الدولة تحتفل مع الشرطة بعيدها الـ 72 وتحقيق المفهوم الشامل للأمن
السبت، 27 يناير 2024 07:00 م
- أراد الله لهذا الجيل فى مصر أن يحمل البلد على كتفيه ويعبر به جبالا من الصعاب والمخاطر
- المشروعات القومية أمن للدولة من الحاجة والفقر
- تحويل الأراضى الصحراوية لجنات خضراء تأمين من مخاطر المستقبل
- بناء المستشفيات والمدارس والجامعات والمصانع وتشييد الطرق يوفر الحياة الكريمة
- الضربات الأمنية الاستباقية أجهضت العام الماضى 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية
- انخفاض معدلات الجريمة 13,9% ومواجهة كل صور الجرائم المنظمة
يجسد الاحتفال بيوم الخامس والعشرين من يناير من كل عام، قيمة الولاء والانتماء لهذا الوطن؛ فهو اليوم الذي تجلت فيه وطنية أبطالنا من رجال الشرطة، الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة في الدفاع عن كرامة وشرف مصر وشعبها، ويتزامن عيد الشرطة مع ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير.
25 يناير، كان مشهدا شديد القوّة والإيمان، رجال عُراة إلا من أسلحة خفيفة، يتصدون لآلة حرب وحشية يتترس خلفها جنود الاحتلال في معركة الإسماعيلية 25 يناير 1952، أثبتوا صلابة وإخلاصا للوطن لا يمحى من الذاكرة، عندما وقفوا يدافعون عن مقر الشرطة فى الإسماعيلية ضد جيش الاحتلال الإنجليزى بالكامل، ما أجبر الأعداء على أن يقفوا احتراما لجثامينهم الطاهرة وهى تخرج محمولة على الأكتاف ومتوجة بآيات الشرف والفخار.
وخلال الاحتفال بالعيد الـ72 للشرطة المصرية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن عيد الشرطة، هو اليوم الذى وقف فيه أبطال من الشرطة المصرية الباسلة ليدافعوا عن كرامة وعزة بلادهم فى الإسماعيلية، عام 1952 ويقدموا حياتهم ثمنا غاليا، من أجل كبرياء مصر الوطنى إدراكا منهم أن حماية أمن البلاد والمواطنين؛ غاية عليا لا تسمو فوقها غاية، مشدداً على أن ما قدمه هؤلاء الأبطال لبلادهم فى ذلك اليوم منذ 72 عاما تحول لطاقة تحد تسرى فى قلب هذا الوطن، لتعيد إليه شبابه وتقربه من يوم استقلاله، وكما كانت تضحيات أبناء الشرطة فى الإسماعيلية محركا لدوافع الكرامة الوطنية، فإن تضحيات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة ومن جميع أبناء الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب خلال الأعوام الأخيرة تأخذ مكانها المستحق على حائط شرف الوطن وبطولاته، فهى تضحيات نقدرها ونجلها ونتحمل جميعا مسئولية كبرى بأن نقابل كرم الشهداء بكرم وتضحياتهم بتضحية، وأن نحقق حلمهم بمصر عزيزة وكريمة إلى واقع وحقيقة لأبنائنا وأحفادنا جيلا بعد جيل.
ذكرى عيد الشرطة تأتى فى وقت محورى تواجه فيه المنطقة تحديات غير مسبوقة
وشدد الرئيس السيسى، على أن ذكرى عيد الشرطة تأتى فى وقت محورى تواجه فيه منطقتنا تحديات غير مسبوقة، وتواجه مصر فيه واقعا إقليميا خطيرا يتشابك مع ظروف دولية لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة، وقال إن موقفنا فى التطورات الأخيرة التى شهدتها المنطقة فى قطاع غزة كان واضحا منذ البداية، وقائما على شعور عميق بالمسئولية التاريخية والإنسانية لمصر فى الوقوف دائما بجانب أشقائها من الشعب الفلسطيني، وهو دور ستواصل مصر القيام به بنبل وشرف وتجرد حتى ينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة.
وقال الرئيس السيسى، إن "تعقيد الظروف الدولية والإقليمية فرض علينا فى مصر تحديات اقتصادية كبيرة لم نكن لنصمد أمامها إلا بما حققته إرادة شعب مصر العظيم التى شيدت خلال السنوات القليلة الماضية أساسا متينا يعيننا "بإذن الله" على عبور التحديات الراهنة"، مضيفاً: "إن الله قد أراد لهذا الجيل فى مصر أن يحمل البلد على كتفيه، وأن يعبر به جبالا من الصعاب والمخاطر، وإننى أثق أن هذه المهمة المقدسة التى تقع مسئوليتها علينا جميعا ستبقى شرفا يذكره التاريخ لكل من تحمل فى سبيل هذا الوطن وانتصر له".
وختم الرئيس السيسى كلمته بالإشادة بدور هيئة الشرطة البطولى فى حماية المواطنين، والحفاظ على أمنهم، وقال: أؤكد أن الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها تعمل على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، فإن كل مشروع قومى ضخم يبذل فيه شباب مصر جهدهم، ويسيل فيه عرقهم هو أمن لمصر من الحاجة والفقر، وكل استصلاح لأراضى مصر الصحراوية، وتحويلها لجنات خضراء، تطرح خيرا ونماء هو تأمين لشعب مصر، من مخاطر المستقبل، وكل مستشفى يبنى، ومدرسة وجامعة تقام، ومصنع وطريق يشيد هو حماية وأمن للمواطنين، بتوفير الحياة الكريمة لهم ولأبنائهم"، مشدداً على "أن هذا هو دورنا وتلك هى مسئوليتنا نرجو الله "عز وجل" أن يوفقنا جميعا للوفاء بها لما فيه صالح هذا الوطن الأمين وشعبه الكريم".
ضربات الأمنية إستباقية بمساندة شعبية لدحر المخططات الإرهابية
من جهته أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أن احتفال هيئة الشرطة بالذكرى الثانية والسبعين لمعركة الإسماعيلية المجيدة التى نستعيد فيها مشاهد يوم خالد فى ضمير الأمة المصرية حين وقف رجال الشرطة ليخوضوا واحدة من أشرف المعارك ترسيخاً لتلاحمهم وتكاتفهم وأبناء الشعب المصرى ليسطر التاريخ كيف كانت تضحيات الشرطة تعبيراً عن عطاء وطنى صادق ممتد عبر العصور إلى اليوم مؤمناً وواعياً بأهدافه.
وقال توفيق: تتعاظم التحديات الأمنية فى ظل محيط إقليمى مضطرب وعالم يموج بالصراعات والمتغيرات، وقد حرصت الإستراتيجية الأمنية على التعامل الفعال مع معطيات هذا الواقع من خلال ترتيب الأولويات وتقييم المخاطر والإرتكاز على أسس علمية فى التخطيط والمبادأة لتحقيق الإستباق الأمنى فى مواجهة ما يهدد أمن المجتمع وإستقراره، ولقد حققت وزارة الداخلية إلى جانب رفقاء الدرب بقواتنا المسلحة نجاحات مؤكدة فى مواجهة الإرهاب وتقويض نشاطه وتفكيك هياكله وتجفيف منابع تمويله، إلا أنه يظل خطرا قائماً يستوجب إستمرار اليقظة الأمنية فى ضوء محاولات التنظيمات الإرهابية إستغلال تراجع الأوضاع الأمنية بالمنطقة لإعادة التمركز وتكوين بؤر جديدة تتخذها منطلقاً للتمدد وإستعادة قدراتها، كما تنشط تلك التنظيمات فى إستغلال مواقع التواصل الإجتماعى لإستقطاب الشباب وتدريبه إفتراضياً ودفعه للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات بلاده، كما تسعى جماعة الإخوان الإرهابية لإحياء نشاطها عبر توظيف لجانها الإعلامية لترويج الشائعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف لزعزعة الإستقرار والسلام المجتمعى، فضلاً عن إتخاذها لبعض العناصر التى قد تختلف معها فكريا كواجهة لتحقيق أهدافها المؤثمة تحت شعار "إختلاف الفكر ووحدة الهدف".
وأشار وزير الداخلية إلى مواصلة أجهزة الوزارة بالضربات الأمنية الإستباقية والحاسمة وبمساندة شعبية دحرها لتلك المخططات، ومنع إمتداد أنشطتها إلى داخل البلاد وقطع خطوط إمدادها وتمويلها والتى تتم بأساليب غير نمطية لمحاولة تفادى الرصد الأمني، حيث نجحت الجهود الأمنية خلال العام الماضى فى إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية وإتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدر قيمتها السوقية بــ 3,6 مليار جنية لتورطها فى تقديم الدعم المالى لتنظيم الإخوان الإرهابى، كما تحرص الوزارة على تكثيف برامج التوعية بأساليب حروب الجيلين الرابع والخامس وتفنيد الأكاذيب وتبصير الرأى العام بالحقائق".
وأشار اللواء محمود توفيق إلى تكامل جهود أجهزة الوزارة لمواجهة كافة صور الجريمة المنظمة، وفى مقدمتها جرائم المخدرات وتعكس كميات الضبط غير المسبوقة والتى قاربت قيمتها 9 مليار جنية، تصاعداً ملحوظاً فى حركتها إنعكاساً للإضطرابات الأمنية بالمنطقة، حيث إتخذت العصابات الإجرامية أنماطاً جديدة فى نشاطها ترتكز على محاولات تهريب المواد الخام ومكونات تصنيع المخدرات التخليقية لسهولة إخفائها والإرتفاع الكبير لقيمتها التسويقية وتضطلع أجهزة المعلومات والمكافحة بالوزارة بالتصدى لتلك الجرائم وضبط عناصرها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها للبلاد أو إتخاذها معبراً إلى دول أخرى، كما نشطت عصابات تهريب المهاجرين على المستوى الإقليمى إستغلالاً لتراجع قدرة بعض الدول على تحقيق سيطرة كاملة بمناطقها الحدودية، وفى هذا الإطار نجحت الضربات الأمنية المكثفة فى تقويض عمليات تهريب المهاجرين إنطلاقاً من البلاد وضبط القائمين عليها وإجهاض محاولات غسل الأموال المتحصلة منها والتى بلغت العام الماضى ما يقرب من 253 مليون جنيه.
وترسيخا لدعائم الأمن والاستقرار، تحرص الوزارة على مكافحة الجريمة الجنائية بشتى صورها، حيث حققت نجاحات نوعية فى القضاء على العديد من البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية والتصدى للجرائم الضارة بالاقتصاد الوطنى، حيث بلغت قيمة مضبوطات جرائم الأموال العامة نقدياً ومستندياً 3,7 مليار جنيه، ويأتى الانخفاض الملموس والمتتالى لمعدلات ارتكاب الجريمة وفقا للإحصائيات السنوية والتى بلغت هذا العام 13,9% مقارنة بالعام السابق انعكاساً لجهود متواصلة بذلتها أجهزة البحث بالوزارة وترجمة لنجاح جهود الدولة فى القضاء على العشوائيات، والتى كانت تشكل بيئة حاضنة للأعمال الإجرامية.
وقال وزير الداخلية إنه امتداداً لدورها المجتمعى تحرص الوزارة على رفع الأعباء عن كاهل أهالينا من محدودى الدخل، بالتوسع فى المبادرات التكافلية وتيسير تقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية لاسيما لكبار السن وذوى الهمم وإستحداث مراكز متطورة ثابتة ومتحركة لإتاحة تلك الخدمات دون عناء، كما يجرى تطوير أنشطة مبادرة "جيل جديد" بهدف الإرتقاء بالمستوى الثقافى والفكرى لدى براعم المناطق الحضارية الجديدة وإمتدادها لأولياء أمورهم وإدراكاً لأهمية إطلاع النشء على البطولات التى سطرتها تضحيات أبناء الشعب المصرى العظيم لغرس قيم التضحية والفداء فى نفوسهم، حيث سيتم تنظيم الملتقى الرابع لمبادرة جيل جديد خلال الأيام القليلة القادمة بمدينة بورسعيد الباسلة.
30 يونيو عهد الأمن والأمان
وسيظل التاريخ يقف أمام تضحيات رجال الشرطة الذين سطروا العديد من التضحيات والبطولات على مر العصور من رفعة الوطن وسلامة أراضيه، منذ معركة الإسماعيلية التي بدأت صباح الجمعة 25 يناير 1952، والتي واصل فيها أبطال الشرطة الوقوف في مواقعهم مقاومين ببنادقهم العتيقة من الطراز (لي إنفيلد) في مواجهة أقوى مدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط في المعركة 56 شهيدًا و80 جريحًا، فيما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلاً و12 جريحًا.
مواقف رجال الشرطة وبطولاتهم لم تنته، ففي عام 2013 كانت مصر على موعد مع بداية عهد جديد من الاستقرار الأمني، والعالم كله شهد كيف تحولت مصر خلال سنوات قليلة إلى واحة أمن واستقرار، حيث شنت وزارة الداخلية ضربات أمنية حاسمة ضد كافة أشكال الانفلات الأمني، وتراجع الإرهاب بعد ضربات فعالة استهدفت تنظيم الإخوان الإرهابى على كافة المستويات إعلاميا وتنظيميا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختلفة بالدولة، ما أدى إلى إحباط مخططات معادية وضبط عدد من الشبكات الإخوانية القائمة على أساس الشائعات والتحريض على العنف، حتى أثبتت الأيام صحة الرؤية المصرية لاستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، ولم يخطئ الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعلن بعد توليه المسئولية في 2014 أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، رغم موقف بعض الدول الأوروبية وقت الإجراءات التي اتخذتها مصر لمكافحة الإرهاب، خاصة في سيناء، لكنها أصبحت فيما بعد موضع إشادة من تلك الدول نفسها، بعد أن ذاقت هذه الدول مرارة الإرهاب.
خاضت الجمهورية الجديدة معارك غير مسبوقة، كان أولها ضد أخطر التنظيمات الإرهابية التي عرفها العالم، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وواجهت حربا شرسة مع المصريين لاستئصال ورم الإخوان السرطاني، والثانية خاضتها القيادة السياسية أمام المحافل الدولية لتثبت للعالم صحة الرؤية المصرية بشأن قضية الإرهاب، وتهديد الإخوان لجميع الدول، وليس مصر فقط، واعترفت هذه الدول بنجاح جهود مصر في مواجهة الإرهاب عابر الحدود، ووقعت اتفاقيات ثنائية مع القاهرة لتوحيد قاعدة البيانات وتبادل المعلومات فيما يتعلق بتحركات المقاتلين الأجانب، وقطع خطوط دعم وتمويل الإرهاب، ومراقبة الاتصالات اجتماعات التنظيمات التي عقدت في بعض الدول الأوروبية للتخطيط لاستهداف أمن الدول وخاصة بعض الدول الأفريقية مثل مصر والسودان وليبيا، التنسيق الأمني بين مصر والدول الأوروبية كان على مستوى عال.
وواجهت مصر وحدها التطرف بعد 30 يونيو 2013، وحذرت من استمرار احتضان بعض الدول للجماعات الإرهابية، وطالبت بتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف، وتنبأت بمخاطر الإرهاب العابر للحدود وتأثيره على المنطقة و الاستقرار الدولي، حيث أدى نمو الإرهاب عبر الحدود في السنوات الأخيرة إلى ظهور سلسلة من الهجمات في أوروبا، وأدى صعود تنظيم داعش بعد 2013 إلى هجمات كبيرة في العديد من المدن الأوروبية.
انخفاض معدل الجريمة وتراجع مصر في مؤشر الإرهاب العالمي
على مستوى الأمن الجنائي، شهدت السنوات الماضية نجاحات كبيرة للشرطة المصرية، أدت إلى انخفاض معدل الجريمة، كل هذه الجهود أدت إلى خروج مصر من دائرة الدول الأكثر تأثرا بالإرهاب، وتراجع ترتيب مصر في النسخة العاشرة لمؤشر الإرهاب العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد الدولي والسلام لعام 2023، ومعدل انخفاض العمليات الإرهابية في مصر، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، حققت مصر مكاسب دولية بعد النجاحات التي حققتها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلاد، أبرزها رئاسة مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ورئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2016. وحرصت العديد من الدول العربية والآسيوية على الاستفادة من تجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني المشترك مع القاهرة.
الأمن الإنساني في المقدمة
الأمن الإنساني كان في مقدمة أولويات جهاز الشرطة، حيث تعي وزارة الداخلية أن حقوق الإنسان لم تكن يومياً تقتصر فقط على الحقوق السياسية، أو الاقتصادية، أو حتى الحق في الأمن والأمان، بل هي مفهوم متكامل، لا يتجزأ يشمل بجانب كل ما سبق الرعاية الاجتماعية، تلك هي الاستراتيجية التي تطبقها وزارة داخلية الجمهورية الجديدة، كما تعي أن شعار "الشرطة في خدمة الشعب"، شعار إنساني في المقام الأول، لذلك ساهمت الداخلية في رفع الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن والحد من أثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي القت بظلالها على الجميع، بإطلاق مبادرات مجتمعية على مدار العام، كان لها بالغ الأثر الطيب لدى المصريين، وشاركت قطاعات الوزارة في 5 مبادرات إنسانية ناجحة تحت شعار "كلنا واحد" برعاية الرئيس السيسي، حيث عملت كل أجهزة الوزارة على تنفيذ توجيهات محمود توفيق وزير الداخلية بتفعيل التواصل المُجتمعي، والمشاركة الإيجابية وتقديم كافة أوجه الرعاية الإنسانية والاجتماعية للمواطنين لاسيما بالمناطق الأولى بالرعاية.
حماية الإبداع وصد مافيا سرقات المحتوى
وعلى مستوى حماية الملكية الفكرية وصد مافيا سرقات المحتوى، كانت الشرطة المصرية في خدمة حماية الإبداع، انطلاقا من مواكبة الدولة المصرية الاهتمام العالمي بالملكية الفكرية، وتعظيم المدخلات الاقتصادية العائدة من الاستثمار في حقوق الملكية الفكرية المملوكة للشركات المصرية والدولة، لذلك أطلقت الاستراتيجية القومية للملكية الفكرية بدعم رئاسي نهاية العام الماضي، وكان لوزارة الداخلية، وضرباتها الاستباقية بالغ الأثر في الحفاظ على الملكية الفكرية العامة والخاصة، وانفاذ تلك الحقوق عبر الوسائط الفضائية والرقمية.
نجاحات عديدة كللتها جهود وزارة الداخلية المتمثلة في الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بقطاع الشرطة المتخصصة على مدار عام ضد القرصنة والسطو على المحتوى، كان أبرزها، الحملات التي وجهت لمافيا تقليد المطبوعات منها المناهج العلمية خاصة الكُتب الدراسية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وطبعها دون ترخيص، وتحريف تلك المناهج، وحرمان وزارة التربية والتعليم من حقها من الملكية الفكرية عنها، فضلاً عن تزوير وتقليد الكتب الأدبية، وطباعة المصحف الشريف بدون ترخيص، وتوسع دور مباحث المصنفات وحقوق الملكية الفكرية ليشمل حماية صناعة السينما والدراما، ومواجهة القنوات الفضائية التي تبث خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، ودون ترخيص، وتهدد المحتوى المملوك للتلفزيون المصري، والقنوات الفضائية المصرية بأن تقوم تلك القنوات الغير مرخصة بالعمل بعيدًا عن أعين الرقابة، إما بعرض المحتوى المملوك لشركات الإنتاج السينمائي والدرامي، أو ببث إعلانات لسلع مجهولة المصدر وأدوية غير مرخصة تصنع بطرق بدائية ولا تراعي الاشتراطات الخاصة بالحفاظ على صحة المواطن، وإعلانات الدجل والشعوذة، والتي تستهدف النصب على المواطنين، ونجحت الملاحقة الأمنية في توجيه خسائر لتلك القنوات المشبوهة مما أُجبرت القائمين عليها على الغلق، كما عملت جهود وزارة الداخلية على غلق مواقع إلكترونية كانت تقوم ببث المحتوى المقرصن المسروق بعرض أفلام ومسلسلات وأغاني ومباريات بعد كسر التشفير الخاص بهم، ومازالت الجهود مستمرة.
جهود متواصلة لحماية الاقتصاد القومي
لعبت جهود الأجهزة الأمنية بالإدارات العامة التابعة لقطاع الأمن الاقتصادي بوزارة الداخلية، في حماية الاقتصاد القومي، والحفاظ على المال العام، وأسفرت جهود الحملات، عن ضبط العديد من القضايا المتنوعة في مجال جرائم الأموال العامة، "احتيال مصرفي، تسهيل استيلاء على المال العام، استيلاء على المال العام، استغلال نفوذ مزعوم، غسل أموال، كسب غير مشروع، اتجار في النقد الأجنبي، تحويلات مالية غير مشروعة، توظيف أموال، تهريب جمركي وبضائع، سوق مال ومخالفات نقدية، ليثبت رجال الشرطة يوما تلو الأخر أنهم على العهد دائماً.