«المريض العربي» يطرح عام أسود من حكم الاخوان بمعرض الكتاب

السبت، 30 يناير 2016 06:51 م
 «المريض العربي» يطرح عام أسود من حكم الاخوان بمعرض الكتاب
المريض العربي

فجَّر ضيوف المقهى الثقافي عدة قضايا شائكة، تتعلق بالرواية العربية والأدب العربي، وإلقاء السياسة ومجريات الأحداث بظلالهما على الأشكال كافة الروائية والإبداعية منذ ثورة يناير2011، وذلك من خلال مناقشة رواية "المريض العربي" للكاتبة هدى توفيق.

وطرح الحاضرون عدة تساؤلات من بينها: لماذا نحمِّل الأدب الأجناس الأدبية التي تناولت ثورة يناير، دون فرز للغيث منها والثمين، وهل نعيش في زمن الأشكال الأدبية المتنوعة، أم هو العصر الذهبي للرواية، التي أصبح يخصص لها جوائز في أغلب الدول العربية.

جاء ذلك ضمن فعاليات المقهى الثقافي، الذي ناقش فيها نص هدى توفيق، كل من الناقد ربيع مفتاح والناقد الدكتور صلاح السروي، وأدارت الندوة الشاعرة عزة رياض.
وقالت الكاتبة هدى توفيق مؤلفة الرواية: إن تجربة "المريض العربي" تعد استغلالًا لحادث تعرضت له في حياتها، لكنه ارتبط تاريخيًّا بحكم الإخوان في مصر، وما صاحب ذلك الحكم من أعمال ثورية، لتعكسه في الرواية، كما علقت على معالجتها لملحمة جلجامش، وتحويلها إلى نص سردي، بأن ذلك كان بمثابة مجازفة كبيرة لا تعرف مصيرها بالنسبة للمتلقي.
من جانبه علق الناقد الأدبي ربيع مفتاح على الرواية قائلًا: يتراوح فن الكتابة "السرد" في هذه الرواية ما بين القصة القصيرة والرواية، وما لفت نظري أن الكاتبة تتحرك من منطلق تجربة حياتية خاصة بها، حيث رصدت الكاتبة تفاصيل دقيقة للغاية، يكاد يكون رصدًا فوتوغرافيًّا في تجسيد المعاناة المستمرة والألم الذي لا ينقطع، وهذه المأساوية والتراجيدية في العادة تجعلان المتفرج أو القارئ يحدث له نوع من التطهير، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل هذه التفاصيل الدقيقة أدت وظيفتها في التطهير؟
وأشار مفتاح إلى أن الرواية اعتمدت في طريقة كتابتها على الذات الشاعرة، ونتساءل: هل القصائد الشعرية أو المقطوعات التي وردت في الرواية تم توظيفها لخدمة العمل، أم كانت استراحة المحارب بين الكتابة؟ موضحًا أن الكاتبة حققت بعض النجاحات في الرواية، حيث استطاعت أن تدخل الدلالات السياسية العميقة، واحتمل المتن رصد ما شهدته الساحة السياسية في عامي 2012 و2013، وحادثة حكم الإخوان المسلمين، وما تزامن معهما من أحداث، شهدتها بطلة الرواية على المستوى الشخصي، موضحًا أن العالم الافتراضي أصبح عنصرًا في الواقع الروائي، شئنا أم أبينا، وهو ما نراه في النص بعد أن أصبح نور المواطن العراقي على علاقة حوارية مع وردة المصرية، بعد أن فقد حبيبته الأولى لارا بالموت، كما علق مفتاح على الرواية من ناحية التقنيات قائلًا: إن البنية السردية للحوار سلسة ومتدفقة ومكتوبة بلغة فصحى بسيطة، ومعبرة في الوقت ذاته عن تطورات الحدث وتشابك الوعي بين السياسة والأدب، ويحسب للكاتبة إحساسها الواعي بالقضية العراقية وإحساسها بالوطنية والقومية.
أما الدكتور صلاح السروي، فأكد أن معالجة الرواية امتازت بالمزاوجة والتوازي بين الشخصي والعام، قائلًا: أصرت الكاتبة على أن تكتب بتواريخ وتثبت التفاصيل، وهذا ما يجعلنا نعرف أن هناك توجهًا متعمدًا وواضحًا بين دلالات الأحداث الشخصية والوطنية العامة، وكان ذلك جليًّا في موقف وقوف بطلة الرواية مرة أخرى على قدميها، وتوازيها مع رجوع مصر لأهلها يوم 3 يوليو 2013، مشيرًا إلى أن الرواية غلب عليها الطابع الذاتي في عكس مشاعر الكاتبة والنزوع التأريخي، وانعكس التأريخ الذاتي لحياة بطلة الرواية وتأويله مع أحداث الوطن بشكل عام، وهو ما يعرف أدبيًّا بـ"الأمثولة" أو الأليجوريا، أي تمثيل ما حدث للبطلة والوطن بالتبادل، فما حدث في حياة البطلة كان له هَمٌّ على الوطن، وما حدث للوطن كان له تأثير مباشر على البطلة.
وأكد السروي أن الرواية امتازت ببعض البراح والاتساع لأنواع أدبية أخرى؛ مثل الشعر والحلم والحوار، وتغنت توفيق بقصائد شعرية على لسان البطلة، وانتقد السروي السرد الطويل الذي أوردته الكاتبة لملحمة جلجامش، التي استغرقت الكاتبه في سرد تفاصيلها، التي كان ممكنًا الإستغناء عنها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق