جيهان زكى: الحضارة المصرية نور يسطع علي وجه البشرية والركيزة الاصيلة لتطور علوم الانسانية

 

استهلت القاعة الرئيسية ندواتها في اليوم الثانى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بندوة «مصر ...فجر الحضارة»، بمشاركة متميزة لوجهين من أبرز الوجوه النسائية المصرية في علوم الحضارة والمصريات علي الساحة الدولية، وهما النائبة الدكتورة جيهان زكى الرئيس السابق للأكاديمية المصرية للفنون بروما، وأستاذ علوم المصريات بالمركز القومى للبحوث العلمية بجامعة السوربون الفرنسية، والدكتورة فايزة هيكل أستاذ علوم المصريات وعميد الأثريين المصريين والرئيس الأسبق لجمعية الأثريين الدولية.

 

وقالت الدكتورة جيهان زكي إن "الحضارة " بمفهومها الشامل تعني كل ما يميز أمة عن الأخرى من واقع انجازاتها في المجالات المختلفة كالفنون والآداب والعلوم، وذلك كل ما يميز هذه الامة من سلوكيات والتي تترجم مجتمعيا عبر العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة وطريقة الملبس والعيش، بجانب حرص هذه الامة علي صون قوامها المعنوي ولغتها والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية وايضا مَقدِرة الإنسان في بوتقة هذه الام علي قبول الآخر رغم اختلافه وشغفه للتعرف على حضارات الشعوب الأخرى.

 

وأكدت جيهان زكى، أن الاجداد كانوا دوما حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وكذلك تجليات فنونهم وعلي هذه الخلفية الحضارية العظيمة فقد وثبت مصر من عصور ما قبل التاريخ وارست قواعد دولة مركزية لتصبح أول دولة في العالم وضعت الاطر التنظيمية والمؤسسية، وكذلك كانت أول دولة عرفت تسجيل التاريخ وفقا لنظم ثابتة ومعايير منضبطة وواضحة.

 

وتحدثت الدكتورة فايزة هيكل عن عمق «التراث المصرى القديم» والمقصود به، وكذلك استمرار الشعب المصري في ممارسة حياته اليومية بشكل يتشابه إلى حد كبير مع حياة القدماء المصريين حتي دون إدراك ذلك بحق قدره، وبرهنت الدكتورة فايزة هيكل على هذا التواصل المصري بين الامس واليوم بأمثلة كثيرة، منها استخدام «أسماء المدن» من وحي اللغة المصرية القديمة مثل دمنهور التي تعني مدينة الإله حورس، والفيوم وتعنى البحيرة.