ما بين دعوات المقاطعة وتشجيع المنتج المحلي
السبت، 11 نوفمبر 2023 10:13 م
في كل مرة تتعرض فيها غزة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، تخرج دعوات المقاطعة وبمجرد ما يتوقف إطلاق النار، ينسى الجميع ما كانوا يدعون إليه ويعودون لاستهلاك المنتجات الغربية وكأن القضية الفلسطينية حُلت ولم يعد هناك داعٍ للمقاطعة.
لكن أعتقد أن هذه المرة الوضع مختلف تماما، بداية من قسوة وبشاعة العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، التي وصلت حدا غير مسبوق، وانتهاء بحالة الزخم في الشارع العربي وتفاعله بشكل قوي مع ما يحدث في غزة واهتمامه بتفعيل المقاطعة، وهو ما شهدناه بكثافة على السوشيال ميديا، لاسيما ما يتعلق بعودة شركة مشروبات مصرية شهيرة للساحة بعد أن نساها الجميع، لتتصدر زجاجاتها واجهات الثلاجات في المحلات والمولات التجارية.
دعوات المقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والدول الداعمة لإسرائيل، سبقتها دعوات لتشجيع المنتج المحلي، في ظل توجه الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي، لتوفير العملة الصعبة، وحل أزمة الدولار، وهو ما يمكن البناء عليه بالنظر لحالة الزخم غير العادية في الشارع المصري لمقاطعة البضائع الأمريكية والدول الداعمة لإسرائيل، فلماذا لا تتوسع حملة المقاطعة لتشمل كل ماهو أجنبي طالما كان له بديل مصري، وحتى لو لم يكن له بديل مصري فمقاطعة المنتج الأجنبي سيؤدي بالضرورة إلى إيجاد نظير له محلي، وسيظهر مصنعون ومنتجون وطنيون قادرين على المنافسة، وهو بالفعل ما حدث بالقياس على شركة المشروبات الشهيرة التي حققت أرباحا في فترة زمنية قياسية.
ما أرجوه وأتمناه حقا ألا تنتهي دعوات المقاطعة، مثل كل مرة، بنهاية العدوان الإسرائيلي، لاسيما وأن هذه الدعوة تنسجم مع تشجيع الدولة للتصنيع المحلي والإنتاج، فهذا وحده قادر على صناعة اقتصاد قوي يخلق مواقف سياسية أقوى على الساحة الإقليمية والدولية، كما تأتي هذه الدعوة وسط رأي عام عربي ومصري ملتهب وكاره للاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فالظروف مهيأة أكثر من غيرها لتفعيل المقاطعة وتشجيع المنتج المحلي.