صنع في مصر

 

  منذ سنوات ويشكل شخصي بدأت التوجه لشراء البدائل المصرية المتميزة للعديد من المنتجات سواء ملابس ، مستحضرات تجميل ، أغذية وغيرها ، مع الوضع في الاعتبار إنني وبقناعة تامة أؤمن بأن كل ما يتم تصنيعه على أرض مصرية بأياد مصرية هو منتج محلي يساعد في تقوية الاقتصاد المصري بضخ عملة صعبة وتوفير الميزانية الخاصة باستيراد نفس المنتج من الخارج ، والمساعدة في زيادةالعملة الصعبة في حال تصديره ، كما أنه يساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى معيشة الأفراد العاملين في تلك المصانع وما يرتبط بها من المكونات المغذية وغيرها من الفوائد العامة .

 

لقد كان السبب الرئيسي في توجهي للمنتجات المصرية هو المساهمة في تشجيع المنتج المصري وتقليل الضغط على الحكومة والناتج عن استهلاك منتجات مستوردة تستدعي خروج العملات الصعبة من البلد وبخاصة الدولار ، فدوري كمواطنة تعيش على أرض مصر هو المشاركة ولو بشكل شخصي في حل المشكلات والمساعدة في إيجاد حلول فردية لو أنها تحولت لجماعية لاستطعنا إنقاذ ما يمكن انقاذه .

 

وأثناء رحلتي في البحث عن البدائل اكتشفت العديد من ماركات الملابس المصرية الرائعة سواء في الأذواق أو الخامات وأيضا الأسعار المنافسة ، واكتشفت أيضا أن منتجات الجلود الطبيعية تتميز بمراحل عن كل ما هو مستورد حتى وأن لدينا أسماء مشهورة في صناعة الأحذية والحقائب وصلت للعالمية ، كما ذهلت بمستوى بعض المستحضرات التجميلية والعلاجية التي تشابه في نتاجئها منتجات مستوردة بأضعاف الثمن ، فالمتاح من المنتج المصري أصبح متنوع ومناسب لجميع الفئات ، ومتفاوت في أسعاره كي يرضي رغبات واحتياجات الجميع .

 

أضف إلى ذلك العديد من المنتجات الغذائية المحلية التي تضاهي المستوردة .

 

ولنا هنا وقفة هامة أن تحولنا للمنتج المحلي البديل لا يعني قبولنا بالقليل ، أو بمستوى جودة أو خدمة متدنية فنحن لا نعيش في عصر الاشتراكية ، فالمستهلك حين يدفع مالا لشراء سلعة يحتاج لأن يحصل على مقابل مناسب يلبي رغباته على جميع المستويات مثل الخدمة والجودة والسعر العادل ، وإذا كان المواطن يحاول مساعدة بلده ومساعدة المنتجين المصريين في النهوض بصناعاتهم ، فعليهم أولا مساعدة أنفسهم في تقديم الأفضل دائما كي يجذب المستهلك ويربطه بالمنتج المصري ويجعله الاختيار الأول دائما .

 

أتمنى وبشدة أن نتكاتف جميعا منتج ومستهلك ، فعلى المنتج الارتقاء بمستوى المنتجات المصرية التي تلبي احتياجات المستهلكين وهم بمئات الملايين ، وعلى المستهلك تفضيل كل ما هو مصري مميز لتشجيع المزيد من المستثمرين سواء من الداخل أو الخارج لتوسعة مشاريعهم التي تساعد في زيادة فرص العمل والقضاء على البطالة وضخ رؤوس الأموال في الاستثمارات على أرض مصر ، والبدء في الوصول للاكتفاء الذاتي على الأقل في بعض القطاعات والمنتجات ، وهو ما يعود بالفائدة على الجميع  .

 

لعل الأوضاع والظروف الحالية بالرغم من أساها وآلامها تكون نقطة تحول في التفكير والوعي الجمعي ، وبداية للتعرف على منتجاتنا وتشجيع المميز منها ، وتطوير المنتج المتواضع وتشجيعه لتحسين مستواه مستقبلا ، لمواكبة الحالة العامة والرغبة في الاتجاه للمنتج المحلي ، وانتشار الجملة المحببة إلى قلبي "صنع في مصر " ووصولها للعالمية .