مثقفون: السرد عند نجيب محفوظ اعتمد على مناقشة القضايا والقيم المجتمعية

الخميس، 25 يناير 2024 09:06 م
مثقفون: السرد عند نجيب محفوظ اعتمد على مناقشة القضايا والقيم المجتمعية

في أول أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلقت ندوة تحت عنوان "نجيب محفوظ" في إطار فعاليات محور مشروعات السرد العربي، بالصالون الثقافي في المعرض، الذى يستمر فعالياته حتى 6 فبراير 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية.
 
شارك في هذه الندوة الكاتب الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والكتّاب أحمد صبري أبو الفتوح، وعزت القمحاوي، وإبراهيم عبد العزيز. تم قيادة الندوة بشكل محترف من قبل الكاتب مصطفى عبد الله.
 
من جهته، أعرب الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة عن تقديره لتعدد المجالات التي امتدت فيها الأعمال الأدبية للكاتب نجيب محفوظ، الذى كتب في مجالات مختلفة "روايات، قصص، ونصوص درامية"، فضلاً عن كتابته في ميدان الفلسفة، وحتى قيامه بترجمة بعض الأعمال.
 
وأوضح "حمودة" أن مشروع نجيب محفوظ الأدبي يتسم بتعدد الزوايا التي يمكن من خلالها التفكير فيه، وركز على مجموعة من القيم أو المرتكزات التي أسس عليها نجيب محفوظ في أعماله، وأشار إلى قيمة المغامرة الإبداعية التي تجلى في تجريبه لحدود الأنواع الأدبية، مثل روايته "الحرافيش" التي اختبر فيها حدود الرواية والملحمة.
 
وأضاف "حمودة" أن نجيب محفوظ استمر في تحقيق قيمة المغامرة الإبداعية في روايته "حيث الصباح والمساء"، حيث اعتمد شكل الروبورتاج الصحفي في كتابتها.
 
وتابع حمودة بالحديث عن قيمة الامتلاء الزمني في أعمال نجيب محفوظ، حيث أظهر اهتمامه بتفاصيل الزمن المرجع والأحداث التاريخية مثل ثورة 1919 والحروب العالمية الأولى والثانية.
 
وأشار حمودة إلى أن مشروع نجيب محفوظ يرتكز أيضًا على مناقشة القضايا الكبرى التي تتناول مسائل الوجود والحياة، العدالة، والحرية، وعلاقة الفرد بالجماعة، كما أن هذه القضايا كان لها حضور مهم في أعمال الكاتب.
 
وختم حمودة حديثه بالتحدث عن تساؤلات نجيب محفوظ المستمرة والمتصلة، حيث قفز إلى قضايا إشكالية يمكن فحصها من زوايا متعددة، مما منح أعماله حرية واسعة في التأويل وأدى إلى تعدد التفسيرات والتأويلات لأعماله.
 
فيما أكد عزت القمحاوي، على  أن نجيب محفوظ يعد من كتّاب الإنسانية الكبار، حيث أنه لم يكن يشغل نفسه بالتنظير في الرواية أو الكشف عن أسرار عملية كتابتها، فقد استخدم تيارًا فلسفيًا دون أن يوضح للنقاد أي توجه فلسفي معين.
 
وفي سياق آخر، ركز عزت القمحاوي على اللغة المتنوعة في أعمال نجيب محفوظ، حيث أوضح أن الكاتب لم يتبنى لغة واحدة وإنما اعتمد على لغات متعددة.، كما نجد أن كل رواية تعكس لغة جديدة، وفي بعض الأحيان يمكن رؤية استخدام لغات متعددة في نفس الرواية.
 
وأوضح القمحاوي أن في رواية "الحرافيش" على سبيل المثال، نجد بدايةً شعرية جداً، تمثل مدخلاً يفتح أمام القارئ أفقًا يتوقع فيه زمنًا غير محدودٍ. ومن ثم ينتقل إلى لغة أقل شعرية، حيث تكون وظيفتها الأساسية هي سرد الحكاية. وأشار إلى تأثر الرواية بالفارسية من خلال الغزليات التي ضمها نجيب محفوظ في الرواية، وكذلك تأثرها بالكتاب المقدس.
 
من جهة أخرى، قال الروائي أحمد صبري أبو الفتوح: إن المحادثات حول نجيب محفوظ تبدو وكأنها تتجاهل جانبًا كبيرًا من مشروعه السردي في الرواية العربية، حيث يظهر أن مساهمته قد تم استعراضها بشكل شامل من قبل الباحثين والنقاد والأدباء والكتّاب.
 
وأضاف أبو الفتوح: "ما أقصده هو أن هناك تناقضات في أدب نجيب محفوظ صاغت هذا النصب الأدبي الرائع، حيث تظهر هذه التناقضات بدون إجابات. فهو يظهر كمناصر للدولة المصرية، ومع ذلك يظهر كعلم من أعلام القومية العربية."
 
وأكمل أبو الفتوح قائلاً: "نجيب محفوظ كان يعاني بشكل كبير من واقع مجتمعه، وكان يتنقل في عمق الحياة في الأحياء المصرية، وكان قد تأثر بالفكر الاشتراكي، وتبنى منطق الجدل الاجتماعي ليسجل حياة الناس وما وراءها، متأثرًا بتجاربه الفكرية المتنوعة."
 
وأثناء حديث الكاتب إبراهيم عبد العزيز عن تجربته مع نجيب محفوظ، أكد بشكل قاطع أن نجيب كان له تأثير كبير في إنقاذه من الكآبة عندما بدأت حياته الصحفية في وسط يهتم بالوسائط.
 
وفي سياق الحديث، أشار إبراهيم إلى أنه اتصل بنجيب محفوظ وتم تحديد موعد للقاء، وعندما التقى به، لم يجعله يشعر بأنه صحفي تحت التدريب، بل رحَّب به بكل انفتاح وأجاب على أسئلته بكل ود، حيث قضى معه ساعة كاملة في عام 1983، ولم أكن قد طلبت منه حديثاً أو تعليقًا صحفيًا إلا وكان يجيب بكل أريحية، حتى عندما حاز على جائزة نوبل، حيث قضيت معه ساعتين كاملتين في حديث متواصل.
 
 
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق