تأكيد مصري بريطاني على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية لغزة.. شكري يشدد على أهمية وقف إطلاق النار .. كاميرون: لا نتعامل بمعايير مزدوجة حول ما يجري بغزة

الخميس، 21 ديسمبر 2023 06:30 م
تأكيد مصري بريطاني على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية لغزة.. شكري يشدد على أهمية وقف إطلاق النار .. كاميرون: لا نتعامل بمعايير مزدوجة حول ما يجري بغزة

أكد وزيرا الخارجية سامح شكرى والبريطانى ديفيد كاميرون أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، من أجل مواجهة الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، وضرورة ووقف إطلاق النار، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الوزيرين في قصر التحرير ظهر الخميس.
 
ودعا وزير الخارجية إلى زيادة حجم المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة لمواجهة ما يتعرض له السكان من كارثة إنسانية، مشددًا على ضرورة تعليق الأعمال العدائية في ظل الأوضاع غير المقبولة التي تحدث داخل القطاع، مشيرًا إلى استشهاد 20 ألف فلسطيني في غزة، بينهم 8 آلاف طفل، وتدمير 70% من المساكن، واستمرار استهداف المنشآت الصحية.
 
بدوره، شكر وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون بالشكر إلى الدولة المصرية لدورها مع الهلال الأحمر في إدخال المساعدات إلى غزة، مشددة على ضرورة ألا يترك سكان غزة فريسة للأزمة الإنسانية داخل القطاع.
 
وشدد وزير الخارجية على ضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل يلبي احتياجات المدنيين، موضحا أن المباحثات مع نظيره البريطاني تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الخاصة بغزة واستمرار الوضع الإنساني المأساوي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والمدنيين في قطاع غزة.
 
ولفت شكرى إلى أن المباحثات تطرقت إلى أهمية وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية بكثافة لتلبية احتياجات المدنيين في قطاع غزة، مع العمل المشترك في إطار إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، يكون قرارًا إنسانيًا في المقام الأول يتعامل مع نفاذ المساعدات بشكل يلبي احتياجات المدنيين في غزة.
 
وشدد على أن عضوية المملكة المتحدة الدائمة في مجلس الأمن تضع عليها مسؤولية خاصة في تناول جميع القضايا سواء فيما يتعلق بغزة، أو القضايا الأخرى في المنطقة، والتي كانت محل تناول خلال المباحثات الأخيرة بين وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو من خلال المباحثات المنفردة والموسعة التي عقدت حول الأوضاع في السودان وليبيا.
 
وبحث الوزيران سُبل العمل في إطار تدعيم العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية، والتركيز على قضايا الهجرة، وإقامة حوار بين البلدين لتناول تلك القضية سواء ما تبذله مصر لرعاية عدد كبير من المهاجرين على أرضها أو الخطوات التي اتخذتها للتعامل مع المنظمات العاملة في هذا المجال أو في إطار توفير البرامج التنموية للحد من احتمالات الهجرة من الأراضي المصرية.
 
وردًا على سؤال عن أسباب ازدواجية المعايير لدى الدول الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية مقارنة بالتعامل مع الأزمة الأوكرانية الروسية، أكد وزير الخارجية البريطاني أن المملكة المتحدة تقوم بجهد كبير للعمل على صدور قرار يسهم في إرسال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية، من كل مكان سواء عبر الأردن أو رفح أو كرم أبو سالم، لافتا إلى أن هذا ما قالته بريطانيا للحكومة الإسرائيلية منذ اليوم الأول.
 
أعرب كاميرون عن فخر بريطانيا واعتزازه وثناءه على ما قام به المصريون في هذا الشأن، مضيفا: لكني لا أقبل بفكرة ازدواج المعايير، خاصة عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا أو غزة، فما حدث في أوكرانيا هو قيام روسيا بغزو دولة، لذا كان يجب على العالم أن يدين ما قامت به روسيا ومساندة أوكرانيا حتى تنتصر في هذا الصراع، ولكن ما نراه في غزة أيضا يعد مأساة، ويجب على إسرائيل أن تلتزم بالقوانين الدولية وتقليل عدد الضحايا.
 
وأكد كاميرون ضرورة إنهاء هذا الصراع وطرح حل دائم ليسود السلام والاستقرار، "لتكون حدود كلا من غزة وإسرائيل آمنة"، مشددًا: "نريد حاليا التركيز على إرسال المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن وخاصة الرهائن البريطانيين".
 
ونوه الوزير شكري إلى جهود مصر لحل القضية الفلسطينية - بالتعاون مع شركائها ومنهم دولة قطر، واتصالاتها مع شركائها الدوليين في إطار التعامل مع قضية الرهائن، قائلًا: "الموقف المصري يركز دائمًا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار"، مضيفا أن الأوضاع الحالية واستمرار هذا الصراع والهدف المعلن منه، كلها لا يمكن أن تبرر الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة.
 
أما بالنسبة لقضية حل الدولتين، قال شكري "نحن على مدى ثلاثة عقود نتحدث عن حل الدولتين، الأطراف يتفاوضون في حل الدولتين، تم التوصل إلى أطر الحلول بين البلدين ولكن ليس هناك إرادة سياسية سواء من قبل الحكومة الإسرائيلية أو من قبل المجتمع الدولي لإنفاذ حل الدولتين وبالتالي نجد هذا الصراع وهذا العنف يتكرران، ويسقط ضحايا من الجانبين يتكرر، ما له تأثير على استقرار المنطقة بصفة عامة".
 
من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده تؤيد حل الدولتين، مسائلًا: "ولكن كيف سنمضي قدما من موقفنا اليوم إلى ذلك الحل مستقبلا، ما يحدث وما حدث مؤخرا يجعل هذا الأمر مستحيلا".
 
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن مشروع القرار المطروح من جانب المجموعتين العربية والإسلامية على مجلس الأمن حول إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأسباب تكرار تأجيل التصويت على مشروع القرار لأكثر من مرة، أكد وزير الخارجية أن المباحثات اليوم مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون تناولت مشروع القرار، لافتا إلى أن القرار إنساني في المقام الأول ومتصل بكيفية الإسراع وزيادة حجم المساعدات لمواجهة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
 
وتابع شكري: "مشروع القرار يتعلق بوقف الأعمال العدائية لتوفير الفرصة لدخول المساعدات"، لافتا إلى أن الموقف العربي الإسلامي كان في المقام الأول وقف العدائيات بشكل كامل فدرجة الدمار التي لحقت بغزة تزيد على 20 ألف شهيد منهم حوالي 8 آلاف طفل وهي أوضاع غير مقبول أن يتعامل معها المجتمع المدني خارج الإطار الإنساني والقواعد الحاكمة للقانون الدولي الإنساني.
 
وقال وزير الخارجية "كنا نتصور أن يتم اعتماد القرار بشكل أسرع لتلبية احتياجات الإنسانية، وعندما يتحدث المجتمع الدولي عن الأوضاع الإنسانية في العالم فدائما نشعر بأن هناك اهتمامًا كبيرًا، وفي هذه الأوضاع نتساءل لماذا هناك هذا القدر من التباطؤ في تناول الأمر وفي وصفها بأوصافها الحقيقية، لكن نفهم قضية المعادلات السياسية القائمة في مجلس الأمن ونتعامل بمرونة كمجموعة إسلامية عربية تتفاوض حول القرار وقبلت كثيرًا من التعديلات على النص من مختلف الدول الأعضاء للحصول على تأييدها للقرار".
 
وأشار شكري إلى أن مشروع القرار حصل حتى الآن على دعم من 70 دولة وهو دليل على مدى أهمية القرار للمجتمع الدولي، مضيفا: عندما نرى الأطفال يموتون ونرى التدمير والمعاناة التي نشاهدها كل يوم فيجب أن تكون الاعتبارات الإنسانية هي المحرك الرئيسي، وهذه هي المسئولية التي يفترض أن يحرص عليها كافة أعضاء المجلس.
 
وفيما يتعلق بأمن البحر الأحمر، قال وزير الخارجية إن مصر تشترك في مبادئ خاصة بحرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها وحماية البحر الأحمر، مؤكدا أن الدول المشاطئة للبحر الأحمر تضطلع بمسؤولية دائمة في إطار تأمينه.
 
وأوضح أن الدولة المصرية تستمر في التعاون مع الكثير من شركائها لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر، مشيرا إلى أنه تم التباحث في إطار هذه المبادئ، والمملكة المتحدة عضو في تشكيل وحدة بحرية جديدة في هذا الإطار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق