مرصد الأزهر: صناعة الكذب وتزييف الحقائق أبرز الأساليب المستحدثة للتغطية الإعلامية الغربية للحرب على غزة

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 03:38 م
مرصد الأزهر: صناعة الكذب وتزييف الحقائق أبرز الأساليب المستحدثة للتغطية الإعلامية الغربية للحرب على غزة
منال القاضي

قال مرصد الأزهر في تقرير له، إن الإعلام دورًا حيويًّا في تغطية الصراعات حول العالم، شريطة الالتزام بالمعايير المهنية من حيث تقديم الأحداث والصراعات دون تدخل في تعديل مساراتها بالحذف والإضافة، أو التحيز إلى جانب أحد الأطراف على حساب آخر. لكن المتابع للتغطية الإعلامية العالمية، للإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، سوف يلاحظ مخالفة وسائل إعلام تحظى بملايين المتابعين من مختلف الجنسيات، الكثير من المعايير المهنية، وأبرز دليل على ذلك توقيع أكثر من (750) صحفيًا بالمؤسسات الإخبارية العالمية مثل "واشنطن بوست"، و"لوس أنجلوس تايمز" و"الجارديان" على رسالة تدين تورط جيش الاحتلال الصهيوني في جرائم قتل الصحفيين في غزة، وتدعو للاستفادة من مصطلحات مثل "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" في التعبير عن جرائم الصهاينة تجاه الفلسطينيين في غزة، والتحذير من تداعيات الحصار الإعلامي للقطاع على تهديد مصداقية الأخبار ونشرها بشكل خطير في ظل استهداف الاحتلال للصحفيين. وهذه الرسالة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك، التلاعب في المواد الإعلامية المتعلقة بأحداث غزة وفلسطين المحتلة بشكل عام، وعليه يمكن القول بجرأة أن للإعلام العالمي المنحاز دور خطير في إبادة الفلسطينيين بغزة بواسطة الاحتلال الصهيوني. والأمر لا يقتصر على الأحداث الجارية، ولكن التغطية الإعلامية العالمية للحق الفلسطيني بشكل عام، شابها الكثير من العوار ما جعلها شريكًا أساسيًا في جرائم الكيان الصهيوني على مدار سنوات. 
 
وتابع: والطفرة التقنية الحالية في وسائل الإعلام من حيث جودة الصورة وسرعة النشر وتنوع الأدوات، يثبت تواطؤ الإعلام الغربي منذ القدم في إخفاء حقيقة الأحداث في فلسطين، ويجعل من مخالفتها المعايير المهنية جريمة أخلاقية تستوجب العقوبة.
 
ووجه المرصد سؤالا عن تعمد وسائل الإعلام الغربية تزييف الحقائق الفلسطينية؟ اعترف بعض الإعلاميين بانحياز وسائل الإعلام الأجنبية للجانب الصهيوني في تغطية الأحداث الفلسطينية.
 
على سبيل المثال كشفت "سارة هيلم" مراسلة صحيفة (الإندبندنت) البريطانية سابقًا، عن وقوعها ضحية الضغط الإعلامي والسياسي الصهيوني المكثف على كل المستويات؛ خاصة من جماعات الضغط المؤيدة للاحتلال داخل لندن، وخوف المتعاملون مع هذه القضية من الملاحقة بتهمة معاداة السامية.
 
كما ذكر "ديفيد كرونين" الكاتب السابق بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أحد المحررين قد نصحه بالابتعاد عن تغطية الشأن الفلسطيني.
 
وعزا (كرونين) إشكالية إهمال السياق التاريخي للقضية الفلسطينية في الإعلام الغربي، للخوف من سيل التهم المعلبة ضد من يقرر خوض هذا المضمار، وهو ما انعكس على عدم فهم القراء في العالم حقيقة ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تتعرض لعدوان أحادي الجانب تاريخيًّا. لذلك لم يكن من المستغرب ألا يعي القراء تسجيل 7 من أصل كل 10 فلسطيني بغزة كلاجئين منذ عام 1948، نتيجة إجبار العائلات الفلسطينية على النزوح بسبب العصابات الصهيونية المسلحة القادمة من أوروبا.
 
وتحت عنوان (مشكلة تغطية وسائل الإعلام الغربية الرئيسة لفلسطين) والمنشور في مايو 2021م، كتبت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، عن التناول الإعلامي الغربي المتحيز للصهاينة، وتحريف لمعاناة الفلسطينيين بوصف ردود أفعالهم بـ (تصعيد للعنف)! والسؤال: ما هي عوامل نجاح عملية التعتيم المتعمد للحق الفلسطيني؟! هناك العديد من العوامل التي ساهمت في ذلك يمكن استنتاجها من خلال المتابعات الإعلامية، من مثل ضغوط اللوبي الصهيوني على كل المستويات، والخوف من الملاحقات بتهمة معاداة السامية، وتزييف التاريخ، وإضفاء قيادات الاحتلال صبغة دينية على هذه القضية، وترويج المظلومية ولعب دور الضحية عبر استغلال حادث المحرقة النازية غير المؤكد.
 
ويحذر المرصد من  دور الإعلام  باعتباره في غاية الخطورة في حال توظيفه لصالح أطراف معينة في الصراعات، فهو إلى جانب ابتعاده عن نقل الحقائق، يعطي تلك الأطراف ضوءًا أخضرًا لمواصلة انتهاكاتهم للقانون الدولي ويصبح العالم غابة حقيقية لا يحترم فيها الإنسان ويستهان بحياته، كما تضلل الرأي العام العالمي لصالح تلك الأطراف، والذي على مدار سنوات يصبح ذلك عبثًا تاريخيًّا يطمس حقوق الشعوب وإرادتها الحرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق