«زقزوق» بمعرض الكتاب: مظاهر التخلف دفعتنا لتجديد الخطاب الديني
الأحد، 31 يناير 2016 11:11 ص
أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، أن تجديد الخطاب الديني كان يجب أن يسبقة تجديد الفكر الديني؛ لأنه إذا تغير الفكر سيتغيير الخطاب من تلقاء نفسه، وهذا هو سبب عدم حدوث تطور أو تجديد به حتى الآن.
جاءت تصريحات «زقزوق» خلال ندوة «تجديد الفكر الديني»، بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، بمشاركة الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية.
وقال «زقزوق»: «إن هناك العديد ممن يقفون في وجه تجديد الفكر الديني بحجة أنه سيهدم ثوابت الدين، والبعض الآخر لا يريدون أن يسيروا في طريق تغيير الفكر الديني لنهايته».
وأشار إلى أن الفكر الديني يجب أن يكون متجددًا؛ نظرا لأن النصوص الدينية محدودة، لكن وقائع الحياة غير محدودة، ومن هنا تأتيأهمية تواجد ذهن مستنير ومتفتح للتصدي لقضية الفتوى لحل الأمور التي تواجه المسلميين.
ولفت إلى أن تجديد الفكر الديني يستدعي معه إعمال العقل الإنساني؛ لأنه بدونه لن يكون هناك تجديد، باعتبار الفكر قاطرة التقدم الإنساني، وهذا الفكر إذا سار في الطريق الصحيح سيصل في النهاية للسلامة، أما إذا ظل الفكر منغلقًا سيؤدي إلى الجمود في النهاية.
وأوضح أن التجديد ليس بعيدًا عن الإسلام، مستشهدًا بحديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، كما أن الدين نفسه به عدد من الثوابت، وبعض آخر من المتغيرات، مؤكدًا أن القرآن أسند التغيير لإرادة الإنسان، مستشهدًا بقول الله تعالى "إن الله لا يغير بما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وهذا يدل أن التجديد يقود للتقدم للأمام.
ولفت إلى أن هناك العديد من مظاهر التخلف التي تدفعنا للتجديد، على رأسها إغلاق باب الاجتهاد، بعكس ماورد عن الرسول "صلى اللى عليه وسلم" الذى شجع على الاجتهاد، وحتى أئمة المذاهب انفسهم كان موقفهم في منتهى الروعة من قضية الاجتهاد بعدم استئثارهم بالرأي.
واستطرد «إن التراث يجب أن نضيف إليه حتى يفهمه المسلمون، باعتبار أنه كلام بشر، وبالتالي علينا أن نعمل عقولنا في تراثنا، وأن نصحح مسار التعليم في مصر لتجديد الفكر الديني.
وقال الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية:إن كل ما فيالآيات القرآنية هي أقوال بمعنى أن هذه الأقوال هي خطاب».
وأضاف: «إذا تحدثنا عن تجديد الخطاب والفكر الديني لا يجب أن ننسى الواقع الديني الذي يتغير، فالذي يقرأ القرآن يشعر بالبيئة البدوية الصحراوية البدائية، باعتبار أن القرآن نزل في مثل هذه البيئة».
ولفت إلى أن حركات الإصلاح الديني منذ ما يقرب من مائتي عام مهمومة بتجديد الخطاب والفكر الديني، لكن لم يحدث تجديد، وأصبح التقليد هو المنهج السائد وليس التجديد.