القاهرة تواجه تحديات 2023 بالدبلوماسية الإنسانية.. من الزلزال للعدوان وقوافل إغاثة لسوريا وتركيا
الإثنين، 01 يناير 2024 12:00 ص
مضى عام 2023، بكل أزماته وكوارثه، وطوى العالم سنة مليئة بكثير من الأحداث والكوارث الطبيعية وغيرها بذلت الدولة المصرية خلاله جهدا كبيرا فى إغاثة الشعوب العربية وغير العربية، وذلك إيمانا بثقلها وانتمائها لمحيها العربي والاقليمى، فكانت مصر الرائدة والسباقة فى مد يد العون لكافة شعوب وحكومات المنطقة، وإن اِصطلح على تسمية هذا العام فيمكن أن يطلق عليه بجدارة "عام تغزيز الدبلوماسية الإنسانية فى مواجهة أزمات المنطقة".
زلزال سوريا وتركيا
أمثلة عديدة، تشير إلى الدور المصرى الإنسانى الكبير فى عام 2023، ففى بداية العام لم تتوانى مصر عن إغاثة الشعوب السورية والتركية فى مصابهم عقب زلزال مدمر ضرب كلا من سوراي وتركيا فجر الاثنين 6 من فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، وتبعته عدة آلاف الهزات الارتدادية ، وأودى بحياة ما يناهز 40 ألف قتيل 100 ألف جريح في كلا البلدين.
سارعت بتقديم الدعم الإنساني لمنكوبي الزلزال في كلا البلدين، في واحدة من المواقف التي تبرز ثقل مصر ودورها الكبير الذى يتجاوز أى خلافات سياسية وقت المحنة، وبتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أرسلت مصر 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا، كما وصل فريق إغاثي وطبي من مصر إلى بلدة جندريس بريف عفرين شمالي حلب، لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، نظرا لكونهما أكثر المناطق تضررا في سوريا، وسقط فيها مئات العائلات.
ليس ذلك فحسب بل قام وزير الخارجية سامح شكري، فى 6 فبراير، بنقل إلى نظيره السوري والتركى قرار الحكومة المصرية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامنا مع كلا البلدين في مواجهة تداعيات تلك الكارثة. وبلغت حجم المساعدات التى قدمتها مصر لسوريا نحو 1500 طن من المساعدات بحسب تصريح لوزير الخارجية سامح شكري خلال زيارة العاصمة السورية فى 27 فبراير 2023.
السودان.. مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية
ومع اشتداد المعارك التى اندلعت فى أبريل 2023، بالعاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع وتصعيد النزاع الذى أثر على حياة الملايين من السودانيين، قامت مصر بإغاثة السودانيين فى 16 يونيو2023، وذلك إنطلاقاً من الروابط التاريخية والقومية التى تجمع مصر والسودان الشقيق وتأكيداً على عمق روابط الأخوة والصداقة التى تجمع الشعبين الشقيقين وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
واستمراراً لدورها الفاعل تجاه دولة السودان الشقيق، قامت بارسال سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية إلى ميناء بورتسودان بدولة السودان محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من وزارتى الدفاع والتضامن الإجتماعى وجمعية الهلال الأحمر المصرية وبيت الزكاة والصدقات المصرى، وتم دفع تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة والأكثر إحتياجاً بدولة السودان الشقيق .
وفى سبتمبر 2023 وجه الرئيس بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين، ووصلت إلى ميناء بورسودان بدولة السودان سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية من ميناء سفاجا بقاعدة البحر الأحمر البحرية محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من جمعية الهلال الأحمر الكويتى، وجامعة الدول العربية، وجمعية الهلال المصرى، والسفارة السودانية بمصر، وذلك لدفعها إلى المناطق الأكثر إحتياجاً بدولة السودان الشقيق .
زلزال المغرب
وعقب زلزال مدمر فى الغرب واعصار كارثى فى ليبيا وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤسسات الدولة المصرية للمساعدة في بتقديم الدعم اللازم للأشقاء في المغرب وليبيا في إغاثة المواطنين المفقودين، حيث خلف زلزال المغرب المأساوى ( 9 سبتمبر 2023) والذي بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، أكثر من 2900 قتيل ولآلاف الجرحي، وخصصت وزارة الأوقاف المصرية وكذلك عشرة ملايين جنيه ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا في دولة المغرب جراء الزلزال الذي ضرب بعض مناطقها.
ووفقا للمدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري رامي الناظر، إن كميات كبيرة من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية أرسلت من مصر إلى المغرب وليبيا، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة والفيضانات العارمة التي شهدتها مدينة درنة. وأضاف الناظر في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "تم تجهيز أكثر من 100 طن من المواد الإغاثية للمغرب، وإرسال 90 طنا أخرى إلى ليبيا".
اعصار "دانيال" فى ليبيا
ضرب اعصار دانيا فى سبتمبر2023، شرق ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي، وتم الإبلاغ عن مقتل ما يزيد على 11300 شخص، وأكثر من 10000 أخرين في عداد المفقودين وفق ما ذكر الهلال الأحمر الليبي والأمم المتحدة، وبادرت القوات المسلحة المصرية، بإنشاء معسكر إغاثة مصري بمنطقة "مرتوبة" الليبية قرب مدينة درنة، للتخفيف عن المتضررين من الإعصار في المناطق المتضررة، وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والإنسانية لهم، يأتى ذلك استمراراً لتوجيهات الرئيس لدعم الأشقاء الليبيين انطلاقاً من الثوابت المصرية الراسخة تجاه أشقائها من الدول في مواجهة كافة الأزمات والمِحن.
كما شاركت عدد من طائرات البحث والإنقاذ المصرية في انتشال الجثث وإنقاذ المصابين في المناطق المنكوبة وقدّم الجيش المصري "العديد من المساعدات الإنسانية العاجلة ووسائل الإعاشة للمواطنين في العديد من المناطق التي يصعب الوصول والخروج منها"، وراسلت مصر حاملة المروحيات "ميسترال" إلى ليبيا، للعمل كمستشفى ميداني لدعم متضرري الإعصار، في خضم المساعدات التي قدمتها القاهرة منذ بداية تلك الكارثة الإنسانية.كما خصصت وزارة الأوقاف المصرية 30 مليون جنيه من مواردها الذاتية للإسهام في المساعدات التي تقدمها الدولة المصرية، بواقع عشرة ملايين جنيه ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا في دولة ليبيا جراء الإعصار القاسي الذي ضرب بعض مناطقها.
القضاء على "فيروس سي" فى في القارة الأفريقية
الدور الإنسانى لمصر لم يتوقف فقط عند هذا الحد، بل تخطى ذلك بالمشاركة فى القضاء على الأمراض المزمة فى بلدان الجوار وفى القلب منها أفريقيا، حيث تبرعت مصر بالأدوية وشاركت خبرتها لعلاج مليون مريض "فيروس سي" ، واستضافت القاهرة المؤتمر الإفريقي الطبي الثاني "صحة أفريقيا " " Africa Health ExCon 2023خلال الفترة من 6-9 يونيو 2023، الأمر الذى حظر بإشادة واسعة فى الصحافة العالمية، على نحو ما أشادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
حيث أشادت الصحيفة بالمساعى المصرية الحثيثة لتصدير خبراتها فى القضاء على التهاب الكبد الوبائى «سى» المعروف باسم فيروس «سى» لمساعدة الدول الإفريقية فى القضاء على المرض.وذكرت الصحيفة أن مصر لم تتوقف عن فكرة القضاء على المرض داخل أراضيها، بل عملت على استغلال انتصارها، فى حملة من «الدبلوماسية الصحية»، وتعهدت بالتبرع بالأدوية، ومشاركة خبرتها بهدف علاج مليون مريض فى القارة الإفريقية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الصحة، خالد عبدالغفار، قوله إن الحكومة المصرية «رأت فرصة لمشاركة خبراتها خارج الحدود والمساهمة فى الجهود الصحية الدولية»، مضيفا أن «هذه الدبلوماسية الصحية تسمح لمصر بالاستفادة من نجاحها فى علاج التهاب الكبد، من أجل فائدة أكبر للبشرية، وتعزيز مكانتها فى المجتمع الدولى».وأوضحت «نيويورك تايمز» أن مصر اختارت غانا لتبدأ شراكة معها فى مواجهة المرض، بالتزامن مع حملات أخرى لعلاج فيروس «سى» فى بلدان مثل السودان وتشاد.
غزة.. أكبر قوافل مساعدات
وعلى واقع القصف العنيف الذى شهده قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر خلال العدوان الإسرائيلى الغاشم، والذى أدى إلى قطع كل سبل الحياة، حيث تعمد الاحتلال قطع المياة عن سكان غزة والكهرباء، ونفذ الوقود والغاز وحتى المياه النظيفة والمواد الغذائية، لكن مصر ومن منطلق حرصها على يد مد العون للأشقاء، خاضت معارك دبلوماسية ضخمة لأجل اثناء الاحتلال لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى، تبع ذلك جهد انسانى كبير على مدار أسابيع، فقد نجحت جهود الهلال الأحمر المصرى والتحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى ومؤسسة حياة كريمة بما فيها جنودا مصرية مجهولة، وعدد من البرامج العالمية منها برنامج الصحة العالمية والأنروا و26 دولة فى توفير مساعدات بإجمالى 7 آلاف و94 طنا .
ونجحت مصر وحدها فى تقديم حوالى أكثر من 11 ألفا و200 طن حتى 19 نوفمبر، من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والخيام وغيرها من المساعدات والاحتياجات؛ لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الشقيق، بحسب تصريح للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذى أكد أن المساعدات المصرية 4 أضعاف حجم المساعدات المقدمة من 30 دولة، بلغ مساعداتها مجتمعة 3 آلاف طن.
وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع أكثر من 374 شاحنة تتضمن 1496 طن أدوية و1393 أغذية و 2059 مياة ، و320 طن ملابس ومواد أخري، 32 طن خيام .وأطلقت أكبر قافلة إغاثة إنسانية فى أواخر نوفمبر 2023، شاملة لأهالي القطاع ضمت ما يزيد على 2500 طن من مختلف المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها.
ووفقا لرئيس الوزراء هناك دفعات أخرى من المساعدات يتم تجهيزها حاليا للأشقاء في غزة، فضلا عن استقبال المصابين من قطاع غزة القادمين عبر معبر رفح البري، حيث تم مناظرتهم وتقديم مختلف أوجه الرعاية الطبية اللازمة لهم بمختلف التخصصات، واستقبال 383 في المستشفيات، ومن بين هذه الأعداد 28 من الأطفال المبتسرين تم استقبالهم مؤخرا، كما تم تجهيز أكثر من 30 ألفا من الأطقم الطبية لخدمة أهالينا المصابين الوافدين... "ولا تزال مصر الانسانة تقدم كل ما لديها للتخفيف عن كاهل الشعوب المنكوبة"