«اللي معاه مصر ما يخافش».. التوجيهات الرئاسية تحقق 3 مطالب إنسانية فورية لأشقاءنا في غزة

السبت، 25 نوفمبر 2023 07:00 م
«اللي معاه مصر ما يخافش».. التوجيهات الرئاسية تحقق 3 مطالب إنسانية فورية لأشقاءنا في غزة
محمد فزاع

1- هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار 4 أيام وإدخال شاحنات المساعدات الإغاثية والوقود والإفراج المتبادل عن المحتجزين والأسرى 

2- نقل الأطفال الخدج حديثي الولادة بشكل عاجل إلى المستشفيات المصرية حفاظا على أرواحهم.. وعلاج 10 الاف مصاب فلسطيني

3- توفير إمدادات غذائية إضافية من السلع الغذائية بقيمة 650 طناً للفلسطينيين في القطاع واستمرار فتح معبر رفح

 
مع الإعلان الرسمي، فجر الأربعاء الماضى، عن نجاح الجهود المصرية - القطرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة، وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربع أيام قابلة للتمديد لوقف آلة الحرب الإسرائيلية فى العدوان المستمر منذ الـ 7 من أكتوبر، بعد اتصالات وتحركات مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية من أجل خفض التصعيد وإدخال الجانب المصري للمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة، اكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ترحيبه بما نجحت به الوساطة "المصرية القطرية الأمريكية" في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في غزة، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين، مشدداً في الوقت نفسه على استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
 
والأسبوع الماضى، كانت هناك توجيهات رئاسية واضحة من الرئيس السيسى، لمزيد من تخفيف الضغوط الواقعة على عاتق الاشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع، وأيضاً للعمل على وقف الحرب، وتوفير الحماية للأشقاء.
 
الحفاظ على حياة الأطفال الخدج
 
أول التوجيهات كانت نقل عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة بشكل عاجل من شمال القطاع إلى مصر، حفاظا على أرواحهم، وبالفعل استقبلت مصر على مدار الأيام الماضية، العديد من الأطفال، فتم نقل 12 طفلا إلى مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، بواسطة «الإسعاف الطائر» كما قالت وزارة الصحة إن 28 طفلا من الأطفال المبتسرين وصلوا إلى معبر رفح البري، وتم نقلهم إلى المستشفيات المعدة لاستقبالهم، بفرق طبية وتجهيزات على أعلى مستوى لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.
 
وأكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن إجمالي الذين تلقوا خدمات طبية من قطاع غـزة بداية من 1 نوفمبر بلغ  9 الاف و447 حالة، بينهم 1932 طفل، مشيراً إلى أنه تم توزيع المصابين على المستشفيات المصرية والتي شملت مستشفيات (العريش، الشيخ زويد، بئر العبد، أبو خليفة، معهد ناصر، عين شمس العام، السلام التخصصي، المجمع الطبي"، مؤكداً أن 71% من الحالات مازالت تتلقى العلاج بالمستشفيات المصرية.
 
إيصال الدعم الإنساني لأهالي القطاع
 
وخلال الأسبوع الماضى، وخلال اجتماعه مع نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، أكد الرئيس السيسى، استمرار جهود مصر المكثفة لتقديم وإيصال الدعم الإنساني لأهالي القطاع، مشيداً بالدور الذي يقوم به الهلال الأحمر المصري في هذا الشأن، مستعرضاً الجهود التي يقوم بها الهلال الأحمر المصري لإنفاذ المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
 
وسبقه أيضاً اجتماع للرئيس السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور على مصيلحى، وزير التموين التجارة الداخلية، وجهه خلاله الرئيس بتوفير إمدادات غذائية إضافية من السلع الغذائية المتنوعة بقيمة 650 طناً للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وذلك في إطار دور مصر المتواصل في دعم الأشقاء في غزة على جميع المستويات.
 
وأيضاً تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم كافة انواع الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، اعلنت وزارة النقل ممثلة في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة انه في اطار تنفيذ التوجيهات الرئاسية يتم تقديم اشكال مختلفة من الاجراءات العاجلة والتسهيلات لعبور لكافة المعونات والمساعدات والمعدات الي الجانب الفلسطيني وتسهيل اجراءات دخول المصابين والمرافقين وحاملي الجنسيات المزدوجة القادمين من الجانب الفلسطيني بالاضافة الي تقديم الدعم والعون لهم واعفائهم من رسوم العبور، حيث قامت ادارتي مينائي رفح - العوجة بسرعة انهاء الاجراءات بالتنسيق مع الاجهزة المعنية المختلفة والعمل على مدار الـ 24 ساعة يومياً، وكذلك السماح بمبيت شاحنات المعونات بمنفذي رفح - العوجة تمهيدا لدخولهم الى الجانب الفلسطيني مع توفير اماكن لايواء سائقي الشاحنات، بالاضافة الى التنسيق المستمر على مدار الساعة مع الهلال الاحمر والحجر الصحي والمنظمات المختلفة لتوفير الدعم اللازم للعابرين من والى الجانب الفلسطيني وتوفير اماكن لتسهيل متابعة اعمالهم وتقديم الخدمات الادارية اللازمة لهم.
 
وقف نزيف الدماء
 
وخلال مشاركته في القمة الاستثنائية لمجموعة "البريكس" عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" والتي انعقدت الثلاثاء الماضى لمناقشة التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط وخاصة الأوضاع في قطاع غزة، أكد الرئيس السيسي، أن الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء في قطاع غزة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاذ الآمن والمُستدام للمُساعدات الإنسانية وتجنُب استهداف المدنيين والمُنشآت المدنية في القطاع، مشددا على ضرورة تسوية جذور الصراع والتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وقال الرئيس السيسي "إن قمتنا هذه تأتي في توقيت حرج يشهد فيه الفلسطينيون تصعيداً مُستمراً، في قطاع غزة والضفة الغربية، أودى بحياة آلاف المدنيين، ثُلثيهم من النساء والأطفال، كما تعرض القطاع بأكمله إلى عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط من أجل التهجير القسري، وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولي وجمود الضمير الإنساني"، مشيراً إلى أن مصر رحبت بالجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة، وفي مُقدمتها قرار مجلس الأمن 2712، الذي دعا إلى التوصل العاجل إلى هدن وإنشاء ممرات إنسانية مُمتدة في جميع أنحاء القطاع، وتدعو مصر في هذا الإطار المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال من أجل الامتثال لتنفيذ هذا القرار.
 
وأكد الرئيس السيسى أن مصر تبذل كافة الجهود من أجل تخفيف مُعاناة الفلسطينيين في غزة، حيث قامت بفتح معبر رفح الحدودي منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وخصّصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم، ولكن تتسبب الآليات الموضوعة من السلطات الإسرائيلية في تعطيل وصول المساعدات لمُستحقيها، ومن ثم، فإن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها، وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة لإعاشة أهالي غزة، مشدداً على أن مصر كانت ،ولا تزال، تُعارض الضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم سواء بشكل فردي أو جماعي، كما تقف مصر ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري، داخل أو خارج غزة، خاصةً وأن ترك الفلسطينيين لأرضهم، مخالفة جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيماً وتعقيداً.
 
التوصل لاتفاق هدنة إنسانية 
 
وفى ضوء التوجيهات الرئاسية أيضاً، واصلت القاهرة تحركاتها واتصالاتها المكثفة للإفراج عن المحتجزين من القطاع، وإنهاء صفقة للإفراج عن المجتجزين والأسرى، مقابل وقف إطلاق النار، والافراج عن عدد من الاسرى الفلسطينيين لدى السجون الإسرائيلية، وهو ما تحقق الأربعاء الماضى، من خلال التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لأربعة أيام بدأت رسميا في العاشرة صباح الخميس الماضى، وتضمنت الهدنة الإنسانية، وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوبًا، كما يشمل الاتفاق إطلاق سراح 50 من المحتجزي الإسرائيلين من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من الفلسطينيين من سجون الاحتلال دون سن 19 عامًا حسب الأقدمية.
 
كما تضمن الاتفاق وقف حركة الطيران الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الأربعة أيام، وكذا وقف حركة الطيران في (الشمال) لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة 4:00 مساء، كما يلتزم الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الهدنة بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، فيما يضمن الاتفاق حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.
 
ونجحت الجهود المصرية في إتمام هدنة حقن الدماء الفلسطينية، بمشاركة أمريكية قطرية، حيث بذلت القاهرة على مدار الأسابيع الماضية، جهودا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى، هدفت مصر من خلالها أن تسهم في خفض حدة التصعيد يعقبها هدن أخرى ثم وقف دائم لإطلاق النار.
 
وخلال إنجاز الهدنة، نسقت مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع قطر لإنجاح الهدنة التي يعد الجانب الأمريكي الضامن لها، كونه يمتلك أدوات الضغط اللازمة على الجانب الإسرائيلي للالتزام ببنود الاتفاق التي جرى الاتفاق عليها.
 
وفور الإعلان عن الهدنة، ساد ارتياح دولى واقليمى، موجهين الشكر للقيادة المصرية على دورها، وايضاً للتحركات الأمريكية القطرية، حيث قدّم الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر إلى الرئيس السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على جهود الوساطة في سبيل التوصل إلى اتفاق التهدئة الذي أفضى إلى "إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة"، مثمنا "القيادة والشراكة الحاسمة" للرئيس السيسي والأمير تميم في التوصل إلى هذا الاتفاق.
 
كما قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية إن واشنطن ترحب بالاتفاق، وأضاف: "لا أستطيع أن أتخيل المحنة التي تعرض لها كل فرد من هؤلاء الأشخاص خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأنا ممتن لأنه سيتم لم شملهم مع أحبائهم قريبا"، مشيراً إلى أن هذا يأتي "نتيجة للدبلوماسية الدؤوبة والجهود المتواصلة عبر الوزارة وحكومة الولايات المتحدة الأوسع .. وأنا أقدر القيادة والشراكة المستمرة بين مصر وقطر في هذا العمل".
 
وقالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج، إن مصر أظهرت مرة أخرى طوال هذه الأزمة وخلال هذه المفاوضات التزامها بالاستقرار الإقليمى، كما أظهرت أيضا كرمها فى مساعدة المدنيين الذين وقعوا فى براثن الصراع، مضيفة: "وبالنيابة عن حكومة الولايات المتحدة والشعب الأمريكي، فإنني أيضًا أقدر وأدرك تركيز مصر الثابت والممتد على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين فى غزة، وتسهيل مغادرة المواطنين الأجانب من غزة فى أمان بما فى ذلك المواطنين الأمريكيين وأفراد أسرهم. وإننى ممتنة لإصرار شركائنا المصريين وتصميمهم على العمل معنا بشكل وثيق لتحقيق أخبار اليوم المفعمة بالأمل - وهى شهادة لا لبس فيها على قوة شراكتنا".
 
وأكدت هيرو مصطفى جارج أن الولايات المتحدة تشيد بقيادة الحكومة المصرية ورؤيتها طويلة المدى فى العمل من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، موضحة أنه كما قال الرئيس بايدن والوزير بلينكن، فإن الولايات المتحدة ترفض التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة سواء إلى مصر أو إلى أي مكان آخر.
 
كما أعرب نواب الكونجرس الأمريكى من الديمقراطيين والجمهوريين عن ارتياحهم للتوصل إلى اتفاق الهدنة، وقال زعيم الأغلبية بالشيوخ الديمقراطى تشارلز شومر إنه شعر بالسرور والارتياح بهذا الاتفاق الذى يمثل تقدما حقيقيا.
 
