أعرب تشانج تاو القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة، عن تقدير بلاده للجهود المصرية الحثيثة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتصعيد في قطاع غزة، قائلا: "إن الصين تقدر جهود مصر التى بذلتها وتبذلها خاصة استضافة قمة السلام بالقاهرة".
وأضاف فى مؤتمر صحفى عقد اليوم الخميس، أن قمة السلام التى عقدت مؤخرا نجحت في التوصل إلى توافق مفاده أن الأزمة الحالية ليس لها حل سوى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة معتبرا أن هذا التوافق أقوى من بعض القرارات التى تفتقر إلى الفاعلية.
وقال تشانج تاو القائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة، إن التعاون الصيني المصري حقق خلال 10 سنوات بعد إطلاق مبادرة الحزام والطريق في 2013 إنجازات كبيرة تحت قيادة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج.
وأضاف، أن الصين عكفت طوال هذا العقد على تعزيز الاستثمارات ودعم التعاون الاقتصادي بين الجانبين، مؤكدا أن هناك مجال واسع لزيادة التعاون بين الجانبين وعلينا تعزيز التعاون والتنمية في المنطقة، معربا عن تقدير الصين لدور مصر في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
واستعرض القائم بالأعمال بعض الإنجازات، وقال إنه على سبيل المثال، تعاون الجانب الصيني مع مصر لبناء أكبر برج فى أفريقيا في العاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء السكك الحديدية خط العاشر من رمضان وإطلاق القمر الصناعي، مشيرا إلى أن بكين ستتعاون مع القاهرة في إطلاق القمر الاستطلاعي نهاية العام.
وأشار إلى أن الصين ومصر تعاونتا في إنشاء أكبر مخزن لتخزين اللقاحات وأكبر مصنع الألياف الزجاجية، لافتا إلى أن الشركات الصينية تعاونت مع مصر في بناء الموانئ وتم إنشاء ميناء ابو قير هذا العام.
وأضاف أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى حضر منتدى الحزام والطريق ممثلا للقيادة المصرية والتقى الرئيس الصيني وأجرى الجانبان تبادلا عميق واستعرضا المنجزات.
وقال، إن مصر نجحت مصر في إصدار سندات باندا بـ500 مليون دولار، معتبرا أن هذا سيساعد مصر على التحول للاقتصاد الأخضر.
وأضاف أنه تم توقيع اتفاقيات التعاون مع الشركات الصينية والمصرية، منها مذكرات تفاهم للتعاون في مختلف المجالات والتوقيع على الاتفاقية الإطارية لإنتاج الزجاج وأخرى مع وزارة الطيران المدني، مؤكدا: إن هناك ضرورة لتبادل الدعم والتعاون فيما يتعلق بالقضايا الكبرى التى تهم البلدين ونحن ندعم مصر بثبات جهود الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي.
وأضاف، علينا تعميق الموائمة الاستراتيجية بين البلدين ونشجع الشركات الصينية للاستثمار في مصر كما نرحب دخول المنتجات المصرية الممتازة إلى السوق الصينية حرصا لتقاسم المنفعة والتكنولوجيا والتقنيات لتعزيز التعاون مع مصر في مجالات الهيدروجين الاخضر والطاقات المتجددة والفضاء والتنمية الزراعية والذكاء الاصطناعي والصحة العامة وغيرها من مجالات التعاون.
وأكد أن بلاده ستدعم مصر في مجال الاستثمار والتمويل وندعم البنك الصيني في فتح فرع في مصر مشيرا إلى أن البنك المركزي المصري ينسق مع الجانب الصيني.
وتقدم بالتهاني لانضمام مصر لبريكس وأكد أن بلاده على استعداد لدعم دخول ودور مصر في المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للحفاظ على العدالة والانصاف للدول النامية.
وأكد الحرص على تعزيز التعاون مع مصر في مجال التعليم وكذلك الآثار والسياحة وتجاوز الرحلات المباشرة أرقام ما قبل الجائحة
وأعلن أن الرحلات المباشرة بين القاهرة وشنغهاي ستبدأ في 16 نوفمبر وأكد بذل الجهود لزيادة عدد السائحين إلى مصر.
وأكد أن الصين على أهبة الاستعداد للحفاظ على السلام وتحقيق العدالة والإنصاف للبشرية، مشيرا إلى أن الموقف الصيني من القضية الفلسطينية واضح ودائم.
وأوضح أن الصين تعرب عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع بشكل مستمر، وكرر رسالة وزير الخارجية الصيني الخاصة بأن القضية الفلسطينية هى لب صراع الشرق الأوسط ولب القضية هو عدم تحقيق "العدالة" للشعب الفلسطيني ، وجدد رسالة وزير الخارجية الصيني وانج يي، الخاصة بدعم بكين عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق في أقرب وقت ممكن لدفع القضية الفلسطينية مرة أخرى نحو "حل الدولتين".
وأكد أن موقف بلاده واضح وهو ما اتفق عليه المجتمع الدولي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء مصطفى مدبولى خلال منتدى الحزام والطريق، حيث أكد الرئيس الصيني أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هى تحقيق وقف إطلاق النار وعدم اتساع رقعة الصراع مشددا على أنه المخرج الأساسي للأزمة و تسوية العنف هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأكد أن الصين تقف إلى جانب القانون الدولي وترفض كل ما يعرقل السلام وتبذل جهودا للدفاع عن كرامة الأمة العربية، وتدعم جهود وقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام.
وأشار إلى أن الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين موضحا أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات زار الصين 14 مرة وحافظ على صداقة وطيدة مع زعماء الصين.
وأضاف أنه في العصر الجديد لا تزال الصين تسعى لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، موضحا أن الرئيس الصيني طرح عدة مقترحات لإيجاد حلول وجوهر هذه المبادرات الحل على أساس حل الدولتين.
وفي يونيو الماضي ، زار محمود عباس الرئيس الصيني الصين وأكد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة لها سيادة على حدود 67.
واعتبر أنه بعد التصعيد الأخير ، مفتاح حل الأزمة هو تحقيق تطلعات إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولابد من إزالة الظلم التاريخى للشعب الفلسطيني.
وأكد الرئيس الصيني على ضرورة تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الاقتصادية وضرورة الالتزام بمفاوضات السلام والحفاظ على المقدسات الدينية.
وقال إن الأوضاع شهدت تدهورا شديدا وأعرب عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأمور، وأكد أن الصين تبذل جهودا لتحقيق السلام والعدالة.