سارقو الأرض والتاريخ والهوية

السبت، 06 يناير 2024 03:33 م
سارقو الأرض والتاريخ والهوية
عصام الشريف

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بسرقة الأرض الفلسطينية من أصحابها وإعلان قيام دولتهم في 1984، لكن أيضا يسرق التاريخ والحضارة والتراث الفلسطيني، فقد كشف وزير الثقافة الفلسطيني عن سرقة جيش الاحتلال آثار فلسطينية فضلا عن تدمير بعضها، مرجعا خطة إسرائيل للقضاء على الهوية الفلسطينية لعصر موشي ديان، متهما إياه بأنه أكبر سارق آثار في التاريخ.
 
ومنذ بداية العدوان على غزة، لم يعد ممكنا للمسؤولين عن الثقافة في فلسطين معرفة القطع الأثرية التي سرقها جنود الاحتلال، لكن وزير الثقافة أشار إلى سرقة تماثيل ومنحوتات كنعانية عمرها 5 آلاف عام، فضلا عن أعمدة المعابد الرومانية القديمة.
 
هذا الأمر أرجعه وزير الثقافة الفلسطيني إلى محاولة إسرائيل القضاء على كل التراث الفلسطيني لاسيما الكنعاني، بعد أن فشلت دولة الاحتلال في إيجاد أي حجر يدل على وجود اليهود في أرض فلسطين، وبالتالي يحاولون تدمير أي دليل يقضي على مخططهم وحقهم المزعوم في أرض فلسطين.
 
ومن الأماكن التراثية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، مركز رشاد الشوا الثقافى، ومتحف رفح، الذى يحتوي على مئات الأدوات المتعلقة بالتراث الفلسطينى القديم، من أزياء تراثية وأدوات قديمة، كما دمر سوق الزاوية التاريخى فى غزة، الذى يُعد امتداداً تاريخياً لسوق القيسارية الأثرى الذى يعود لعقود مضت، وأيضا قصف المسجد العمرى الكبير التاريخى وسط غزة، إذ تم تدمير مئذنته التى يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام.
 
ولا يفرق الاحتلال الإسرائيلي بين المسجد والكنيسة، فبعد تدنيس جنوده أحد مساجد غزة وصعودهم على المنبر وقراءة أسفار توراتية، استهدف كنيسة القديس بروفيريوس والمركز الثقافى الأرثوذوكسي.
 
وحتى الحياة الثقافية في غزة لم تسلم من اعتداءات الاحتلال، إذ استشهد 16 كاتبا وفنانا، فضلا عن اعتقال مثقفين وكتاب آخرين، وكل هذا من أجل تدمير الهوية الفلسطينية، وإخراج أجيال لا تتعلق بتاريخ الأباء، وهو ما ينفيه وزير ثقافة فلسطين، الذي أكد في تصريحات صحفية، أن الهوية الفلسطينية راسخة ومتجذرة بين الشباب ويتم توريثها للأجيال التي تخرج فلا ترى إلى وحشية العدو المحتل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة