حضور كبير فى دورة استثنائية لمعرض الكتاب.. وزيرة الثقافة تشهد ندوة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حول دور الإعلام فى توثيق جرائم الاحتلال
الخميس، 01 فبراير 2024 02:34 م
تواصل الدورة الاستثنائية الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ55، والمقامة فى مركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، تسجيل أرقام قياسية لاستقبال الجمهور، الذى تصدر المشهد الثقافى الأضخم فى الشرق الأوسط، وتنوع الجمهور ما بين الشباب والكبار وأيضا الأسر التى حرصت على اصطحاب أطفالهم للمشاركة فى المحفل الثقافى سواء باقتناء الكتب أو المشاركة فى حضور الفعاليات والأنشطة التى تقام على أرض المعرض، الذى يستمر حتى 6 فبرير 2024.
ووصل حجم الزوار إلى 1993798 زائرا، مقتربا من المليون الثانى خلال 6 أيام من استقبال الجمهور، وهو رقم قياسى غير مسبوق منذ انتقال معرض القاهرة الدُولى للكتاب لمقره الجديد بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وأثنت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، على حرص الجمهور على حضور المعرض، الذى انعكس فى إحصائيات عدد الزوار اليومية واقتراب العدد اليوم من المليون الثانى، مضيفة: يشهد المعرض حالة من الزخم الثقافى والفكرى والفنى، ومن اللافت هذا العام حرص آلاف الأسر من القرى والمدن من خارج العاصمة على تنظيم رحلات يشارك فيها الآلاف من جميع الفئات العمرية إلى المعرض فى مشهد حضارى يعكس وعى المصريين وحرصهم على أن يكونوا جزءا من هذا الحدث السنوى الاستثنائى.
ويواصل جناح هيئة قصور الثقافة بمعرض الكتاب استقبال كثيف لرواد المعرض، خاصة على الكتب المخفضة، التى تتراوح أسعارها من 1 جنيه وحتى 5 جنيهات، حيث يقدم الجناح مجموعة من الكتب المتنوعة منها كتب الشعر والقصص القصيرة والروايات، وذلك تحت عنوان كتب النشر الإقليمى والتى تباع بسعر 1 جنيه للكتاب الواحد، ويمكنكم اقتناء 100 كتاب بـ 100 جنيه فقط، وتضم مجموعة كبيرة من الإصدارات، ومنها «بحضن خيالى فى وحدتى - المرسال - وردة للريح - نبات قطرى - سجرة قاسم - مارس وملايكة الزهر الندى - الشعر إذا تنفس - لوحة بلون الأرض - أحلى طلة تابلت صينى - الشعر نداهة - الباب الغربى - مانيكان - وليال شعر- فى ربوع الوادى - نصوص إلى امرأة عارية - أناشيد التراب - ليلى - دوامة - قبل ما يوحى إليك - شوط القبس - امرأة ثورة - العراف - لولاك يا قمر - شوط القبس - قصائد فرت من الحرب».
كما تضم مجموعة النشر الإقليمى مجموعات قصصية سعر الكتاب 1 جنيه فقط ومنها «عصافير الليل - النصاب والطماع - عما قد سلف - مدينة للنسيان - شجر التوت الأسود».
وشهد المعرض انتشار عدد كبير من الكتب التى تتحدث عن الفن، بجوانب مختلفة سواء سينما دراما موسيقى، وارتباطه الوثيق بالمجتمع المصرى وأحداثه المختلفة، فى السياسة والوطنية.
ومن هذه الكتب: كتاب الغناء بين الفن والسياسة، والتى تصدرت غلافه السيدة أم كلثوم، إعداد ناهد عبدالحميد، وكتاب آخر عن الخطاب السياسى فى السينما المصرية للدكتورة مريم وحيد، والكتاب الآخر عن السينما القبطية والأفلام الكنائسية، لنادر عدلى، وروايات يوسف السباعى بين الواقع والشاشة الدكتور إسلام على جعفر.
وتوافد زوار المعرض على جناح «شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات»، لاقتناء العديد من شرائط الكاسيت القديمة، وقال أحمد إسماعيل، مسؤول الجناح، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن أسعار شريط الكاسيت الواحد تبدأ من 5 إلى 10 جنيهات، كما أن الجرامافون يعرض بخصم 25% بمناسبة وجوده بالمعرض، إذ إنه يباع بـ 8400 جنيه بعد الخصم.
وأضاف أحمد إسماعيل، أن نسبة الإقبال على شراء الكاسيت القديمة تأتى للفنان عبدالحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم ووردة ومحمد عبدالوهاب.
منتجات سيناوية.. ووسط أجواء وفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقف شاب سيناوى يعرض منتجات سيناء من زيت الزيتون والزعتر والمرمرية والعجوة لزوار المعرض.
وقال زياد أبو عيطة لـ«اليوم السابع» حضرت من الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بمنتجات سيناوية، والتى لاقت قبولا كبيرا من رواد المعرض، مضيفا لأول مرة أشارك فى معرض الكتاب والتجربة الأولى لى أسعدتنى كثيرا وأتمنى المشاركة فى المعرض كل عام.
أسعار متفاوتة.. كما تتفاوت أسعار الكتب فى المعرض بين الأرخص ثمنا وهى الكتب التى تندرج تحت مبادرة الكتب المخفضة والتى تبدأ من 1 جنيه وحتى 20 جنيها، والأغلى ثمنا والتى تندرج تحت الموسوعات التى تتكون من مجلدات عديدة، ووفقا للقيمة الثقافة والعلمية وندرة وجودة الكتاب التى يقدمها الكتاب الأغلى من حيث سعره المادي، والموجه إلى فئات معينة من جمهور وزوار المعرض الذى يعد واحدا من أهم معارض الكتب فى العالم العربى والأجنبى.
وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024، كتب تتفاوت قيمتها المادية، والمتنوعة بين دور النشر العربية والأجنبية، وتمثلت فى الكتب التى تعد بمثابة مرجع هام للطلبة والمتخصصين والأكاديميين.
ومن بين أغلى كتب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024 هو سلسلة نجاح القارى لصحيح البخارى، وهى عبارة عن 31 مجلدًا، داخل جناح الكتب الدينية بقاعة 4 ويبلغ سعر السلسلة 52 ألفا و560جنيها.
كما يوجد سلسلة موسوعة فتح الفتاح، وهو عبارة عن 71 مجلدا، داخل جناح الكتب الدينية، ويبلغ سعره 50 ألف جنيه.
ومن الكتب الأعلى سعرا فى معرض الكتاب سلسلة مسند الإمام أحمد بن حنبل وهى عبارة عن 52 مجلدا، ويبلغ سعرها 31500 جنيه، وسلسلة ابن الملقن «التوضيح – لشرح الجامع الصحيح» والمكونة من 35 مجلدًا، وتبلغ قيمتها 25 ألف جنيه.
كما يعد المعرض ساحة متميزة لاستقبال كبار الشخصيات العامة سواء الفنية أو الرياضية أو السياسية، إذ استقبلت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، إرنستو بيياجاس، وزير السلطة الشعبية للثقافة بجمهورية فنزويلا، فور وصوله لمصر للمشاركة بفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب.
واستضاف المعرض فى لقاء مفتوح ارنستو فيجاس، وزير ثقافة فنزويلا، والذى قال: مشاعر كبيرة أحملها إليكم من بلدى تعبرا عن الأخوة بين مصر وفنزويلا، وهذه المشاعر تأتى بفضل الزعيم جمال عبدالناصر.
كما حل خوسيه بورجينو الأمين العام للاتحاد الدولى للناشرين، ضيفا على معرض الكتاب، والذى قال : تعمل مؤسساتنا بجهد من أجل الحفاظ على الملكية الفكرية، بدون حقوق النشر يصبح العالم هش، فهو ضرورى لكل دولة من أجل الثقافة، فهى ركيزة وأساسية فى بناء المجتمع والأعضاء والشباب، ولا يمكن أن يتجزأ من حرية الرأى.
وأضاف: يضم حقوق النشر صناعة الأفلام والموسيقى والرسم، فهو يشكل كل عناصر الإبداع والتصميم، متسائلا: «كيف يمكننا تحسين هذا الموقف، والحفاظ على حقوق النشر حول العالم، ويجب أن يتمتع المؤلفون والناشرون بحق الحفاظ على مجهودهم ووقتهم فى أعمالهم، ويتاح للحكومات منع القراصنة، وسرقة الأعمال».
كما ذكر الأمين العام لاتحاد الدولى الناشرين: «لذلك يجب على البرلمانيين سن قوانين قابلة للتنفيذ لحذف الموضوعات والملفات المسروقة عبر الويب وتشجيع المنصات على العمل من أجل حرية الإبداع وأنا والاتحاد الدولى للناشرين على استعداد لتقديم كل الدعم والمساعدة فى الملكية الفكرية فى مصر، وأثنى على المبادرة الدولية لحقوق النشر، على استعداد للعمل مع السلطات المصرية لدعم حقوق النشر وحفظها».
كما استضافت القاعة الدولية، «ضيف الشرف»، ضمن المحور الثقافى الفكرى المصرى النرويجى، الكاتبة النرويجية «لين ستالسيبرج» صاحبة كتاب «الليبرالية الجديدة ولماذا من المهم معرفتها».
وفى لفتة جديدة، تم عرض رسالة فيديو لصاحب جائزة نوبل «يون فوسه»، ضمن المحور الثقافى الفكرى المصرى النرويجى، وكانت الرسالة موجهة لجمهور معرض الكتاب، حيث قدم فيها الكاتب نفسه ورحب بتواجده فى المعرض، وقال: «مرحبًا، أنا يون فوسه، روائى وكاتب مسرحى وشاعر نرويجى، احترفت الكتابة لأكثر من أربعين عامًا وألفت ما يصل إلى سبعين كتابًا حتى الآن».
الإعلام والاحتلال
من ناحية أخرى، شهدت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة الندوة التى نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى نسخته الـ55، حول «دور الإعلام فى توثيق جرائم الاحتلال» بمشاركة السفيرة مشيرة خطاب،رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، والكاتب الصحفى د. محمود مسلم، رئيس لجنة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، والكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ورئيس تحرير مجلة روزاليوسف، النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وناجى الناجى، المستشار الثقافى والإعلامى لسفارة دولة فلسطين.
وقالت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الوضع فى قطاع غزة، كارثة إنسانية، ولكن تطور الأحداث يشير إلى أن المحتل الإسرائيلى، يتعرض لهزيمة نكراء، موضحة أن عريضة الاتهام من جنوب أفريقيا، وقرار محكمة العدل الدولية، بتوجيه الاتهام لسلطة الاحتلال، بارتكاب جرائم ترتقى لجرائم الإبادة الجماعية، خطوة مهمة.
وأضافت، خلال الندوة، أن الرأى المبدئى للمحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة ووصول المساعدات وتوفير الحماية للمدنيين، ينم عن ضرورة وقف إطلاق النار، كما أشادت بالدور المصرى، فى هذه الأزمة، خاصة فى ملفات التوسط وتقديم المساعدات والتفاوض على وقف إطلاق النار وإطلاق سرائح الرهائن، مؤكدة على أن الدور المصرى محورى ومشرف، وأشارت إلى أن الأزمة الحالية، أبرزت قوة الفلسطينيين والدور المصرى، فى مواجهة الأزمة، وكذلك منظمات المجتمع المدنى.
وقال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس لجنة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، إن القضية الفلسطينية أو الحرب الإسرائيلية على غزة، كشفت الكثير من التأكيدات عن الإعلام الدولى من قبل، موضحا أنها تأكيدات متعلقة بارتكاب جرائم مهنية، وضرب نموذجا، بحجم التضاد فى المواقف الإعلامية، معطيا المثل بموقف الإعلام الدولى فى الحرب فى أوكرانيا، وحدوث عكس ما قدمته، خلال الحرب فى غزة، مؤكدا أن الحرب، ساهمت فى رؤية العالم، لسقوط كبير لصحف ومواقع وقنوات وأجهزة مخابرات دولية، فى وقائع متعددة.
وأوضح أن الإعلام المصرى، كان له دور مهم فى هذه القضية؛ إذ إنه كان مصدر التحليل والمعلومة الرئيسى فى هذه الحرب، مشيرا إلى أن الإعلام المصرى، فى السابق، كان بعيدا فى كل حروب غزة، لكن فى 2023، لعب دورا مهما فى الأخبار والتحليل والرؤية، وأشاد بتغطية قناة القاهرة الإخبارية، للأحداث فى غزة، وأنها كانت مصدر معلومات للشعب المصرى والعالم.
كما أكد على أن الدور المصرى، فى هذه الأزمة وغيرها، كان كبيرا ويفخر به كل مصرى، موضحا أن مصر كانت صاحبة رؤية فى هذه القضية، ودفعت أكثر من 120 ألف شهيد، مشيرا إلى أن قدرات الدولة المصرية، ظهرت بشكل قوى، من خلال الإعلام ومؤسستى حياة كريمة والتحالف الوطنى.
وقال الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ورئيس تحرير مجلة روزاليوسف، إن أزمة غزة، فى 7 أكتوبر، كانت قد تبدو للبعض للوهلة الأولى، أنها اعتداء معتاد من الاحتلال على المقاومة فى غزة، لكن واقع الأمر، كان تصفية نهائية للقضية بمباركة إقليمية ودولية، موضحا أن الحرب مرت بأكثر من فصل، بداية من 7 أكتوبر وحتى 18 أكتوبر، مؤكدا أنه خلال هذه الفترة، لم يدافع أحد عن الحقوق الفلسطينية سوى مصر، وأنه لم يكن هناك أى صوت عربى أو دولى، يؤيد القضية الفلسطينية سوى مصر، حتى جاءت قمة السلام، التى ساهمت فى تحريك المواقف الغربية، إلى حد ما.
وأكد أنه خلال الفترة الأولى من الحرب ارتكبت جرائم مهنية، وأن بعض المؤسسات كانت شريكة فى القتل، علاوة على مشاركتها فى التحريض على ضرب المستشفيات.
وأكد على أن مصر نجحت بامتياز فى هذه المرحلة من خلال التصدى، لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، لكن فى المراحل الأخرى، الكل سيواجه الخطر، إذا استمرت الحرب، حتى من قالوا إن القضية الفلسطينية ليست قضيتنا.
وقال النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن مصر هى الدولة الوحيدة، فى هذه الحرب، التى قالت لا فى وجه من قالوا نعم، مؤكداً أن العالم كله تبنى السردية الإسرائيلية من اللحظة الأولى، لكن مصر كانت لها سردية مواجهة، ظهرت فى بيانات وزارة الخارجية السريعة، المطالبة إسرائيل بضبط النفس.