أبوعاصي: القرآن الكريم يرفض الصور النمطية السلبية للمرأة
الأربعاء، 20 مارس 2024 09:39 م
قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، إن اللغة العربية والمعنى العام للآيات لا يدعمان الفكرة القائلة بأن كيد الشيطان ضعيف مقارنةً بكيد المرأة.
وأشار أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن الشيطان، الذي يمتلك القدرة على الإغواء، لا يحتاج إلى اللجوء إلى الكيد لأنه قوي، بينما المرأة قد تلجأ إلى الكيد كوسيلة نظرًا لضعفها النسبي.
وفي تعليقه على الآية "واكيد كيدا"، بيّن الدكتور أبو عاصي أن كيد الله - إذا أخذنا اللفظ على ظاهره - يعني أن مكر الشيطان ومؤامراته لا يمكن أن تثبت أمام إرادة الله، مؤكدًا على عدم وجود مقارنة بين كيد الشيطان وكيد المرأة، وأضاف أن كيد المرأة قد يُعتبر عظيمًا في مقابل كيد الإنسان، لكن لا يمكن مقارنته بكيد الشيطان.
وأكد أن القرآن الكريم يرفض الصور النمطية السلبية للمرأة، مشيرًا إلى أن كيد الشيطان يُعتبر ضعيفًا بالمقارنة مع قدرة الله، وأن ما يُشاع عن كيد المرأة يجب أن يُفهم في سياقه الصحيح، وهو المقارنة مع الرجل فقط وليس بالنسبة لله.
وأضاف أن الثقافة السائدة التي تصور المرأة على أنها شر مطلق هي نتاج تفسيرات خاطئة ومغلوطة منتشرة في العديد من الكتب وعلى ألسنة بعض المفسرين المحدثين والوعاظ.
وأوضح أبو عاصي، أستاذ أن القرآن يتعامل مع الأقوال والأفعال بثلاث طرق: الرفض، التأييد، أو السكوت، مشيرا إلى أن القرآن يرفض ما يرفضه العقل والمنطق، كما في مسألة كيد الشيطان، مؤكدًا أن القرآن لا يقصد تفضيل كيد المرأة على كيد الشيطان.
ولفت إلى أن القرآن يؤيد الحقائق والمنطق، حتى لو صدرت عن غير المسلمين، كما في قول الملكة بلقيس: "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة"، والذي أكده القرآن بقوله: "وكذلك يفعلون"، وأكد أن هذا التأييد يعبر عن موقف القرآن من الحق والعدل، بغض النظر عن الدين أو العقيدة.