غضب شعبي يحاصر منزل نتنياهو.. أزمات الداخل تربك حكومة الدم الإسرائيلية
الأحد، 21 يناير 2024 11:00 م
أزمات داخل إسرائيل لا تنتهى وتعد إحدى تداعيات العدوان على غزة، فقد تكررت التظاهرات الحاشدة المطالبة للحكومة بالتدخل وإنجاز اتفاق يقضى بالإفراج عن ذويهم من غزة، والدعوات باستقالة حكومة نتنياهو التى يراها الداخل الإسرائيلى أنها ورطت تل أبيب وفشلت فى حماية الوضع الأمنى فى الداخل.
ومجددا احتشد أقارب الأسرى الإسرائيليين، فى قبضة المُقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخاص فى "قيسارية"، بعد أن خيموا أمامه طوال الليلة الماضية؛ للاحتجاج على ما قالوا إنه تقاعس من جانبه عن تأمين إطلاق سراح ذويهم، مؤكدين أن "الوقت ينفد".
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن واحدة من أهالى الأسرى قالت إن الحكومة الإسرائيلية تركت الأسرى يواجهون مصيرهم بمفردهم، مشيرة إلى أن "يدى نتنياهو ملطخة بدماء" هؤلاء الأسرى، وأنه مسؤول عن حياتهم. وأضافت موجهة حديثها لنتنياهو: "أنت من تخلى عنهم فى يوم السابع من أكتوبر (يوم طوفان الأقصى) وأنت من يتخلى عنهم الآن.. كل يوم يمر يعودون فى أكفان".
وجاء الاحتجاج بعد أن أفادت تقارير إسرائيلية بأن نتنياهو قرر - الأربعاء الماضي، ومن جانب واحد - تشديد سلسلة من المبادئ "التوجيهية"، التى وضعتها حكومته مؤخرًا على أى صفقة محتملة يتم الوصول إليها من أجل تأمين الإفراج عن الأسرى المُتبقين الذين تحتجزهم المقاومة فى غزة، وأن ذلك أثار غضب أعضاء حكومة الطوارئ (كابينيت الحرب).
فيما قالت صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن مسئول أمنى إسرائيلى إن حكومة الحرب الإسرائيلية على وشك الانهيار ونتنياهو متردد ويضيع الوقت.
كما قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية ان نتنياهو واجه نهاية الأسبوع معارضة من داخل مجلس الحرب في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات راي عامة حتى الشهر الماضي ان اكثر من 57% من الإسرائيليين يعتبرون عودة الرهائن أكثر أهمية من هدف نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس.
ووفقا للفاينانشيال تايمز، ظهرت تصدعات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي الذي تم تشكيله لإدارة الحملة العسكرية على غزة عند هذه النقطة، حيث طالب غادي آيزنكوت، وهو سياسي وسطي وقائد عسكري سابق، حكومة الحرب بالبدء في "التفكير خارج الصندوق" وإظهار الشجاعة في السعي إلى التوصل إلى اتفاق أوسع مع حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وانضم آيزنكوت إلى ائتلاف نتانياهو مع زعيم حزبه، بيني جانتس، في أكتوبر، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان آيزنكوت وجانتس، اللذان يُنظر إليهما على أنهما أقل تشددا من رئيس الوزراء، سيذهبان إلى حد دعم وقف إطلاق نار مستدام لتمكين إطلاق سراح الرهائن.
وقال زعيم المعارضة، يائير لابيد، إن إطلاق سراح الرهائن هو "هدف أكثر إلحاحا من الإطاحة بحماس في غزة" وتابع: "يحيى السنوار سنقتله عاجلا أم آجلا .. لكن يجب إعادة الرهائن إلى ديارهم الآن."
لكن اعتبر وزراء يمينيون في الحكومة الإسرائيلية، أن الاتفاق سيسمح لحماس بالبقاء والخروج من الحرب منتصرة، وهدد كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الأسابيع الأخيرة بإسقاط الحكومة، إذا توقف الهجوم ضد حماس.
ووفقا للصحيفة البريطانية، يرفض نتانياهو، الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات رأي، الانفصال عن حلفائه السياسيين من اليمين المتطرف، من أجل ضمان بقائه السياسي وفي مؤتمر صحفي عقده في نهاية الأسبوع الماضي، تحدث رئيس الوزراء عن "اعتبارات" الأمن القومي الأوسع نطاقا.
وقال: "تمامًا كما لا يمكننا أن نضع أنفسنا في مكانهم.. فعائلات الرهائن ورغم كل الأسى والألم والحزن والمعاناة، لا يمكنهم وضع أنفسهم في مكان القيادة السياسية التي تحتاج إلى اتخاذ القرارات الصعبة".
وعاد نتانياهو، للتأكيد على أن بلاده مستمرة في الحرب، معلنا أيضا رفضه إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكدت الإدارة الامريكية، إلى جانب دول عربية، على ضرورة تطبيقه في مرحلة ما بعد الحرب.