تحذيرات دولية من تأثيرات اقتصادية عنيفة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.. ارتفاع في أسعار الغاز الطبيعى.. وتوقعات بكساد تضخمى يصيب العالم.. ودول المنطقة الأكثر تأثرا

فيما لايزال الاقتصاد العالمى، يعانى جراء الأزمة الأوكرانية الروسية، والتي جاءت تالية لجائحة كورونا، مما أصاب الاقتصاد العالمى بهزة عنيفة، فقد دخلت الأزمة الأخيرة في قطاع غزة، لتضيف مزيد من الأعباء على الاقتصاد العالمى، وفى القلب منه أقتصاد دول المنطقة، خاصة التي لها تماس مباشر مع الأزمة، ومن بينها مصر.

 

ودخلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الرابع، وسط ارتفاع في عدد الضحايا وأيضا انهيار للبنية التحتية للقطاع، جراء الهجمات الإسرائيلية المتتالية، وهو ما الاقى بمزذد من التساؤلات حول تداعيات استمرار هذا الوضع المتدهور على الاقتصاد العالمى، وتأثيره على دول المنطقة.

 

وفيما يتعلق بتأثيرها على الاقتصاد العالمى، فقد ارتفعت هذا الأسبوع أسعار الغاز في أوروبا، مع زيادة المخاوف على إمدادات الوقود الأزرق إلى السوق الأوروبية، وخاصة أضطراب امدادات الغاز من المنطقة إلى أوربا بسبب أحداث غزة الأخيرة، واستمرار إغلاق حقل "تمار" الإسرائيلي.

 

وقالت وكالة "بلومبرج" إن الأسواق تتخوف من توسع المواجهة في منطقة الشرق الأوسط لتشمل جهات جديدة.

 

والأثنين الماضى، ارتفعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 7.1% إلى مستوى 604.36 دولار لكل ألف متر مكعب، لكنها بعد ذلك قلصت الخسائر وجرى تداولها بحلول الساعة 11:18 بتوقيت موسكو عند مستوى 585.44 دولار لكل ألف متر مكعب، كما ارتفعت أسعار الوقود الأزرق بنحو 30% عما كانت عليه قبل اندلاع المواجهة في منطقة الشرق الأوسط قبل 3 أسابيع، ما يظهر هشاشة سوق الغاز الأوروبية أمام الأحداث الجيوسياسية بعد أزمة الطاقة في العام الماضي.

 

وارتباطاً بهذه الأزمة، قال الأحد الماضى، المستشار سامح الخشن، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن الزيادة فى استهلاك الكهرباء من الغاز تزامنت مع انخفاض كميات الغاز الموردة من خارج مصر من 800 مليون قدم مكعب غاز يوميا إلى صفر، مضيفاً: "حرصا على استمرار تشغيل شبكة الكهرباء بشكل آمن، تم تخفيض الأحمال لحين عودة الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية، وبعدها ستعود الأمور كما كانت".

 

وخلال الأيام الماضية، تصاعدت وتيرة التحذيرات الدولية من تأثيرات مباشرة للأوضاع في غزة على الاقتصاد العالمى، وان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سيكون له تأثيرات واضحة على حركة التجارة العالمية، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تستحو على النسبة الأكبر من هذه التجارة، والتي ستتأثر بما يحدث من أضطرابات أمنية وعسكرية، أخذا في الاعتبار أن هناك تحذيرات أخرى بامتداد الأزمة في غزة إلى مناطق أخرى.

 

واليوم، حذر علاء السقطى رئيس اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من تداعيات التغيرات الاقليمية المقلقة على الحدود المصرية وما تواجهه مصر من ضغوط خارجية، مما يرفع من أهمية التأهب الاقتصادى الداخلى، موضحا أن الاستهلاك المحلى قادر على استيعاب التوسعات الانتاجية الجديدة وتحقيق أعلى معدلات أرباح للمستثمرين بشرط التركيز على الاحتياجات الاساسية للسوق لإحلال الواردات.

 

ويرى خبراء أن الأمر الذي يشكل خطرا أكبر على الاقتصاد العالمي، ربما، ليس ارتفاع أسعار الطاقة فحسب، بل شحتها المحتملة، فإذا ما تواصلت الأزمة، وتأثر الإنتاج في بعض المناطق بالحرب، أو أغلقت ممرات نقل الطاقة من الخليج وشمال أفريقيا إلى أوروبا، لأي سبب كان، فإن الأسعار سترتفع، بينما يشح المعروض من النفط والغاز، مما يخلق كسادا تضخميا، وهو أخطر بكثير من الكساد المعتاد، الذي عادة ما يؤدي إلى خفض الأسعار، نتيجة نقص الطلب على المواد، الناتج أساسا عن شح المال المتولد عن البطالة الناتجة هي الأخرى عن التباطؤ الاقتصادي.