التهجير وتخاذل الغرب .. لماذا هدد وزير إسرائيلي بإبادة غزة بـ "النووي"؟
الإثنين، 06 نوفمبر 2023 11:12 صمحمود علي
لا زالت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بتهديده بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة تلاقي صدى واسع في العالم العربي، حيث توالت ردود الأفعال المنتقدة للتصريحات الإسرائيلية المستفزة، مؤكدة أنها تعبر وتكشف عن مدى الجرائم المرتكبة من جانب الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وكان إلياهو اقترح أمس قصف قطاع غزة بقنبلة نووية، وأكد أن مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية جزء من ثمن الحرب.
وأعرب إلياهو أيضًا عن اعتراضه خلال المقابلة على السماح بأي مساعدات إنسانية بدخول غزة، قائلًا: "لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين"، متهمًا أنه "لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة".
كما دعا الوزير الإسرائيلي المتطرف إلى سرقة أراضي القطاع وبناء المستوطنات هناك. وعندما سُئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: "يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحارى، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".
وقال إن شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفًا أن "أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض."
وتشير تصريحات الوزير الإسرائيلي التي تقترح بكل صراحة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، إلى تمهيد الاحتلال والضغط من كل الجوانب لتفريغ غزة من سكانها وهو ما يؤكده زيادة وتيرة القصف والتصعيد الواسع وبشكل جنوني على القطاع، مستهدفاً تدمير البنية التحتية ومحطات الكهرباء والاتصالات والمياه وفق خطة ممنهجة لإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم والهجرة إلى دولة أخرى.
كما أن تصريحات وزير التراث الإسرائيلي ورغم ما أظهره الداخل الإسرائيلي من اعتراض ظهري عليها، إلا إنها تكشف عن أن هذا العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال ما هو إلا إبادة جماعية لسكان قطاع غزة وهو ما تشير إليه الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المكاتب والمنظمات التابعة للأمم المتحدة فضلا عن بيانات وزارة الصحة الفلسطينية والتي أكدت أن هذه الإبادة أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 10 آلاف مواطن فلسطيني، بينهم 70% من الأطفال والسيدات.
وتمادت إسرائيل في اعتداءاتها خلال الأيام الماضية، مرتكبة جرائم حرب، باستهداف المدنيين العزل وسيارات الإسعاف والمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ما يطرح تساؤل مهم أين المجتمع الدولي من هذا التصعيد الإسرائيلي المستفز، لاسيما بعد تهديد الوزير المتطرف بضرب قطاع غزة بالنووي.
ويبدو أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل بازدواجية في المعايير عندنا يتعلق الأمر بقطاع غزة، فبينما نرى هرولة وسرعة في إدانة أي عمل يتعرض له الجانب الإسرائيلي، نلاحظ صمت وتجاهل للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على يد الاحتلال، في وقت لاحظنا الصمت الغربي تجاه التصريحات الإسرائيلية العدائية بالتهديد بضرب سكان القطاع بالنووي.
من جانبه انتقد النائب كريم عبد الكريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، التصريحات التي أدلي وزير من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، وأشار خلالها إن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع.
وقال: إن العالم الغربي هو الذي يتحمل التصريحات الغير مسئولة، مشددا علي أن صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين وراء التصعيد الغير مبرر ويتنافي مع المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية ويدخل فى إطار الإبادة الجماعية.