تقارير إعلامية عبرية.. المقاومة الفلسطينية تحارب إسرائيل بسلاح تل أبيب
الخميس، 01 فبراير 2024 10:47 م
من أين تحصل الفصائل الفلسطينية على الأسلحة لمواجهة ترسانة الحرب الإسرائيلية؟ سؤال يطرح نفسه لدى العديد من المتابعين للأحداث الجارية في قطاع غزة، منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي 2023، المفاجأة أن تلك الأسلحة التي تقاتل بيها المقاومة الفلسطينية هي قادمة من مخازن تل أبيب نفسها، وذلك وفق لتقارير إعلامية عبرية وغربية.
في شهر يونيو من عام 2023، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه تمت سرقة كمية كبيرة من الذخيرة تقدر بنحو 30 ألف رصاصة من مخزن تسيئيليم، علما أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض مخازن القاعدة العسكرية لسرقة الذخيرة والأسلحة والعتاد العسكري.
حينها تم الإعلان عن تحقيق تجريه الشرطة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في ملابسات سرقة كميات كبيرة من الرصاص والذخيرة لبنادق من طراز "إم-16" (M-16)، من القاعدة العسكرية تسيئيليم في صحراء النقب جنوبي البلاد.
حينها أيضا كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن إخفاق في القاعدة العسكرية المذكورة وخلل في نظام الحراسة، حيث تم الكشف عن ثغرات في سياج القاعدة، الأمر الذي مكّن اللصوص من التسلل والدخول إلى مخزن محصن وسرقة عشرات آلاف الذخائر والرصاص.
وفي 20 سبتمبر 2023، فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا مشتركا مع الجيش الإسرائيلي حول ملابسات قضية سرقة دبابة من قاعدة عسكرية إسرائيلية للتدريبات الليلة بالقرب من مفترق الياكيم، شمالي إسرائيل، واعتقلت الشرطة بوقت لاحق شخصين للاشتباه بتورطهما بالقضية.
وأشار بيان إلى أن الحديث يدور عن هيكل دبابة من طراز "ميركافا 2" خرجت من الخدمة قبل سنوات طويلة، ولا تحتوي على وسائل قتالية، وأجهزتُها غير فعالة، وكانت موضوعة بمنطقة إطلاق نار مفتوحة للمتنزهين، واستُخدمت بوصفها مركبة ثابتة لتدريب الجنود.
بعد عمليات السرقة أوضح مراسل شؤون عسكرية في وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي بات في جل اهتمام العصابات التي وضعت مخازن القواعد العسكرية كهدف دائم، لسرقة الذخيرة والبنادق والعتاد العسكري الذي يباع في جميع أنحاء البلاد، في حين تصل كميات كبيره منه إلى التنظيمات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية.
واعترفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فى عدة مناسبات عن سرقة أسلحة وأدوات قتالية من مستودعات الجيش الإسرائيلى والصناعات العسكرية، موضحة أن آلاف قطع السلاح تأخذ طريقها من هذه المستودعات سنويا وتباع بالسوق السوداء سواء فى المناطق العربية داخل الخط الأخضر، أو فى الضفة الغربية.
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلى فى بيان قبل سنوات بسرقة 323 بندقية "إم 16" (M16)، و75 بندقية "إم 4" (M4)، و84 بندقية من طراز "تافور"، و32 رشاشا من طراز "نيغيف" و"ماغ"، و13 مسدسا من طراز "غلوك"، و82 قاذف بندقية، و527 قنبلة يدوية، و47 صاروخا من طراز "لاو"، و37 قاذف قنابل، و386 عبوة ناسفة، و12 قنبلة إنارة، و35 صندوق ذخيرة، و500 ألف رصاصة حية.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلى قام بالتحقيق فى سرقة "نحو 70 ألف طلقة و70 قنبلة يدوية" سرقت من إحدى قواعده العسكرية فى الجولان السوري.
خلال عام 2021، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن سرقة أكبر سرقة من الذخائر فى تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلى، وشملت أكثر من 93 ألف رصاصة عيار 5.56 ملم من مخبأ مركز التدريب الوطنى للجيش الإسرائيلى، قرب كيبوتس تسيئيليم فى النقب، حيث أظهرت تحقيقات الجيش الإسرائيلى أن عملية السرقة تمت بمساعدة جنود وجهات من داخل القاعدة العسكرية للصوص.
واعتبرت هذه العلمية أكبر سرقة من مخازن ومستودعات فى تاريخ الجيش الإسرائيلى، خاصة فى المعسكر البعيد عن المناطق السكنية، الذى شهد عشرات السرقات للأسلحة والمعدات العسكرية فى العقد الماضي.
وفي نوفمبر 2022، تم اختراق قاعدة الصنوبر العسكرية في الجولان السوري المحتل، وسرقة عشرات البنادق، و70 ألف رصاصة و70 قنبلة يدوية.
وفى المقابل، كشفت تحقيقات فلسطينية عن قائمة بأسعار قطع السلاح التى تباع فى السوق السوداء، حيث يحقق منها تجار إسرائيليون بالتعاون مع نظراء فلسطينيين أرباحًا طائلة، فعلى سبيل المثال قد يصل سعر بندقية "M16" إلى أكثر من 30 ألف دولار، بينما يبلغ سعر الرصاصة الواحدة نحو 3 دولارات.
ووفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن العصابات تحصل على دعم ومساعدات من داخل القواعد العسكرية ومن بعض الجنود والحراس، حيث تباع الذخيرة والأسلحة إلى عصابات الجريمة المنظمة بإسرائيل، كما أن كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة يتم بيعها للفصائل الفلسطينية بالضفة الغربية.
ونشرت صحيفة " نيويورك تايمز" تقريرا كبيرا قالت فيه إن مسئولى الجيش والاستخبارات فى إسرائيل توصلوا إلى استنتاج بان عدد كبير من أسلحة حماس التى استخدمتها فى عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر وفى مواجهة إسرائيل فى غزة، قد جاءت من مصدر غير مرجح، وهو جيش إسرائيل نفسها.
وذكرت الصحيفة أنه على مدار سنوات، ظل المحللون يشيرون إلى طرق التهريب السرية عبر الأنفاق لتوضيح الكيفية التى ظلت بها حماس مسلحة بقوة، على الرغم من الحصار العسكرى الذى فرضته إسرائيل على قطاع غزة.
إلا أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أوضحت المدى الذى استطاعت به حماس أن تصنع صواريخها والأسلحة المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التى لم تنفجر عندما ألقتها إسرائيل على غزة، وفقا لخبراء الأسلحة ومسئولى الاستخبارات الإسرائيليين والغربيين. وتقوم حماس حاليا بتسليح مقاتليها بأسلحة مأخوذة من القواعد العسكرية الإسرائيلية.
وكشفت المعلومات الاستخباراتية التى تم جمعها خلال أشهر القتال أنه مثلما أساءت السلطات الإسرائيلية تقدير نوايا حماس قبل السابع من أكتوبر، فإنها قللت من تقدير قدرتها على الحصول على أسلحة.
وما أصبح واضحا الآن، بحسب الصحيفة، أن نفس الأسلحة التى استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض حصار على غزة على مدار الـ 17 عاما الماضية، يتم استخدامها الآن ضدها. وقد مكنت المتفجرات الأمريكية والإسرائيلية حماس من إغراق إسرائيل بالصواريخ، ولأول مرة التسلل إلى مدن إسرائيلية من غزة.