وأكد الدكتور عمرو الشوبكي أن تطوير كل الصناعات يعتبر أمرًا غير وارد، ولكن يمكن التركيز على صناعات معينة لتحقيق تقدم وابتكار، مما يمكن الدولة من أن تبرز بتميز في هذه الصناعات، واستخدم محمد صلاح كنموذج لتوضيح الفكرة، حيث يمكن تطبيق نفس المبدأ على تجربته في مجال كرة القدم، يتعين علينا التركيز على تطوير عناصر اللعبة ودعم الاتحادات الكروية بآليات محددة، مما يؤدي إلى استثمار فعال في هذا المجال، مما يسهم في نشر نماذج ناجحة مثل محمد صلاح وتعزيز الاحترافية في هذا القطاع.
وأشار إلى أن محمد صلاح لا يقتصر تأثيره على المجتمعات الغربية فقط، بل استطاع أيضًا التأثير في الثقافة العربية. وأوضح أن صلاح لم يقتصر على التأثر بالمجتمعات الغربية فقط، بل قام بتطوير ذاته، وهذا التأثير والتأثير في تطبيقه على منظومة كرة القدم، أدى إلى تأثير إيجابي يظهر في نجاح العديد من اللاعبين المصريين والأفارقة والقادمين من أمريكا الجنوبية في تلك المجتمعات الغربية.
وأشار عمرو الشوبكي إلى أنه يجب ألا نفهم تجربة محمد صلاح بنفس النمط الذي ينطبق على لاعبين آخرين، مثل زين الدين زيدان، الذين انتقلوا للعب في منتخبات دول أخرى وأصبحت لديهم تجارب مختلفة. بالنسبة لمحمد صلاح، فإن الوطن يظل مكانًا هامًا في وجدانه، ولم يتخل عن هويته المحلية لصالح هوية عالمية.
وتابع: "صلاح اختار أن يكون مواطنًا محليًا متقدمًا وفتحًا على العالم، وهذا هو النموذج الذي يجب أن يُحتذى به، لو أُتيحت له الفرص والإمكانيات، لكان لديه القدرة على الاستمرار ضمن النظام المحلي، على عكس بعض الشخصيات المصرية الكبيرة مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، اللذين يتحدان حب الوطن والعمل على تقديم الإسهامات الإيجابية لصالحه".
وأوضح أن فكرة النجم الأوحد في كرة القدم ليست واقعية، حيث لا يمكن للنجم الأوحد تحقيق الانتصار بمفرده حتى اللاعب ميسي، الذي يُعد لاعبًا استثنائيًا، لم يستطع أن يحقق لبلاده كأس العالم إلا بعد إصلاح النظام الكروي في الأرجنتين. لذا، يُظهر ذلك أهمية النظام الكروي ككل في تحقيق النجاح، وليس الاعتماد الكامل على لاعب واحد
وفي رأي الكاتب طارق إمام، يتميز كتاب "عالم مو" بأنه صعب التصنيف، إذ يجمع بين السياسة والأدب والفلسفة، يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، حيث يكتسب كل قسم مرجعتيه الخاصة، ويعتمد الجزء الأول على البعد الفلسفي، بينما يعتمد الجزء الثاني على الخبرة الشخصية، ويتجه الجزء الثالث نحو المتن التخييلي بتوظيف الفلسفة والحقائق، مما يجعل الكتاب يمتاز بالتنوع والتعقيد.
ويؤكد إمام على أن لغة الكتاب تميل إلى التجريد، حيث يتم ربط الفلسفة بالنصوص بشكل متقن. ويُظهر الكتاب براعة في توظيف السرد وربط الخيال بالواقع، مما يضيف بُعدًا إبداعيًا للنص.
ويشير إمام إلى أن الكتاب يقوم بإعادة تشكيل الروابط بين المعاني الفلسفية والشعرية، حيث يستعرض نجاح محمد صلاح في إنجلترا ويصوّره كغزو لمصر لملعب آنفيلد الإنجليزي. ويُبرز الكاتب المقارنة بين هذا الغزو وحملة نابليون بونابرت، مظهرًا بذلك براعة الكاتب في دمج الثنائيات بشكل مبدع.
وفي تجسيد لمعاني العدالة، يُعد الكتاب واحدًا من أذكى المداخل نحو الدلالة الإجمالية، حيث يُظهر الكاتب ببراعة قيامه بتصوير العدالة بواسطة كرة القدم، حيث تكون كل جوانب الكرة متساوية مقارنة بمحيطها. كما ينتقل الكاتب ببراعة بين النسق الفلسفي والسردي، ويستعين بجمل لاعبين مرتبطة بنفس المقولات لأشهر الفلاسفة.
من جانبه، أكد الدكتور ياسر قنصوة على أن الفلسفة تجذب كل ما يتعلق بعناصر الحياة، وفي هذا الكتاب، حاولت أن تحول الفلسفة من درس نظري إلى تطبيق عملي في الحياة، حيث كانت الفلسفة مرتبطة بالحياة منذ بدايتها مع الفلاسفة اليونانيين في العصر القديم".
وأضاف أن دافعه للكتابة عن محمد صلاح كحالة، جاء عندما قرأ بيت شعري لمحمود درويش الذي يتغزل في مارادونا، هنا قرر أن يكتب عن محمد صلاح كحالة وليس مجرد لاعب كرة، واكتشف أثناء الكتابة أن كل ما يحدث في كرة القدم يعكس ويحدث في الحياة.