وأشادت الخارجية الأردنية بالجهود التى بذلتها مصر وقطر بالشراكة مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية فى قطاع غزة، وأكدت، أهمية ضمان إسهام الاتفاق في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لكافة مناطق القطاع، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في مساكنهم، كما أعربت عن أملها أن تصبح الهدنة في قطاع غزة خطوة تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل.
 
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، عن أملها فى أن يكون هناك فرنسيون من بين الـ 50 رهينة الذين سيتم إطلاق سراحهم فى إطار الاتفاق، حيث مازال 8 فرنسيين فى عداد المفقودين منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، وقالت كولونا "نأمل في أن يكون هناك فرنسيون من بين الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم".
 
كما رحبت الإمارات، بالجهود المصرية لتحقيق اتفاق الهدنة الإنسانية، وأثنت على الجهود التى قامت بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الاتفاق، معربة عن أملها في أن يمهد الطريق لإنهاء الأزمة وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة.
 
كما رحبت إيطاليا بالاتفاق، وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى إنه سيسمح أيضا بهدنة إنسانية تشتد الحاجة إليها في غزة، كما أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تطلعه لأن تفضي الهدنة عن وقف شامل لإطلاق النار في القطاع، وإنهاء للعدوان الإسرائيلي الوحشي على سكانه المدنيين، مؤكدا ضرورة العمل للبناء على هذه الهدنة التي تمثل فرصة لتحقيق وقف كامل للأعمال العدائية.
 
كما أعربت سلطنة عُمان عن امتنانها للوساطة المشتركة التي قامت بها مصر و قطر للوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في غزة، فيما أعرب اللورد طارق أحمد وزير الدولة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية عن شكره لمصر وقطر على دورهما فى التوصل الى الاتفاق، مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط.
 
كما قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، إن بلاده ترحب بالاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، مشيراً إلى "إنها خطوة إيجابية، هذه أول أخبار جيدة من غزة منذ وقت طويل".
 
يعد الاتفاق الذى جرى التوصل إليه بداية حقيقية في خطوات وجهود خفض التصعيد الجاري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقد يدفع جميع الأطراف للوصول بأن يتبعه هدن إنسانية وصفقات أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين.
 
وعملت الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية على مدى أكثر من أسبوعين للتوصل لهذا الاتفاق والصفقة، حيث جرت جولات مكوكية من المباحثات والاجتماعات شهدتها القاهرة سواء مع مسئولين إسرائيليين أو قيادة حركة حماس بتنسيق كامل مع الطرف الأمريكي بهدف تذليل كافة العقبات أمام إتمام اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.
 
وتمتلك مصر تراكم كبير وخبرات واسعة في ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وانحيازها الكامل للحق الفلسطيني لم يمنع أن يراها الجميع وسيط نزيه وموثوق فيه، ويمثل الاتفاق أول انفراجة حقيقية في الصراع القائم في قطاع غزة وسيشجع كافة الأطراف الإقليمية والدولية على دعم هذا المسار لوقف كامل لإطلاق النار، وهو التحرك الذي تحركت مصر لتفعيله منذ الأيام الأولى للعدوان وتمثلت في التحركات السياسية والدبلوماسية واحتضان قمة القاهرة للسلام.
 
ويعد الجزء الأكبر في أهمية اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، هو أنه سيسمح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة بما فيها شمال القطاع والذي كانت ترفض إسرائيل وصول أي مساعدات له، وسيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
 
الاتفاق يتضمن تدفق السولار والغاز إلى كافة مناطق قطاع غزة، ويعد هذا تقدم ملموس خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض خلال الأيام الماضية وصول شاحنات الوقود لشمال القطاع اللازم لتشغيل المخابز ومحطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه والمستشفيات وكل القطاعات المدنية، بجانب تغطية كافة احتياجات المنظمات الأممية كالأونروا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق