أشرف زكي يخرج عن صمته: «الفنانين مش ديكور ولا ذواقي تورتة».. الحكومة لا بترحم ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل.. الدولة تجاهلتنا في تعيينات النواب.. و«ولاد الحلال» ولعوا في النقابة
الجمعة، 29 يناير 2016 05:29 م
الدكتور أشرف زكى عميد معهد الفنون المسرحية، نقيب المهن التمثيلية، فنان شديد الهدوء حتى فى أصعب لحظات انفعاله، ولكن أن تصل لحظات الإنفعال إلى ذروتها ويعلن نقيب الممثلين استقالته، فهنا يكون زكي أعلن عن خلع عباءته، حيث إن الفترة الأخيرة شهدت تحولا كبيرًا فى أداء زكى، وانفجر غضبا بسبب تخاذل مؤسسات الدولة تجاه مشروعات النقابة المختلفة التى باتت مجمدة لاتتحرك خطوة واحدة للأمام.. كشف حساب أراد البعض أن يواجه به أشرف زكى رغم مرور ستة أشهر فقط على وجوده على رأس النقابة العريقة بينما يرى النقيب أن هناك تعجل فى النتائج لوجود الكثير من التحديات أمامه.. علامات استفهام وأسئلة أخرى يفسرها ويجيب عليها نقيب الفنانيين لـ"صوت الأمة".
لماذا تقدمت باستقالتك مؤخرا؟
لقد كان هناك العديد من الضغوط الداخلية والخارجية، والأولى تتمثل فى استعجال، بعض الزملاء لى وللمجلس نحو تحقيق المزيد من طموحاتهم وهذا حقهم ولكن البعض "شطح" عبر صفحة النقابة على "فيسبوك" وحاول الإساءة والتقليل من حجم الانجازات والجهود المبذولة، ونحن كمجلس نقابة لانريد حتى كلمة شكر لأن هذا واجبنا، ولكن على الجانب الآخر لا يصح أن يسىء إلينا ويخسف بما نقوم به الأرض، فأنا بشر ولدى طاقة احتمال ورغم ذلك عدت بعد رفض الاستقالة من مجلس النقابة لنستكمل ما بدأناه حفاظا على كيان نقابة الممثلين، والحقيقة أرى أن "فيسبوك" سبب كثير من المشاكل والكوارث فى مصر، فلك أن تتخيل مثلا أزمة هشام سليم وياسمين عبد العزيز بسيطة للغاية ولكن بعض "ولاد الحلال" من فيسبوك اشعلوا الفتن وعقدوا الموقف بينهم وأنا آمل أن نصفى الخلاف بينهم قريبا.
تحدثت عن ضغوط خارجية دفعتك للاستقالة فهل لنا أن نعرف تلك الضغوط؟
الحقيقة أهم الضغوط الخارجية، هى أننى لا أجد أى تعاون من أجهزة الدولة مع نقابة الممثلين فالدولة تكره الفنانين رغم أننا كنقابة لا نريد أى شىء من الدولة التى تمنحنا دعم 12 ألف جنيه فقط فى السنة، وهو مبلغ لا يسدد فاتورة علاج لعضو واحد في مستشفى حكومى، وأنا لدى الكثير من المكاشفات ستظهر فى وقتها ورغم ذلك تجد مثلا عرقلة لمشروع دار المسنين الخاص بالنقابة والدولة لم تدفع فيها جنيه واحد سواء فى الأرض أو الإنشاءات، ولكن ما نطلبه موافقة على دور إضافى مجرد توقيع على ورقة ليكون المبنى ثلاثة طوابق، ولما وجدت الأمر معقد قابلت وزير الإسكان منذ خمسة أشهر ولم يرد حتى الأن وتجاهلنى تماما، كما طالبنا بمقابر ولم يرد علينا أيضا وتجاهلنا بشكل فج.. وزارة الإسكان "لا بترحم ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل"، كما طالبت بمعاشات استثنائية من الدولة لبعض رموز التمثيل، وكنت قد اتفقت مع رئيس الوزراء السابق على كل شىء ووافق ولكن بعد رحيله تم رفض كل شىء، وهذا لا يصح فالفنانيين هم من أسعدوا الملايين وكانوا خير سفراء لبلادنا وشكلوا وجدان الشعوب فهل أحد فكر كيف يعيش هؤلاء؟ بالطبع لا أحد يعرف فهل يصح أن يكون معاش فنان أفنى عمره فى عمله أن يكون معاشه 500 جنيه هل هذا يليق بفنانى مصر؟ هذه هى الطريقة التى يتم التعامل بها معنا والدولة لا تريد مساعدتنا بل لا تسمعنا أصلا.
ألا ترى تحولك المفاجىء من المهادنة للهجوم على مؤسسات الدولة أمر غريب؟
لاا هو ليس غريب، إذا تم تفسيره فتلك المؤسسات كانت متعاونة معنا للغاية وتلبى كل احتياجات الممثلين، أما الآن فلا أحد يعيرنا أى اهتمام، فلابد من إعلان ذلك ليعرف الجميع ما يدور معنا.
هل هناك تفسير لذلك؟
هم يرونا هكذا كفنانيين ويستخدمونا "ذواق للتورتة" حينما يكون مناسبة، وأكررها، رغم أننا كنقابة لا نريد شيئا من الدولة ورغم ذلك، فحتى مجلس الشعب حينما تم تعيين أعضاء لم ينظر أحد لفنان فى التعيين كنوع من التكريم فما المانع أن يكون فنان قدير فى قامات محمود ياسين أو صلاح السعدنى أو سميحة أيوب عضوا فى المجلس بالتعيين، فهؤلاء لعبوا داوار هامة للغاية على مستوى ما قدموه، وأذكر الجميع أن شرارة ثورة 30 يونيو كانت بسبب اعتصام الفنانيين والمثقفين بوزارة الثقافة، ولك أن تتخيل أننى طالبت مثلا الدولة بعلاج بعض الفنانيين الكبار جدا على نفقة الدولة كتكريم فقط أو كمواطنين، إلا أن الأمر قوبل بالرفض، وأنا لدى أسماء كبيرة فى هذا الأمر لو أعلنتها للأعلام سيغضب الرأى من طريقة تعامل الدولة مع رموز مصر من الفنانيين، والأمر لا يخص المال فقط، بل التكريم ورغم ذلك نلتزم الصمت وندبر أمورنا وللجميع أن يعرف مثلا أن هناك بعض المديونيات علينا كنقابة لبعض المستشفيات نظير جراحات أو علاج بعض الفنانيين ونقوم بتسويتها، ورغم ذلك نتعرض لمضايقات من الدولة، للجميع أن يتخيل طريقة تعامل الدولة معنا فى نادى النقابة النهرى بالجيزة فهذا النادى مساحته ألف متر، وكنا ندفع كنقابة جنيه للمتر كحق انتفاع وفجأة قفز مقابل حق الانتفاع من الف جنيه فى العام إلى ربع مليون جنيه، وهذا أمر أصابنى بالفزع، فدخلت فى مفاوضات مع وزارة الزراعة لتخفيض المبلغ ففوجئت أنه يحتسب لى المتر بثلاثين جنيها فوافقت ولكن أبلغونا أننا لن نسدد بأثر رجعى وسيتم الاحتساب للمتر بمبلغ 120 جنيها وفجأة قاموا بالحجز على اموال النقابة فى البنك الخاصة بالمعاشات، وأنا أتساءل هل كل النوادى النهرية المجاورة لنا مثل أندية القضاة ومجلس الدولة والزمالك تدفع المبالغ التى ندفعها؟ الإجابة لا واتحدى فبدلا من دعمنا تحاولون عرقلتنا
وماذا عن عيد الفن؟
ساخرًا.. هذه الجملة ليست غريبة عنى، ضحكوا علينا من كام سنة وقالوا لنا عيد الفن رجع، وطلع ولا رجع ولا أى حاجة والناس ماتت من غير ما تتكرم فالدولة لا تعترف بالفنانين، ورغم ذلك أنا أثق في أن رئيس الدولة لا يغفل عليه أننا كفنانيين غاضبون من أجهزة الدولة وبعض الوزراء والمحافظين واثق أيضا في أن الرئيس سيجتمع بنا قريبا.