء وعلاج آلاف الفلسطينيين النازحين بفعل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
وبدأت الدولة المصرية، إقامة معسكر النازحين رقم 2، فى خان يونس بسعة 400 خيمة، ويسع لحوالى 4000 شخص، مزود بالكهرباء ودورات المياه، فى إطار سعى مصر للتخفيف عن الأشقاء الفلسطينيين، وستعقبه إقامة مستشفى ميدانى بمدينة رفح ومعسكر آخر شمال دير البلح، إضافة لتخصيص مركزى توزيع مساعدات برفح.
جهود لا تتوقف
وخلال الأشهر الماضية عملت القيادة السياسية على حشد مساعدات إنسانية لغزة بأحجام كبيرة، سواء من مصر أو من جميع دول العالم، التى أرسلت مساعدات لمطار العريش، وضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية، لإنفاذ دخول المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطينى من المعبر من قبل إسرائيل، الذى تكرر 4 مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالى القطاع.
ويشهد معبر رفح بين مصر والأراضى الفلسطينية على مدار الساعة حركة لا تتوقف، إذ تتحرك شاحنات تنقل مساعدات ومواد إغاثية، وتعود أخرى بعد تفريغ شحناتها، مع استمرار وصول جرحى ومصابين وحالات إنسانية، ودخول وخروج من غزة لوفود إغاثية دولية، ووفود أطباء يعملون فى مستشفيات ميدانية.
وتعمل على بوابة معبر رفح بين مصر وغزة، فرق مصرية إنسانية، تواصل جهودها منذ بدء العدوان، لتقديم الدعم للأشقاء، بينهم فرق متطوعين من الهلال الأحمر المصرى، الذين يرافقون الشاحنات، حتى وصولها لغزة، ويستقبلون الجرحى والمصابين، وكل قادم من غزة، لتقديم الدعم النفسى اللازم، بينما الفريق الطبى، يؤدى مهامه باستقبال الجرحى والمصابين، وإجراء الفحوصات الطبية، ثم تحديد المسار الطبى لكل حالة بالمستشفى المخصص لها، لتقوم بدورها فرق الإسعاف بنقلها إلى جهتها بسيارات إسعاف مجهزة.
وأعلن الهلال الأحمر المصرى، أن متطوعيه يعملون على مدار اليوم بمركز الإمداد الغذائى بالعريش على تجهيز السلل الغذائية، استعداد لنقلها عبر الجسر البرى الرابط بين مراكز الخدمات اللوجستية بالعريش وقطاع غزة منذ بداية الأحداث على مدار الساعة، كما تقوم فرق الهلال الأحمر بتسيير الشاحنات، وتوصيلها لمنطقة الانتظار اللوجستية على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وتمكن صندوق «تحيا مصر» من تنظيم 101 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة فى أول أسبوع فقط من شهر رمضان الكريم، وتضمنت مواد غذائية وألبان أطفال، وأجهزة غسيل كلوى، ومياه معدنية، وحضانات أطفال، وأجهزة تخدير، وملابس لمختلف الأعمار، وأجهزة تنفس صناعى، ومستلزمات طبية، وكميات ضخمة من الدعم الغذائى، وجميع الاحتياجات الضرورية، لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، بالتعاون مع بيت الزكاة والصدقات المصري، وبنك ناصر الاجتماعى، وشركة فينوس للكهرباء والإنارة، وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى، والمتبرعين، تحت شعار «نتشارك من أجل الإنسانية».
مطلب مصرى
وأكدت الخارجية، أن مصر تواصل بذل جميع الجهود من أجل تعزيز نفاذ المساعدات الملحة لغزة من خلال معبر رفح، وعبر الإنزال الجوى، مطالبة إسرائيل بإزالة العوائق والقيود التى تضعها أمام عملية دخول المساعدات عبر المنافذ البرية، ودعوتها لتشغيل باقى المعابر لإدخال المزيد من المساعدات، لتجنب تفاقم الوضع الإنسانى فى غزة.
وأعربت الخارجية المصرية عن ترحيب مصر لكل جهد يستهدف تخفيف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، من جميع الأطراف الدولية والإقليمية، التى أسهمت فى تيسير وصول تلك المساعدات عبر الممر البحرى.
وأوضحت البيانات الرسمية، أن حجم المساعدات التى أرسلتها مصر لقطاع غزة حتى 11 مارس 2024، بلغ 68493 طنا، بنسبة 80% من إجمالى المساعدات المرسلة، بينما قامت العديد من الدول على مستوى العالم، وبلغ عددها 38 دولة بالدور نفسه لمساعدة القطاع.