الدكتور محمد شوقي العناني مقرر مساعد لجنة مباشرة الحقوق السياسية بالحوار الوطنى: المرحلة الثانية من الحوار الوطنى ستشهد مناقشات ثرية حول قوانين الانتخابات والقضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطن

 

المشاركة الكبيرة فى الانتخابات الرئاسية إحدى ثمار الحوار الوطنى

الأحزاب السياسية قامت بدورا كبيرا فى الانتخابات الرئاسية وعليها الاستفادة من حالة الزخم والانطلاق فى 2024 

 

 

ثمن الدكتور محمد شوقى العنانى، أستاذ القانون ومقرر مساعد لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل الانتخابى بالحوار الوطنى دعوة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، لاستكمال الحوار الوطنى، مؤكدا أن مكاسب الحوار الوطنى انعكست على الانتخابات الرئاسية التى جرت منذ عدة أيام والتى شهدت مشاركة سياسية غير مسبوقة، كذلك كان هناك دور بارز للأحزاب فى دعوة المواطنين للمشاركة فى الانتخابات.

وأضاف العنانى خلال حواره مع لـ«صوت الأمة»، أن جلسات الحوار الوطنى ستستكمل مناقشة باقى القضايا فى المحاور الثلاثة الرئيسية للحوار، دعيا للاستفادة من حالة الحراك الموجودة فى الشارع السياسى، خاصة بعد أن شعر المواطن المصرى بأهمية الحوار الوطنى، لافتا إلى أن الحوار الوطنى أنهى المرحلة الاولى ورفع توصيتها للإدارة السياسية وسيتم البدء فى المرحلة الثانى خلال الفترة المقبلة وفقا للدعوة رئيس الجمهورية حيث ستستكمل باقى الموضوعات التى لم تنتهى فى المرحلة الأولى.

 

وإلى نص الحوار:

 فى البداية كيف ترى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستكمال الحوار الوطنى؟

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى هى دعوة مرحب بها نتيجة الإيجابية التى شهدتها الساحة السياسية الفترة الماضية، سواء فيما يتعلق بحالة الزخم التى صاحبت المرحلة الأولى من الحوار الوطنى، أو فيما يتعلق بالمشهد الايجابى الذى شهدته الدولة المصرية خلال الانتخابات الرئاسية.

 

على ذكر الانتخابات الرئاسية كيف ترى نسبة المشاركة سواء للمصريين فى الخارج أو فى الداخل؟

 فيما يتعلق بالمصريين فى الخارج كانت المشاركة جيدة وفقا للإمكانيات المتاحة ورغم التحديات اللوجستية والجغرافية الموجودة فى بعض الدول، وأقصد بالتحديات وجود مقران أو ثلاثة فقط فى معظم الدول رغم انتشار الجالية فى هذه الدول، على سبيل المثال فى الولايات المتحدة الأمريكية يوجد الآلاف من المصريين لهم حق التصويت هناك، لكن بسبب بعد أماكن التصويت فى بعض الولايات، تحمل الكثيرون عناء السفر إلى أماكن القنصليات المصرية مقر التصويت، كذلك فى السعودية التى توجد بها اكبر جالية مصرية فى الخارج، فقد كان هناك تحد أمام كثير من المصريين للانتقال أو السفر إلى مقرات التصويت بالقنصلية أو السفارة المصرية هناك، ولكن رغم ذلك كانت المشاركة مقبولة وجيدة.

أما نسبة مشاركة المصريين فى الداخل كانت غير مسبوقة بهذه الكثافة غير المعهودة، وهذا يرجع لعدد من الأسباب لعل من بينها الحالة الايجابية التى حققها الحوار الوطنى، وما نتج عنه من مناقشات مطولة وجلسات عديدة شارك فيها معظم القوى السياسية باختلاف توجهاتها، انتهت بتوصيات تم رفعها إلى الإدارة السياسية والسيد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى ما شعر به المواطن من أهمية لجلسات الحوار الوطنى وما ترتب عليه من توصيات تمس اهتماماته.

 

نافست 3 أحزاب مختلفة التوجه من بينها المعارضة فى الانتخابات الرئاسية كيف ترى ذلك؟

 الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تختلف من حيث الأهمية والظروف التى تواجه الدولة المصرية عن الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى السابق سواء انتخابات 2012 أو 2014 أو حتى الانتخابات الرئاسية 2018، لأسباب عديدة محيطة بالدولة المصرية، كذلك أجريت تحت اشراف قضائى كامل وكانت محل إشادة من المنظمات والمؤسسات التى تابعت الانتخابات.

كذلك مشاركة أحزاب مختلفة فى الانتخابات أعطى للمشهد الانتخابى حالة من التنوع، هذا بجانب أن من مزايا الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنها أفرزت منافسين حقيقيين بغض النظر عن قوة هؤلاء المنافسين، لكن هذه التجربة تعتبر بداية المنافسة بين الأحزاب.

 

 وماذا عن مشاركة المعارضة؟

 فيما يتعلق بوجود المعارضة فى الانتخابات، فإن الجميع يعلم أنه لا حياة حزبية أو سياسية بدون معارضة، والتعددية الحزبية نص دستورى وضمانة للممارسة حرية التعبير، وظهور مرشح محسوب على المعارضة خطوة يمكن البناء عليها فى المستقبل.

كذلك لا بد من استغلال هذه الحالة من جانب الأحزاب والعمل على تنشيط وتطوير الحياة الحزبية فى مصر، والتجربة أثبتت أن الحياة الحزبية فى مصر أصبح لها لون ودور فى المشهد، لكن إجمالا ما حدث يدفع الحياة الحزبية للأمام وهذه أهم مرة يظهر فيها دور الاحزاب على الارض فى الشارع المصرى.

 

 ما هى مكاسب الانتخابات الرئاسية؟

ما حدث فى الانتخابات الرئاسية يقول إن هناك عدة مكاسب تم تحقيقيها خلال الفترة الماضية، لعل أولها هو نجاح القوى السياسية، والاحزاب الكبرى فى حشد أعضائها للمشاركة فى الانتخابات وإخراج المشهد الانتخابى بصورة مشرفة لم تكن متوقعة، بجانب حالة الحراك السياسى التى ظهرت فى الانتخابات الرئاسية وشجعت الملايين من المصريين على المشاركة بكثافة فى التصويت، كذلك ستنعكس هذه الحالة الإيجابية على جلسات الحوار الوطنى القادمة وعلى المشاركين فيه.

 

ذكرت أن الانتخابات الرئاسية هذه المرة لها أهمية خاصة ما هى هذه الأهمية؟

 هذه الأهمية جاءت نتيجة لعدة أسباب منها حجم التحديات الموجودة سواء فى الداخل أو فى الخارج، كذلك إقليميا فى العديد من المشاكل والأزمات الموجودة وعالميا أيضا، فهناك ضغوط على الدولة لتمرير بعض الملفات، هذا بجانب أن الفترة الماضية شهدت العديد من الانجازات فى معظم القطاعات وحان وقت حصاد عوائد هذه المشروعات كوننا فى منتصف طريق التنمية، وبعد ذلك سيتم جنى ثمار التنمية التى تقوم بها الدولة خلال السنوات العشر الماضية، بجانب أنه لا يمكن إنكار ما تم من إنجازات ومشروعات فى مجال الطرق والطاقة والصحة وغيرها من مشروعات البنية التحتية، لذلك ستكون الفترة المقبلة متممة لهذه المشروعات وتخفيف المعاناة على المواطنين.

  

كيف يمكن البناء على ما شهدته الانتخابات الرئاسية من حراك سياسى وحزبى تحديدا فى 2024؟

الانتخابات الرئاسية انتهت وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات المرشح الفائز، ولكن على الجميع - بما فى ذلك الأحزاب - استغلالها والعمل على مواصلة العمل على أرض الواقع والبناء على التجربة واستخدام حالة الحراك الموجودة فى المشهد السياسى والتواجد المستمر على أرض الواقع والعمل فى الشارع.

 

كيف يمكن أن تستعد الاحزاب للانتخابات النيابية المقبلة؟

الفترة المقبلة ستشهد عدة استحقاقات دستورية، حيث ستشهد أكثر من انتخابات سواء انتخابات مجلس النواب أو انتخابات مجلس الشيوخ، بجانب أنه ربما تكون هناك انتخابات للمجلس المحلية وغيرها من الأحداث السياسية التى تتطلب وجود أحزاب سياسية قادرة على خوض المنافسة.

فى المقابل هذا سيتطلب دورا أكبر من الأحزاب ونشاط مضاعف منها لخوض هذه الاستحقاقات، من خلال تدريب وتأهيل كواد شبابية ونسائية وتأهيل المئات أو ربما الآلاف من هذه الكوادر لخوض المنافسة، والعمل على التواجد على أرض الواقع مع المواطن لمعرفة ما يمر بها من تحديات واحتياجات.

 

ما هى أبرز الملفات التى ستتم مناقشتها فى جلسات الحوار الوطنى عقب استكماله؟

سيتم استكمال الملفات والموضوعات التى لم يتم الانتهاء منها فى المحاور الثلاثة الرئيسية للحوار، وهى المحور السياسى والمحور الاجتماعى والمحور الاقتصادى والموضوعات الداخلة فى كل محور، منها قانون الانتخابات وملفات التعليم والصحة وغيرها من القضايا التى تمس الحياة اليومية للمواطن المصرى، وهنا نؤكد ان الحوار لم ينتهى ولكن المرحلة الاولى منها انتهت وسيتم البدء فى المرحلة الثانية بناء على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى.